مئير شمجار.. وفاة داهية أرهق السادات في مفاوضات السلام

يوم قاتم وحزين داخل دولة الاحتلال اعتبره الصهاينة يوم حداد، وذلك بسبب رحيل القاضي الإسرائيلي، ورئيس المحكمة العليا الأسبق للاحتلال، وكبير طاقم مفاوضات السلام بين مصر وإسرائيل، مئير شمجار، اليوم الجمعة، عن عمر ناهز 94 عامًا.

شمجار الذي عرف عنه أنه أرهق الرئيس الراحل أنور السادات أثناء مناقشة المفاوضات لما كان يتمتع به من دهاء صهيوني، ولد في عام 1925 هاجر إلى فلسطين العام 1935. خدم في صفوف التنظيم الإرهابي اليهود "البالماح" الذي شكل مع منظمات إرهابية أخرى نواة لجيش الاحتلال، وألقي القبض عليه من قبل قوات أمن الانتداب البريطاني ونفي إلى كينيا، درس الحقوق بالمراسلة مع جامعة لندن، وانضم بعد الإعلان عن قيام دولة الاحتلال إلى النيابة العسكرية العامة.

شمجار بحسب الإعلام العبري من مواليد بولندا، ومن مؤسسي التشريع العسكري الصهيوني في الضفة وقطاع غزة بعد حرب 1967، وتولى النيابة العسكرية في مطلع الستينيات، ثم عين مستشارا قانونيا للحكومة، وأصبح رئيسا للمحكمة العليا في عام 1983، وشغل هذا المنصب القضائي لمدة اثني عشر عاما حتى خروجه إلى التقاعد لدى بلوغه سن السبعين.

وترأس شمجار، رئيس المحكمة العليا؛ للنظر في المجزرة التي ارتكبت داخل الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، وذهب ضحيتها أكثر من 50 مصليًا فلسطينيًا.

كما ترأس شمجار رئاسة لجنة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يتسحاق رابين، وغيرها، وحصل القاضي شمجار على جائزة إسرائيل لمشروع حياة عام 1996 تقديرا لمساهمته الخاصة من أجل المجتمع ودولة الاحتلال، ومن المقرر أن يعلن عن موعد جنازته في وقت لاحق.

وفي إحدى المقابلات مع شمجار عندما سُئِل عن الأمور التي تجعله سعيدا في الحياة قال: "كل ما يخص إسرائيل هو لحظة سعيدة في حياتي، كنت على يقين بقيام دولة إسرائيل في الوقت الذي لم يؤمن آخرون بذلك وقد كان، وتمكنت من تحقيق حلمي وهو الخدمة في الجيش الإسرائيلي".

وأصدر رئيس دولة الاحتلال رؤوبين رفلين بيانًا خاصًا عقب الإعلان عن وفاة رجل القانون رئيس المحكمة العليا للاحتلال سابقا مئير شمجار، قال فيه: "إسرائيل وعالم القضاء فقدا اليوم أحد أهم الأباء المصممين الكبار في القانون والقضاء الإسرائيلي، الذي يعتبر ركيزة أساسية في القضاء، مشيرًا إلى أن شمجار كان رجلا صادقًا ذكيًا وذا معرفة كبيرة ملمًا بالعلم وشجاعًا وتمكن من تحقيق إنجازات عظيمة في الحقل القضائي، بعد أن كان من كبار القضاة في الجهاز القضائي حيث أضاء بعلمه عالم القضاء في العقود الأخيرة"، كما بعث ريفلين التعازي إلى أبناء عائلته.

قاضي عربي بالمحكمة الإسرائيلية العليا يرفض ترديد النشيد الوطني

وسبق أن منح شمجار، وسام الرئيس للعميد المتقاعد الإسرائيلي، أفيجور كهلاني، بمناسبة حلول أربعين عاما على حرب أكتوبر 1973، تقديرًا لمساهماته المستمرة لأمن الاحتلال على مر السنين.