رئيس التحرير
عصام كامل

8 أكتوبر.. ذكرى تحرير مدينة القنطرة شرق بقيادة اللواء فؤاد عزيز غالي

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يوافق اليوم 8 أكتوبر ذكرى تحرير مدينة القنطرة شرق أول مدينة محصنة قامت القوات المسلحة المصرية باستعادتها من براثن العدو الإسرائيلي بعد عبور قناة السويس.


صعوبة الهدف
كان قطاع القنطرة شرق من أقوى حصون خط بارليف التي وصل عددها إلى سبعة حصون قام العدو ببنائها حتى يراقب القوات المصرية التي تقترب من قناة السويس والتعامل معها، من أصعب المواقع فالقتال داخل المدنية يحتاج إلى جهد لأن القتال في المدن يختلف عن القتال في الصحراء.

أبطال الفرقة 18 مشاة
كان أبطال وقادة وجنود الفرقة 18 مشاة على أحر من الجمر لأجل البدء في تنفيذ تكليف الوطن لهم بتحرير منطقة ومدينة القنطرة شرق بعد 6 سنوات من احتلالها، وكان الجميع على استعداد تام لعبور واقتحام القناة وبدأت التحركات الحذرة في الجبهة وفي الساعة الثانية و5 دقائق كانت الطائرات المصرية فوق رؤوس المقاتلين في اتجاهها إلى شرق القناة وعمق سيناء، وكان هذا وحده أقوى إعلان عن بدء الحرب وبدأت التحركات على الجبهة للوحدات الأولى في العبور ووحدات المهندسين والصاعقة، وبعد نحو 20 دقيقة تعود القوات الجوية من مهمتها في سيناء ليبدأ القصف المدفعي الذي هز الجبهة من جنوب بور فؤاد شمالا وحتى عيون موسى على خليج السويس جنوبا، وبدأ العميد فؤاد عزيز غالي مع رجاله قادة وضباط وجنود الفرقة 18 مشاة المكلفة بتحرير القنطرة شرق في اقتحام وعبور القناة، وجاءت البشرى سريعة بعد نحو 3 ساعات من العبور في الساعة الخامسة و10 دقائق مساء أول أيام حرب السادس من أكتوبر عام 1973م بفتح وتمهيد أول ممر أو فتحة في الساتر الترابي شرق القناة في مواجهة الجيش الثاني الميداني في نطاق الفرقة 18 مشاة لتبدأ بعدها مرحلة إقامة الكوبري المواجه لها، وتوالى بعدها فتح الثغرات وبدء تركيب كباري العبور في نطاق الجيش الثاني الميداني وفي نطاق الجبهة كلها، وعلى الرغم من تدمير الكوبري الذي تم تركيبه أمام القنطرة شرق فقد قامت وحدات الفرقة بالعبور على المعديات وباستخدام القوارب المطاطية والمركبات على الضفة الشرقية للقناة خلال ليلة 7 أكتوبر عام 1973م وحتى صباح يوم 7 أكتوبر.

فتح الثغرات في خط بارليف
في الوقت الذي كان يتم فيه فتح الثغرات وإقامة الكباري كانت قوات الفرقة 18 مشاة التي يقودها العميد فؤاد عزيز غالي بعد أن عبرت القناة قد أخذت تنفذ الخطة الموضوعة لها مسبقا، وهي الهجوم بأكبر سرعة ممكنة على مدينة القنطرة شرق بالمواجهة وبكل القوة الضاربة المخصصة للمهمة دفعة واحدة على القوات الإسرائيلية بالمدينة وما حولها، وبمواجهة قدرها 18 كيلو مترا ومهاجمة النقط الحصينة المواجهة للفرقة وعددها 7 نقاط، وهي نقطة شمال جزيرة البلاح و4 نقاط في منطقة القنطرة شرق ونقطة الكاب ونقطة التبنة، وكان من نتائج هذا الهجوم المركز سقوط أول نقطة حصينة، وهي النقطة رقم 1 في منطقة القنطرة شرق وفي نطاق الجيش الثاني الميداني.

العلم المصري
في تمام الساعة الثالثة تماما تم رفع العلم المصري أي بعد نحو نصف ساعة منذ لحظة العبور وبعدها استمر تنفيذ الخطة الموضوعة لتحرير القنطرة شرق للسيطرة على النقط الحصينة الست الأخرى، وكان أن سقطت النقطة الرابعة كما تم حصار مدينة القنطرة شرق من الخلف أي من شرقها لمواجهة أية قوات إسرائيلية قادمة من عمق سيناء تتقدم نحو المدينة، وذلك لمنعها من الوصول إليها وإجبارها على الانسحاب أو الفرار إلى عمق سيناء، وحرص العميد فؤاد عزيز غالي على توزيع قواته حول المدينة في نطاقات متتالية للتعامل مع القوات الإسرائيلية التي توجد داخلها وخارجها وفي النقط الحصينة حولها، وأيضا للتعامل مع القوات الاحتياطية التي كانت مخصصة لنجدة القوات المتمركزة في منطقة القنطرة شرق، وتم كل ذلك نحو الساعة الرابعة عصرا أي بعد نحو مرور ساعة ونصف فقط من بدء العبور رغم الهجمات المضادة التي كانت تقوم بها القوات الإسرائيلية في محاولة مستميتة من أجل عدم سقوط المدينة في أيدي القوات المصرية، حيث حاولت قوات العدو الالتفاف على القوات المصرية التي تحاصر المدينة من الشمال فتعرضت لنيران الأسلحة المضادة للدبابات والصواريخ من الجانب الأيمن، وتكبدت خسائر فادحة وارتد المتبقي منها إلى داخل المدينة للدفاع عنها وكرر العدو الهجوم مرة أخرى وكان نصيبه الفشل.

يوم أسود للعدو
كان يوم 8 أكتوبر من الأيام السودا على قوات العدو الإسرائيلي فبجانب سقوط القنطرة شرق قامت القوات الجوية بعمل 400 طلعة طيران تمكنت فيهم من إسقاط 24 طائرة للعدو من طراز فانتوم واسكاي هوك بالإضافة على قيام قوات الصاعقة بقيادة الرفاعي من الإغارة على آبار النفط في بلاعيم.

وأذيع في التاسعة والنصف من مساء يوم 8 أكتوبر من إذاعة القاهرة تحرير المدينة الأمر الذي كان له تأثير طيب في نفوس الجميع.
الجريدة الرسمية