علي أمين يكتب: الجيل المنتصر

في جريدة أخبار اليوم عام 1976 كتب الكاتب الصحفي علي أمين مقالا عن ما بعد نصر أكتوبر قال فيه:

صنع جيل 6 أكتوبر أول نصر عسكري مصري منذ انتصارات الجيش المصرى في عهد محمد على يكفى أن حطم الجيش المصرى الأسطورة التي بنتها إسرائيل لمدة 25 سنة وصدقتها الدنيا، يكفى أنه أعاد لمصر اعتبارها أمام دول العالم.

هذا الجيل المنتصر هو القادر على المحافظة على الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، فالحريات في حماية الشعوب لا حراسة الشرطة، واحترام القانون هو مهمة الملايين قبل أن تكون مهمة القضاء والديمقراطية تصمد للعواصف والأعاصير عندما تنبعث من الجماهير.

وإذا كان في هذا الجيل بعض العيوب فهذا ليس ذنبه وإنما هو ذنب مؤرخى السلطة الذين لم يعلموه تاريخ بلاده الحقيقى وحجبوا عنه بطولة هذا الشعب وصراعه جيلا بعد جيل.

هذا الجيل لم ير عباس العقاد وهو يتحدى الملك ويقول في البرلمان: إن الشعب مستعد أن يحطم أكبر رأس في سبيل المحافظة على الدستور.

لم يسمع وزيرا يستقيل وينشر على الشعب أسباب خلافه مع الدولة. 

لم يسمعوا السادات وهو يعلن بصوته قيام الثورة بعد أن استولى على محطة الإذاعة يوم 23 يوليو.

لم يسمعوا جمال عبد الناصر وهو يعلن تأميم قناة السويس أو وهو يخطب في الأزهر ويقول سنقاتل سنقاتل.

إن الجيل الذي ظهر في إنجلترا بعد الحرب العالمية الثانية لم يعرف فاكهة الموز، لأنها كانت لا تصل إلى بريطانيا أثناء حصارها بالغواصات الألمانية، وحدث أن في إحدى المدارس البريطانية أن طلبت المدرسة من التلاميذ أن يرسموا موزة، فعجزوا جميعا عن رسمها لأنهم لم يعرفوها ولم يعرفوا شكلها.

إن الجيل الحاضر يحتاج إلى القدوة والأمثلة الصالحة وقدوة في جميع النواحى، وواجب الآباء أن يكونوا قدوة لأبنائهم، وواجب الأساتذة أن يكونوا قدوة لتلاميذهم، نحتاج من جيل نصر أكتوبر أن يضرب المثل في الثقافة والعزة والكرامة.