رئيس التحرير
عصام كامل

صناعة الفيديو في مواجهة الشائعات


في الأسبوع الماضي تحدثت عن أهمية الاستثمار في صناعة محتوى معرفي يساهم في تفكيك الأفكار الخاطئة ومعالجتها، واكتساب المتلقي لمهارات ومعارف جديدة، مع صياغة مساحات آمنة عبر المواقع الاجتماعية للنقاش واستطلاع الرأي، وطرحه تجاه القضايا المختلفة بدلًا من ترك الساحة فارغة يمكن لأي مخادع أن يسيطر عليها.


وقبل استكمال ما بدأناه سيكون علينا التفكير في إجابة السؤال التالي: هل ترغب في تشويه شخصية عامة أو الانتقاص من صورة أحد المؤسسات؟ أو تصفية خلافات شخصية؟ أو تمرير رسائل سياسية بغض النظر عن صدقها أو أهدافها؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فإن التطبيق العملي سيكون أسهل مما تتخيل، عليك فقط ابتكار حساب والبدء في نشر الأكاذيب من خلال المواقع الاجتماعية، التي تتميز بانعدام الوصاية في التعبير والنشر وكسرها لاحتكار الدول لوسائل الإعلام.. المهمة لن تستغرق سوى دقائق وسيكون على الضحية سواء كان فرد أو دولة أن تستغرق أوقاتًا طويلة في الدفاع عن نفسها.

يقضي المواطن المصري على وسائل التواصل الاجتماعي 3 ساعات يوميًا في المتوسط، مما يعرضه للكثير من المعلومات بعضها صحيح والآخر مزيف.. وعلى المستوى العالمي يعتمد 63% من مستخدمي الإنترنت من الفئة العمرية من 18 لـ 24 على وسائل التواصل الاجتماعي في الحصول على الأخبار بغض النظر عن دقتها.. وبالدخول في المزيد من الإحصائيات سنتمكن من الحصول على فكرة أكبر عن اهتمامات المصريين.

هناك 40 مليون مواطن مصري يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل نشط، منهم 38 مليون يستخدمون المواقع الاجتماعية عبر الموبايل الذي انتشر في مصر ليمثل نسبة 94،83% من تعداد السكان.

أما بالعودة للمواقع الاجتماعية فإن الفئة العمرية من 18 إلى 34 عام هي الفئة الأكثر استخدامًا لهذه المواقع بنسبة 65% من إجمالي المستخدمين كما أن نسب مستخدمي هذه المواقع في ازدياد ففي خلال الفترة من يناير 2018 حتى يناير 2019 زاد أعداد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بنسبة 2،6% كما زاد عدد مستخدمي هذه المواقع عبر الموبايل بنسبة 8،6%.

بالنظر أكثر صوب المواقع الاجتماعية فإن المقدمة من نصيب موقع فيس بوك الذي يستحوذ على 39 مليون مستخدم مصري مقابل 11 مليون مستخدم لانستجرام و3،6 مليون مستخدم لموقع لينكد إن مقابل 3 ملايين مستخدم لسناب شات و2،3 مليون مستخدم لتويتر.

أما عن مدى اهتمام مستخدمي الإنترنت عبر الموبايل بالمحتوى المقدم في شكل فيديو فإن 90% من زوار الإنترنت يشاهدون الفيديوهات، مما يجعله نشاط رئيسي بالنسبة للمستخدمين.

بالأمس كانت هناك دعوات من البعض للتظاهر وبعيدًا عن مردود الأمر عبر المواقع الاجتماعية، الذي يمكن وصفه بتضخيم الحدث ونقل صورة غير واقعية ومبالغ فيها لحجم هذه التظاهرات، إلا إنه بالنظر إلى كلمات البحث الأكثر استخدامًا عبر محرك البحث الأشهر جوجل (وقت إعداد المقال) يمكن أن نقف أمام ملاحظتين..

الأولى أن الاهتمام الأكبر كان للبحث عن موضوعات رياضية وفنية وليست سياسية، حيث جاءت كلمات: "ماتش الأهلي" و"مهرجان الجونة 2019" و"مباراة السوبر" بمثابة الجمل الثلاث الأكثر بحثًا بينما جاء في ذيل القائمة كلمات أخرى بعضها يتعلق بأمور سياسية أو بدعوات التظاهر..

أما الأمر الثاني فهو أن (قناة الشرق) و(قناة مكملين) و(قناة الجزيرة) جاءت ضمن اهتمامات البحث وهو ما يشير إلى اهتمام جانب من الزوار باستطلاع ما ستقوم بعرضه هذه القنوات والتي لا يخفى عن القارئ توجهاتها المعادية للدولة.

يحصل محرك البحث جوجل على قرابة 260 مليون زيارة من مصر شهريًا (تبعًا لموقع Similarweb)، وهو بالتالي الموقع الأشهر بالنسبة للمصريين (تبعًا لموقع Alexa) حتى إنه أكثر شهرة من موقع فيس بوك الذي يحصل على قرابة 242 مليون زيارة من مصر شهريًا بمتوسط 16 دقيقة في الزيارة الواحدة، ويليه النسخة المصرية من جوجل بنصيب 220 مليون زيارة شهريًا.

في النهاية فإن قراءة الإحصائيات تشير إلى أن المؤسسات التي ترغب في الحصول على اهتمام جمهور وسائل التواصل الاجتماعي بما تقدمه بجانب حماية مصالحها من الشائعات، التي تنتشر حولها فإنه سيكون عليها الاهتمام بصناعة الفيديوهات الموجهة لمستخدمي المواقع الاجتماعية، خاصة هؤلاء الذين يتصفحونها عبر الموبايل، وذلك بموضوعات وطريقة عرض تتلائم مع اهتمامات الفئات العمرية من 18 إلى 34 عام، والتي تعد الفئات العمرية الأكثر تأثيرًا في هذه المواقع..

كما أن على هذا المحتوى أن يُجيب على استفسارات الجمهور بصورة كاملة، لتجنب تصديقه للشائعات أو بحثه عن المعلومات عبر مواقع وقنوات ومنصات إعلامية لا تتمنى الخير لمصر.
الجريدة الرسمية