رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جامعة بنها: لم أوقع على قرارات للتصالح بحق الجامعة.. ومطالب "أعضاء التدريس" مرفوضة

فيتو

أكد أن ميزانية جامعته تصل لمليار و200 ألف جنيه

  • لست راضيا عن أوضاع المستشفى الجامعي.. واستعنت بوزير سابق لتنمية مواردها

قبل 6 أشهر استلم الدكتور جمال السعيد، مهام منصبه رئيسا لجامعة بنها، وسط ظروف إدارية صعبة كانت تعيشها الجامعة وقتها، بسبب خلو عدد كبير من المناصب الإدارية العليا، بالإضافة إلى سوء حالة المستشفى الجامعي، وتردي الخدمات التي يقدمها للمرضى. 

"السعيد" المولود لأسرة لها باع طويل في العمل التنفيذي ـــ والده المهندس حلمي السعيد كان وزيرا للكهرباء والسد العالي بوزارة فوزي عام 1970، وشقيقته الدكتورة هالة السعيد تشغل منصب وزيرة التخطيط في الحكومة الحالية ــ نجح خلال فترة وجيزة في تحسين أوضاع الجامعة رغم المخاطر والتحديات الكبيرة التي واجهته.
 
وفي حواره مع "فيتو" يتحدث رئيس جامعة بنها، عن استعانته بوزير صحة سابق لتنمية موارد المستشفى الجامعي، وكيف نجح في تعظيم موارد الجامعة، ولماذا يرفض قبول التصالح في قضايا الاعتداء على مرافق الجامعة.. كل هذه الموضوعات وغيرها الكثير يكشف "السعيد" تفاصيلها في السطور التالية

= بداية.. كيف تري تصنيف جامعة بنها محليا وعالميا؟
الجامعة ضمن أول 10 جامعات محلية، وعلى المستوي الدولي حققت تصنيفات متقدمة في مجالات مختلفة أبرزها الهندسة والزراعة وكان آخر تلك التصنيفات من جامعة شنغهاي حيث دخلت الجامعة لأول مرة ضمن أفضل 500 جامعة في مجال الطب البيطري، ولابد أن نعترف أن وضعنا في التصنيفات العالمية متذبذب ولذلك اتخذت الجامعة بعض الإجراءات لتحسين المستوي منها نشر الأبحاث العلمية في دوريات عالمية كبرى، وتغيير سياسة الجامعة في دعم الابتكار والتميز في البحث العلمي لأعضاء هيئة التدريس والباحثين بالجامعة، ولابد من الأخذ في الاعتبار أن هناك بعض القضايا التي لا يعرفها الجمهور وإنما أثرت على التصنيف منها أن الأبحاث العلمية لجامعة بنها كانت تسجل باسم جامعة الزقازيق حتى عام 2005م، بالإضافة إلى أن بعض الطلاب أعضاء هيئة التدريس الذين كانوا يحصلون على جوائز علمية لم تسجل باسم الجامعة وإنما باسم الشخص، وهو ما ضيع على الجامعة بعض الجوائز التي لها دور كبير لرفع تصنيف الجامعة ومن هنا كانت فكرة تولي الجامعة تسجيل الإنتاج الفكري للباحثين بها كبراءة إختراع بمكتب براءات الاختراع بأكاديمية البحث العلمي، وسوف تتحمل الجامعة تسديد رسوم تسجيل براءات الاختراع على أن تكون الجامعة شريك أساسي في حقوق الملكية الفكرية للاختراع.

= تبنيتم أسلوب إشراك الشباب في الإدارة كيف كان هذا التحدي؟
إشراك الشباب كان مجازفة كبيرة، وقرارا ليس بالسهل لما يمكن أن يواجهه من رفض وحساسية للأساتذة الكبار، ولكن الموضوع له جانبان الأول شخصي، وأنا في شبابي كنت أجد نفس المشكلة وأجد نفسي أصغر الموجودين سنا في المهام التي أتولاها، وهذا كان يدفعني للإمام والثاني توجه القيادة السياسية لإعطاء الثقة للشباب، وخضت هذا التحدي بتولية أصغر سيدة تتولي مدير عام في جامعات مصر، وهي مدير الشئون المالية والإدارية، والدكتور طارق عيسوي مدير عام المستشفيات بجامعة بنها الذي استطاع بالفعل أن يغير في وضع المستشفى، وأعطيته الثقة 3 شهور وبعدها 6 شهور وأتابع المستشفى دائما فهو على قمة أولوياتي.


= هل راضون عن وضع المستشفي الجامعي ؟
المستشفي يتحمل فوق طاقته، وهو على قمة أولويات الجامعة وتخصص له ثلث ميزانيتها، وهي ضمن خطتي لتحسين سمعة الجامعة وانا غير راض عنها وهناك اتجاه ومؤشرات إيجابية، فوضع المستشفى في أول زيارة لي كان "مأساة" ومعايير الجودة كانت ضعيفة لكنها تحسنت الآن بنسبة 40 % تقريبا، والأمور تتحسن للأفضل، كما أن قراري بتشكيل لجنة لتنمية موارد المستشفى برئاسة الدكتور عادل العدوي وزير الصحة الأسبق، كان له دور كبير في تحسن الأوضاع، فأدخلت في 3 شهور تقريبا 100 مليون جنيه، بالإضافة إلى الشراكة مع البنك التجاري الدولي، من خلال توقيع بروتوكول تعاون لتجهيز وتوريد الأجهزة اللازمة، لإقامة أكبر قسم حضانات حديثة ومتطورة لخدمة مواطني القليوبية وباقي محافظات الدلتا، كما يقضي بتزويد المستشفى بأجهزة تشغيل قسم الحضانات الجديد بطاقة 40 حضانة، والجامعة انتهت من تجهيز القسم الجديد وتدريب الكوادر الطبية المؤهلة لتشغيله، وخلال شهرين سيدخل الخدمة بجانب 10 أسرة للعناية المركزة باستقبال المستشفى للحالات الحرجة للأطفال.

= تتعرض المستشفي لتعديات من قبل بعض المواطنين وهو ما ساهم في إحداث بعض التلفيات.. كيف تتعاملون مع تلك الأزمة؟
أقدر شعور المواطن المصاحب لحالات أقاربه في حالة الطوارئ، ولكن من غير المقبول التعدي على أي طبيب يؤدي رسالته أو منشأة تخدم المواطنين، لذلك لم أوقع قرارا واحدا للتصالح في التعديات على منشآت الجامعة، ومنها المستشفى أو في حقوق الجامعة، فأنا أؤمن أن منشأت الدولة وأموال الغلابة شيء لا أملك التصالح فيه، وكثيرا ما تعرضت لضغوطات، ولكن لم أتهاون لأنني لن أسامح نفسي في حالة التصالح، والقانون لا بد أن يأخذ مجراه، ولا أحد فوق المحاسبة بداية من رئيس الجامعة.

= ماذا عن مشروع الجامعة الأهلية بالعبور؟
جامعة بنها كانت من الجامعات الرائدة في مشروع إنشاء الجامعة الأهلية، وحصلت على 3 موافقات بإقامة 3 كليات جديدة هي: الصيدلة والعلاج الطبيعي والتربية الرياضية بنات، وجري إجراء حوار مجتمعي لتشغيل 3 منها هذا العام، واتفق المشاركون في الحوار على ضرورة تشغيل 2 فقط هما التربية الرياضية للبنات والعلاج الطبيعي، لمواجهة مشكلة التحاق بنات المحافظة بالتربية الرياضية بالزقازيق، وحاجة سوق العمل لتخصصات العلاج الطبيعي، حيث من المقرر بدء الدراسة بهما هذا العام، عن طريق التحويلات لأنه لم يتم إدراجهما في التنسيق هذا العام لظروف التجهيزات.

= ماذا بشأن المستشفى التخصصي وعدم اكتمال المشروع ؟
المشكلة في أرض مشروع المستشفى التخصصي بين الجامعة والمحافظة، وأتمنى أن يخرج المشروع للنور في عهدي لخدمة أهالي القليوبية، لذلك من أول يوم وأنا أسعى لإنهاء الإجراءات بين المحافظة والجامعة، بحيث تقدم المحافظة مساحة الأرض البالغة 9 آلاف متر، والجامعة تشارك بالتمويل، وقد وضعتها في جدول أعمالي، وأتابعها بشكل يومي، وآخر ما وصلت إليه أن مجلس الوزراء حول الملف للعرض على مجلس المحافظين القادم.

= حققت الجامعة 257 مليون جنيه موارد ذاتية العام الماضي ما خطتكم هذا العام وحجم الميزانية؟
ميزانية الجامعة مليار و200 ألف جنيه، يذهب ثلث المبلغ للإنفاق على المستشفى الجامعي، ونسعى لأن نصل بمواردنا الذاتية هذا العام إلى 300 مليون جنيه

= دائما ما تتحدثون عن سمعة الجامعة؟
سمعة الجامعة هي أكثر ما يهمني وشغلي الشاغل، ليس إنكارا للسلبيات، وإنما لتعظيم الإيجابيات والتقليل من السلبيات، وتأثيرها، فالعمل على تطوير المستشفى الجامعي وملفات التعليم وتطويره والارتقاء بالبحث العلمي، وتشجيع الباحثين، وكل ملفات الجامعة ومؤسساتها وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب ولا أحد فوق المحاسبة ولا تهاون في أي شيء يتعلق بسمعة الجامعة، فأنا أعمل بما يرضي الله، فليس لي مصلحة أو أصدقاء انحاز لهم بالجامعة.

= كيف تري مطالب أعضاء هيئة التدريس لتحسين أوضاعهم ؟
الأوضاع الاقتصادية هي ظروف تمر بها جميع الفئات وأعضاء هيئة التدريس منهم ولكني اري تلك الدعوات غير مقبولة مع ظروف بلدنا الحالية والدعوة فقط دون أن نطور أنفسنا ونوجد لنا حلول غير تقليدية غير مقتنع بها، فنحن نجحنا في استقطاب نحو 50 باحثا من أساتذة الجامعة بالخارج، عبر إعطائهم مميزات مادية في إشراكهم بالبرامج الجديدة والوحدات ذات الطابع الخاص وهو ما يحدث في كافة دول العالم مرتب الأستاذ الجامعي كما هو وأفكاره ودمجه في تطوير التعليم، هو ما يعود عليه بفائدة اقتصادية، وأري أن تلك التجربة ناجحة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الجريدة الرسمية