رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قرية قشوع بالإسكندرية تغرق في مستنقع الإهمال.. المواطنون: "أنقذونا من الموت"

فيتو

مع اقتراب فصل الشتاء، وبالتحديد بمحافظة الإسكندرية، تدق أجراس ناقوس الخطر على بعض الأهالي بداخل القرى والمناطق العشوائية، من تكرار غرق منازلهم وشوارعهم، بسبب الأمطار، وأحداث مشاهد مأساوية تؤدي إلى انهيار المنازل.. قرية قشوع التابعة لحي العامرية أول بغرب الإسكندرية، يقف أهالي القرية مكتوفي الأيدي في انتظار، اهتمام المسؤولين بالمحافظة بمشكلتهم، حتى لا تتكرر كارثة غرق منازلهم بمياه الأمطار والصرف الصحي التي وقعت في الشتاء الماضي وأدت إلى إتلاف ممتلكاتهم وكادت أن تزهق أرواحهم خاصة الأطفال وكبار السن.


"فيتو" أجرت جولة بداخل قرية قشوع بمنطقة العامرية غرب المحافظة، للتعرف على الأزمات والمشكلات التي تواجه أهالي القرية، بعد أن قدموا العديد من الاستغاثات للمسئولين وقيادات الصرف الصحى طوال السنوات الماضية والتي بدأت في الانتشار بعد حادثة غرق الإسكندرية في عام 2015 وانتشار المياه بشكل كثيف وارتفاع منسوبها واختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحى، مما سبب مشكلة صحية كبيرة لأهالي القرية وأطفالهم.

وقالت سعاد محمد -ربة منزل- إنها تعيش في القرية منذ 25 عاما ولديها طفلان، تقوم برعايتهما عقب تعرض زوجها لحادث سيارة خلال عودته من العمل منذ أكثر من 5 سنوات، إلا أن القرية تعد من القرى البعيدة عن وسط الإسكندرية، ومعظم المنازل من الأراضى الخاصة بالمواطنين وتم بناؤها طبقا لقانون البناء فهى من الملكيات الخاصة وبعقود رسمية، مضيفة أن الحالة السيئة التي يعانى منها الكثير من المواطنين بالقرية غياب المسئولين بالمحافظة وتجاهل النظر إلى الشكاوى والاستغاثات من تعرض شوارع ومنازل القرية للغرق بمياه الأمطار منذ العام الماضى خلال فصل الشتاء، بجانب انتشار برك مياه الصرف الصحى التي تصل إلى شرفات المنازل.

وأضافت، أن كثرة الأزمات التي يعيشها المواطنون هي بسبب برك مياه الصرف الصحى وغرق منازلهم بمياه الأمطار وتراكم تلال القمامة وغياب المسئولين عن توفير الخدمات والرعاية لأهالي المنطقة: موضحة: "عاوزين نشعر كاننا مواطنين لنا حقوق ووجبات أنقذونا من الموت"، مؤكدا أن انتشار برك مياه الصرف الصحى بشوارع القرية تسبب في انهيار المنازل وإظهار الشروخات الكبيرة في أساسياتها بسبب ترك المسئولين شبكات الصرف الصحى المياه دون تدخل وإرسال سيارات لشفطها.

وأكد محمود توفيق أحد أهالي القرية، أنه لا يوجد شبكة للصرف الصحى مما يسبب تجمع مياه الصرف في الشوارع باستمرار وركودها لأيام وهو أحد أسباب انتشار الذباب والحشرات والأمراض، مضيفا أنهم تقدموا بالكثير من الاستغاثات العديدة لمحافظ الإسكندرية الحالى والسابق للتدخل لحل مشكلتهم ووضع حلول عاجلة لإنقاذ الأهالي من الغرق بسبب تراكم مياه الصرف الصحى والقمامة وغياب الخدمات والرعاية، إلا أنها لم تأت بفائدة ولم يشعر المسئولين والتنفيذيين بحجم ما يتعرض له أهالي القرية يوميا واللجوء إلى وضع الحواجز واللوائح الخشبية والأحجار لمنع وصول مياه الصرف والأمطار من دخول المنازل والتسبب مرة أخرى في وقوع خسائر في الممتلكات.

وأضاف محمد البندرى، أنهم تقدموا بشكاوى لمحافظ الإسكندرية ورئيس حي العامرية أول ورئيس الصرف الصحي، ومياه الشرب بالإسكندرية، لإنقاذ ما يمكن انقاذه بقرية قشوع، ووضع حلول عاجلة لإنقاذها، مؤكدا أن مع اقتراب موسم الشتاء وتخوف الأهالي من تكرار الكارثة مرة أخرى بداخل القرية إلا أن المسئولين بالمحافظة يعجزون عن انتشال الإهمال والوباء وإنقاذ حياة المواطنين، إلا أن بعضهم يكتفى بمتابعة ما يحدث دون أي تدخل على الإطلاق.

وأكد البندرى، أن أهالي القرية يقومون خلال الأيام الماضية بعمل حواجز من الطوب والخرسانة أمام منازلهم من الداخل والخارج لمواجهة ارتفاع منسوب المياه من الصرف الصحي والأمطار والتي تسببت هذه المياه مرض كافة الأطفال خصوصا والسيدات بكثير من الأمراض المعدية، ورغم كل هذا لم يتحرك التنفيذيون ومحافظ الإسكندرية لإنهاء هذه الكارثة البيئية.



وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية برؤية هذه المشاهد وحجم المأساة والمعاناة التي يعيشها أهالي القرية يوميا، مضيفا أن هذه الأسر الفقيرة لو لديها من المال لتركت هذا المكان وانصرفت، لكن ضعفهم وقلة حيلتهم تكبيرهم على البقاء، قائلا: "هذا المستنقع الذي لا يقبل أحد أن يعيش فيه حتى ولو الكلاب الضالة ورغم ترك كل الأبواب لجميع المسئولين" لم يتحرك أحد لإنقاذ هذه الاسر البائسة والتي تحتاج إلى رصاص الرحمة لإنقاذهم من الموت.
Advertisements
الجريدة الرسمية