رئيس التحرير
عصام كامل

لأنها «سينما من أجل الإنسانية»..أفلام مهرجان الجونة.. سيناريوهات عالمية بـ«نكهة إنسانية».. «1982» يناقش الحب في مواجهة الاحتلال.. و«أغنية بلا عنوان» نافذة على ا

مهرجان الجونة السينمائي
مهرجان الجونة السينمائي
18 حجم الخط

عام بعد الآخر، ودورة وراء دورة.. يشهد مهرجان الجونة السينمائي تطورا في اختيار أفلامه وعروضه في مختلف مسابقاته، فرغم أن المهرجان، كما وصفه كثيرون، ولد كبيرًا وكانت دورته الأولى عالمية، إلا أنه مع توالي الدورات تكون الاختيارات أفضل وأفضل من حيث الأفلام التي تشارك في مسابقاته.


سينما الإنسانية
وذلك بعد السمعة الجيدة التي حققها في دورتيه الأولى والثانية، لتشهد دورته الثالثة مشاركة عدد كبير من أهم الأفلام التي تشارك في مختلف مسابقاته، وكما قال المهندس نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، فإن «سينما من أجل الإنسانية» لم يكن شعار دورة واحدة في المهرجان، لكنه شعار دائم له، وهو الشعار الذي ينطبق على الأفلام المشاركة في المهرجان، حيث تميزت معظم تلك الأفلام بالاهتمام بالقضايا الإنسانية، والتركيز على معاناة البشر من زاوية مختلفة، سواء من الناحية المادية أو النفسية، أو حتى فيما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس، وخلال التقرير التالى نرصد أهم الأفلام التي تشارك في المهرجان، والتي تستعرض قضايا إنسانية مهمة من عدة دول مختلفة.

«1982».. (الحب في مواجهة الحرب والاحتلال)

فيلم لبناني، تدور قصته حول طفل لبناني يبلغ من العمر 11 عامًا، وفي الوقت الذي تقام فيه الامتحانات النهائية في إحدى مدارس العاصمة (بيروت) كان الصبي قد قرر أن يعترف لزميلته «جوانا» بحبه لها، ولكن ما كان ينويه الطفل «وسام» يتوقف بمجرد اندلاع هجمات جوية من الاحتلال الإسرائيلي على بيروت، وهو ما ينتج عنه تعليق الدراسة، ولأن الأمور أصبحت غامضة، ولا يعلم الطفل ما تخبئه الأيام، فقد زاد تصميمه على الوصول لزميلته والاعتراف بحبه لها.. الفيلم من إخراج وليد مؤنس، وإنتاج مشترك بين لبنان والولايات المتحدة، ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

(الأب).. البحث عن «مكالمة أخيرة»
فيلم تدور قصته حول الحب ولكن بطريقة مختلفة، «فاسيل» الرجل الذي فقد زوجته، ويعاني بسبب ذلك، سيصدق ادعاءات جارته التي تؤكد له أنها تتواصل معها تليفونيًا، وبسبب إيمانه بالقوى الخارقة يصدق الأمر، ويحضر وسيطا روحانيا لمحاولة التواصل مع زوجته التي يحبها، ويفشل ابنه من منعه من خوض تلك التجربة، لعلمه أنها مجرد خرافات، لكن الأب يكمل طريقه.

الفيلم من إخراج كريستينا جروزيفا وبيتر فالجانوف، وهو إنتاج مشترك بين بلغاريا واليونان، وحصد جائزة الكرة الكريستالية في الدورة الـ 54 لمهرجان «كارلوفي فاري»، ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

«أغنية بلا عنوان».. رحلة بحث عن «مستقبل»

فيلم مبني على قصة حقيقية حدثت في «بيرو»، ويناقش قضية هامة تعاني منها الدولة اللاتينية، وهي مشكلة تهريب الأطفال، حيث يعرض الفيلم المشكلة من خلال طفلة حديثة الولادة تم اختطافها من عيادة إنجاب وهمية في العاصمة البيروفية ليما، لتبدأ الأم الموسيقية الشابة «جوروجينا» رحلة بحث طويلة عن طفلتها، وخلال رحلتها تقابل شابا صحفيا في مقر إحدى الصحف الكبرى ليتضامن معها ويساعدها في رحلة بحثها.

الفيلم من إخراج ميلينا ليون، وإنتاج مشترك بين بيرو، إسبانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

«ستموت في العشرين».. في انتظار «اللحظة الأخيرة»

قصة إنسانية أخرى مبنية على الجهل والتخلف، الذي يعاني منه جزء كبير من الشعوب، ففي إحدى القرى السودانية يولد الطفل «مزمل» الذي يتنبأ له أحد الدراويش بموته في عامه العشرين، فيقضى حياته كلها محاطًا بنظرات الشفقة انتظارًا لمصيره المحتوم، حتى يظهر مصور سينمائي في قريته، ويبدأ في رؤية العالم من خلال تسجيلاته على جهاز عرض الأفلام، فيقرر مقاومة الواقع الذي نشأ فيه ويقرر رؤية العالم.

الفيلم من إخراج أمجد أبو العلا، وهو إنتاج مشترك بين السودان، مصر، فرنسا، ألمانيا والنرويج، ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

«سيدة النيل».. عنصرية «النُخبة»

وما زلنا في أفريقيا مع فيلم آخر يعرض مشكلة كبيرة في رواندا، ففي إحدى المدارس الكاثوليكية الداخلية عام 1973 تقع مشكلات عنصرية، فهذه المدرسة المرموقة المنعزلة بعيدًا تشمل خليطًا عرقيًا بين مجموعة من البنات اللواتي يتم تأسيسهن ليشكلن النخبة الرواندية، أغلبيتهن من قبيلة «الهوتو» بنسبة 90% والنسبة الأقل 10% من قبيلة «التوتسي»، وخلال الدراسة تبدأ العنصرية الكامنة في هذا المجتمع الظهور على السطح من خلال تعاملات بنات القبيلتين معًا.

الفيلم من إخراج المخرج الكبير عتيق رحيمي، وهو إنتاج مشترك بين رواندا، فرنسا وبلجيكا، وهو مأخوذ عن رواية للكاتبة الرواندية سكولاستيك موكاسونجا، وقد افتتح الفيلم الدورة الـ 44 لمهرجان تورنتو السينمائي، ويشارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.

«عائلة منتصف الليل».. حكاية «إسعاف خاص»

معاناة إنسانية يعاني منها سكان مدينة مكسيكو سيتي، فهذه المدينة الكبيرة البالغ عدد سكانها 9 ملايين نسمة توفر لهم الحكومة المكسيكية 9 سيارات إسعاف فقط، ويتم استعراض تلك المعاناة من خلال عائلة «أوشوا» التي تدير سيارة إسعاف خاصة، وتتسابق تلك السيارة مع سيارات الإسعاف الخاصة الأخرى في نقل المرضى للمستشفيات، وهي مهمة، بالرغم من أهميتها، إلا أنها غير قانونية، وتفتح مجالا للمخاطر والصراعات والرشاوي، وتكافح العائلة لتستطيع كسب قوتها اليومي، دون أن تعرض المرضى للخطر.
الفيلم من تأليف لوك لورنتزن، وهو إنتاج مشترك بين المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية، وفاز بعدة جوائز في مهرجانات كثيرة منها سنداتس الدولي وكوبنهاجن السينمائي الدولي للأفلام الوثائقية، ويشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.

«كابل.. مدينة في الريح».. صمت بين تفجيرات «الموت»

مدينة أفغانية لا تزال تعاني منذ الاحتلال الأمريكي، فمن خلال هذا الفيلم يتم استعراض فترات الصمت الفاصلة بين التفجيرات الانتحارية، بتصوير يقظ وحميمي ومقرب للأحداث، ومن خلال عدد من الشخصيات مثل سائق الباص الذي يتحايل من أجل تأمين حياة عائلته، ورجل الشرطة الذي هرب وترك ابنه الصبي يعتني بالعائلة، وغيرها من الشخصيات التي يستعرض الفيلم تأثير تلك التفجيرات عليها، وكيف تغيرت حياة تلك العائلات والشخصيات بهذا التهديد المستمر.

الفيلم من إخراج أبوزار أميني، وهو إنتاج مشترك بين أفغانستان، هولندا، اليابان وألمانيا، ويشارك في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة.

«أمي».. حلم «استعادة السيدة الأولى»

مأساة إنسانية يمر بها الكثير من الأطفال الذين يفقدون أمهاتهم في طفولتهم، «إلياس» الطفل الصغير البالغ من العمر 9 أعوام فقد أمه، وبالرغم من إخبار والده له بأنها لن تعود، وبالرغم من إيمانه وتردده بانتظام على الكنيسة، إلا أن كل هذا لم يمنعه من محاولة استعادتها، فقد ابتكر خطة غريبة لإعادتها للحياة من خلال حلول بائسة وساذجة، ولكنه يفشل في النهاية، ولكن الفيلم يطرح تساؤلا حول كيفية أن يقدر الإنسان على الحياة دون أحبائه.

الفيلم من إخراج وسيم جعجع وإنتاج لبناني، ويشارك في مسابقة الأفلام القصيرة.

«سيلفي زين».. جدار عازل يفصلنا عن الوطن

فتاة شابة من بيت لحم تدعى «زين»، تقرر أداء الصلاة داخل المسجد الأقصى، بعد إعلان الرئيس الأمريكي ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، وعلى الرغم من أن المسافة بينها وبين المسجد نحو 9 كيلومترات فقط، وقد تبدو رحلتها قصيرة إلا أنها مليئة بالصعاب والعقبات، حيث تواجه خلال هذه المسافة الجدار العازل، ونقاط التفتيش، وهو ما يدفعها لتغيير مظهرها، لتخوض رحلتها حتى النهاية.

الفيلم من إخراج أميرة دياب وهو إنتاج فلسطيني، ويشارك في مسابقة الأفلام القصيرة.

«زلاجة مائية».. وداع يليق بـ«بطل»

وما زالت قضايا الهجرة تنال جزءا كبيرا من اهتمام صناع السينما، فالفيلم يعرض قصة أب وابنه مهمشين في ضواحي العاصمة الهولندية أمستردام، فالطفل بالرغم من صغر سنه إلا أنه يتحمل مسئولية كبيرة، تتمثل في الاعتناء بوالده المريض، لكنه يكتشف مع الوقت، وفي هذه الحالة السيئة التي يعيشونها أن والده كان بطل البحر الأحمر في التزلج المائي، ليبذل الطفل مجهودا مضاعفا ليمنح والده ودائعًا يليق به كبطل.

الفيلم من إخراج شريف عبد المولى، وهو إنتاج هولندي، ويشارك في مسابقة الأفلام القصيرة.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية