رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نجيب محفوظ: الرومانسية في طريقها إلى الزوال

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

إن الحب الذي عبر عنه نجيب محفوظ في كل أعماله هو حب مختلط بواقع الحياة المصرية ونابع منها.. حين عبر عن حب الحارة وحب المثقف وحب الطبقة المتوسطة وحب العوالم، وحب الزاهد والشيخ.


مجلة صباح الخير أجرت في سبتمبر عام 1972 حوارا مع الأديب نجيب محفوظ حول ماهية الحب فقال:
الحب هو الذي يجعل الاثنين واحدا، لا أنكر أن علاقات الحب في حياتى أثرت في رواياتى، فأجمل أحوال الخلق الفني يكون فيها الإنسان في حالة حب أو حتى ذكرى حب حتى لو كان موضوع الرؤية بعيدا عن الحب، لكن الحب في رواياتى يأتى حسب ظروف الرواية لا أتعمد أن آتى به، فأنا لا أملك جدولا اعرف به كيف يحب الناس.

وما زلنا نذكر أن أجمل قصص الحب التي قرأتها ولزمتنى في طلع الشباب رواية "الحب الأول" لتوجنيف الأم فرنر.
وقد غلبت هموم البشر الآن على المفكر والفنان فأصبحت العلاقات الإنسانية تشوبها المعاناة والشك والهروب والتعاسة الإنسانية.

والحب الرومانسى يعتمد على الخيال إلى حد كبير، والخيال والرومانسية الآن عرضة للاختفاء لكن الجزء الذي يختفى من الحب لهذه الأسباب من اتفه ما في الحب، وهو بمبالغته غير الطبيعية كان هو المسئول الأول عن فشل الكثير من الزيجات، أما الزمالة والاختلاط في العمل في حدود الأخلاق واحترام النفس فكل هذا يهيئ الفرصة للحب الناجح وليس للحب الرومانسى والذي يقضى على الاثنين هو الابتزال الأخلاقى.

وحول علاقة الحب بالجنس قال محفوظ، الحب الطبيعى يتضمن عنصر الجنس كجزء من مكوناته لكن قد يوجد جنس بلا حب وهذا هو الخطر، وقد يؤد إلى حب بلا جنس وهو يؤدى إلى علاقة عقيمة، فكل القيم الروحية تسير سويا جنبا إلى جنب، وإذا ما اختل أي عنصر فيها لا بد أن يحدث انحراف، وحب اليوم عرضة للفشل حسب الإحصاءات الحديثة أكثر مما كان بالأمس، ويرجع ذلك إلى التحلل لكثير من القيم والأخلاق.

والحب يجب أن تعرف أنه فضيلة وعمل أخلاقى ودينى، وإذا كان بهذه الجدية فإنه لا يفشل أبدا إلا نادرا.. ومن الممكن أن نكشف أخلاق الرجل والمرأة من أسلوبهما في الحب. 

وفى النهاية فالحب عملية معقدة وما يهيئ له الانسجام اتفاق الفكر وهو وحده عنصرا إذا فقد لا يعنى فقد بقية العناصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية