في ذكرى وفاته.. تفاصيل الأيام الأخيرة من حياة عبد العزيز محمود
"مرحب شهر الصوم مرحب.. لياليك عادت في أمان".. أغنية من أشهر أغاني رمضان، وأيقونة لقدوم هذا الشهر الكريم، نسمعها دومًا مع اقترابه وفي بداياته بصوت سكن قلوبنا ووجداننا، إنه صوت المطرب الرائع والملحن المبدع عبد العزيز محمود، الذي تحل اليوم، 26 أغسطس، ذكرى رحيله عن دنيانا، وبالرغم من أنه ملأ الدنيا فرحًا بصوته وأغنياته المبهجة طوال حياته إلا أن الأيام الأخيرة لصاحب "تاكسي الغرام" لم تكن مبهجة، بل حملت الكثير من الحزن وخيبة الأمل.

سنوات الشهرة
كان عبد العزيز محمود فنانًا متفردًا، يمتلك شخصية مميزة مكّنته من حجز مكان بين أقرانه من فناني جيله، ولقد أبدع على مستوى الغناء والسينما والإذاعة، فقدّم العديد من الأفلام، وله أغنيات شهيرة لا يمكن أن تُنسى منها "منديل الحلو"، و"تاكسي الغرام"، وغيرها وغيرها من الأغنيات، وكان عبد العزيز محمود في فترة من حياته هو المطرب الأول للأفراح، حتى أن الأفراح كانت يتم تحديدها وفقًا لمواعيده هو، فأغنيته الشهيرة "يا نجف بنور يا سيد العرسان" كانت أيقونة في الأفراح، حتى أنه أحيا فرح الرئيس السادات على جيهان السادات، ونظرًا لنجاحاته المتوالية في عالم الفن أسس شركة إنتاج سينمائي وأنتج 4 أفلام، وعلى مستوى الحياة الشخصية تزوج 4 مرات ورزقه الله بالبنين والبنات.
«منديل الحلو» في سينما «رويال» عام 1949

الثمانينيات وانحسار الأضواء
وبالرغم من هذه الحياة المملوءة بمسببات السعادة والفرح، إلا أن النهاية لم تكن سعيدة بالنسبة لعبد العزيز محمود، خاصة مع بدايات عقد الثمانينيات من القرن الماضي، فالأضواء بدأت أن تنحسر من على المطرب الراحل، خاصة مع ظهور نجوم جدد في عالم الغناء الشعبي على رأسهم أحمد عدوية وكتكوت الأمير، وتوالى ظهور المطربين الشباب أمثال منير ومدحت صالح، وهو ما تسبب في سحب البساط من تحت أقدام المطرب الراحل، حتى أنه لم يعد مطلوبًا في حفلات التليفزيون، وقل الطلب عليه في الأفراح بعدما كان في فترة هو ملكها، وكان آخر ظهور سينمائي له عام 1980 في فيلم "بياضة"، وهو الفيلم الذي أنتجته فاتن فريد، تلميذة المطرب الراحل، وفي هذا العقد الذي شهد انحسار الأضواء عنه، أصيب عبد العزيز محمود بأول جلطة في القلب.

المرض والوحدة
في فترة مرضه لم يزر أحد من الفنانين الراحل عبد العزيز محمود، ومع هذا الغياب، تدهورت الحالة النفسية للراحل، وتملكه الشعور بالانكسار وخيبة الأمل، وكان بعد زواج أبنائه يعيش المطرب الراحل وحده، وفى عام 1991، تجددت إصابته بالجلطة، وتم نقله إلى المستشفى، ووفقًا لتصريحات صحفية لأحد أبنائه، فإنه كان يدندن أغنياته مع نفسه في أيامه الأخيرة، وفى 26 أغسطس من عام 1991، فاضت روحه إلى بارئها.

الجنازة.. لم يحضر أحد
في جنازته غاب الفنانون، حتى أعضاء فرقته لم يحضروا، وفقًا لتصريحات صحفية لابنه هشام، ولكن هناك من حرص على الحضور للعزاء في هذا الرمز الفني، وكان الفنان نور الشريف على رأس الحضور بالرغم من أنه لم يكن على صلة بالراحل، وكذلك حرص الفنان سمير صبري على الحضور، لتكون نهاية عبد العزيز محمود حزينة على عكس معظم سنوات حياته التي كانت مملوءة بالفرح والغناء والطرب.
