رئيس التحرير
عصام كامل

أحمد بهاء الدين يكتب: رحلتي مع روز اليوسف

أحمد بهاء الدين
أحمد بهاء الدين

في مجلة روز اليوسف عام 1958 كتب الكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين (رحل في مثل هذا اليوم 24 أغسطس عام 1996) مقالا عن الميزانية والاقتصاد قال فيه:


قبل ثورة يوليو بشهور قليلة نشرت وزارة نجيب باشا الهلالى تفاصيل الميزانية المصرية لعام 1951، ولم يكن مألوفا في ذلك الوقت الكتابة في المسائل الاقتصادية كما هو الآن.

فالسياسة أصبحت كلها اقتصادا، فكتبت مقالا عن الميزانية مهاجما لها بشدة وبشكل مبسط.. أرقام فوجئ بها الناس وكان هذا نغمة جديدة وقتها.

فالكلام عن الاستعمار وعن التنمية وهذه كلمات لم تكن موجودة، وكتبت أن الميزانية أكثرها كان لاستيراد مجوهرات وفراء ووسائل تسلية وترف.

وذهبت إلى مبنى مجلة روز اليوسف في قصر العينى وأعطيت بواب العمارة المقال في ظرف إلى إحسان عبد القدوس الذي لم يكن يعرفنى.

وبعد أيام فوجئت بالمقال منشورا على صفحة كاملة وبعناوين لافتة للنظر وكان عنوان المقال (أموال مصر) واعتبرت ذلك موقفا جميلا من المجلة، فهو مقال لشخص غير معروف لكنه نشر لأسباب موضوعية مما شجعنى على الكتابة باستمرار وتركه لبواب العمارة دون التعامل مع أي حد.

وذات مرة قابلت بالصدفة على باب العمارة الأستاذ عميد الإمام سكرتير تحرير مجلة روز اليوسف ولم أكن أعرفه، وعندما رآنى أسلم المقال للبواب كالمعتاد قال لى احنا قايلين للبواب لما تيجى يقولك إننا عاوزينك.

أخذنى من يدى وعرفنى على السيدة روز اليوسف والأستاذ إحسان، واستمررت في الكتابة وعرضوا على أن اشتغل في روزا اليوسف لكنى رفضت فقد كنت وقتها أعمل في مجلس الدولة ومرشح للسفر إلى فرنسا لدراسة الدكتوراه فقد كنت قد سجلت رسالة دكتوراه في جامعة السوربون بباريس عن مرحلة من تاريخ مصر السياسي.

لكن جعلتنى السيدة روز اليوسف أترك كل شيء وأعطى حياتى كلها للفكر والصحافة والكتابة، فقد جرفنى التيار إلى مجرى الصحافة بغير رجعة.

وقبل قيام الثورة بيومين كتبت مقالا عن الأحكام العرفية بعنوان (المصباح الأحمر).

وذات يوم طلب منى إحسان عبد القدوس كتابة كتاب عن الملك فاروق بشرط إنجازه في شهر فقلت له سأكتب كتابا سياسيا، وخلال أربعة أسابيع كنت قد كتبت كتاب (فاروق ملكا) وظهر أوائل سبتمبر 1952.
الجريدة الرسمية