رئيس التحرير
عصام كامل

المياه الجوفية تهدد قلعة قايتباي التاريخية في رشيد "صور"

فيتو

تعاني قلعة قايتباي التاريخية في رشيد، من المياه الجوفية التي تؤثر على بقاء الأثر جراء الرطوبة والأملاح التي تؤثر على جدرانه، ناهيك عن المخلفات والملوثات غير الطبيعية التي تحيط بالقلعة.


مشروع لترميم مزامير داوود بالمتحف القبطي لأول مرة منذ ٣٥ عاما

وتعد قلعة قايتباى بقرية برج رشيد، بمحافظة البحيرة، إحدى أهم القلاع الأثرية في مصر، التي عثر بداخلها على أهم اكتشاف "حجر رشيد" الذي أسهم في كشف سر وتاريخ الحضارة المصرية القديمة عن طريق الحملة الفرنسية بقيادة نابليون.

وبنيت قلعة قايتباى سنة 886 هجرية، 1482 ميلادية، وتعد نموذجًا ثانيًا لقلعة قايتباي بالإسكندرية، وبنيت على شاطئ النيل لصد الهجوم بعد مروره من البحر الأبيض المتوسط وصولًا إلى القاهرة، في عهد السلطان المملوكي الأشرف أبو النصر قايتباي أحد المماليك الجراكسة، وتبعد 6 كيلو مترات عن مدينة رشيد، هي قلعة مربعة الشكل ذات أربع أطباق رئيسية تشرف على القلعة من الداخل والخارج، وأضاف إليها عددا من المداخل ذات فتحات ضيقة بحيث يتمكن الجندي الواقف وراءها من صد هجوم الأعداء بريًا، وهذه الفتحات تسمح للجندي بمدى رؤية واسعة عكس المهاجم الذي لا يرى إلا الفتحة فقط فلا يستطيع التعامل بحرية وكفاءة مع القوات داخل القلعة.

وتوجد داخل القلعة غرفة للقيادة ومساكن للضباط والجنود وأماكن للذخيرة، إضافة إلى وجود مسجد لإقامة الشعائر، ويشمل التصميم الداخلي للقلعة على عنصرين هما:
البرج الرئيسي: وهو مساحة مستطيلة تنقسم إلى جزئين من خلال صف متقاطعة، ونوافذ البرج تأخذ شكل المزاغل، وأرضيته هذه النوافذ منحدرة للداخل، ويشتمل البرج الرئيسي على فتحة باب في الركن الشمالي الشرقي يؤدي إلى مجموعة من الملحقات وحجرات التخزين المؤن والسلاح.
المسجد: لا يرجع إلى عصر قايتباي؛ حيث إن المسجد القديم قد تهدم وأنشئ بدلًا منه مسجد عثماني، والذي تهدم أيضًا وأنشئ مكانه مسجد في عصر لاحق.

وأرسل نابليون عام 1798 فرقة من حملته على مصر إلى قلعة قايتباي نجحت في دخولها، واستمرت بها حتى عام 1800 م، وأطلق الفرنسيون عليها اسما جديدا هو "حصن سان جوليان"، وأحدثت الحملة الفرنسية الكثير من المتغيرات على القلعة التي طمست الكثير من معالمها القديمة.

وفى أغسطس 1799 ميلادية، كان القائد الفرنسي بوشار مكلفًا بالعمل في ترميم قلعة قايتباي عثر على حجر مبني في جدار قديم كان لا بدَّ من هدمه لوضع أساس "قلعة سان جوليان"، وسرعان ما علم قنصل الإسكندرية المستر هاريس، إلا أن الجنرال مينو قد أمر بإحضار الحجر إلى منزله بالإسكندرية بعد أن نظفوه واعتنوا به ونقلوه للقاهرة، وألقى عليه نابليون نظرة إعجاب، وسرعان ما أذيع خبره في العالم، ثم نقل إلى لندن في فبراير 1802 ميلادية، وبدأ علماء العالم يفسر نقوشه، ومن ثم عرف باسم "حجر رشيد"، وهو محفوظ الآن بالمتحف البريطاني في لندن.
الجريدة الرسمية