رئيس التحرير
عصام كامل

معاناة القصبجي مع الفقر والفن وأم كلثوم

فيتو

حكايات الموسيقار محمد القصبجى (ولد عام 1894 ـ رحل 1966) مع الفقر والفن وأم كلثوم امتدت لأكثر من نصف قرن من الزمان.

ونشرت مجلة "الإثنين والدنيا" عام 1956 عن مشوار القصبجى الطويل مع الفقر والفن وأم كلثوم فكتبت تقول:

قد يصدم القارئ عندما يعلم أن أستاذ الملحنين ومعلم الأجيال الذي ساهم بقدر كبير من ألحانه في صناعة أسطورة أم كلثوم عانى في سنواته الأخيرة من الفقر، وفى خطاب أرسله القصبجى إلى المجلة، ونشرته على صفحاتها اختار له عنوانا مستخدما فيه أشهر أغانى الست أم كلثوم (أروح لمين) يقول فيه:

أنا في محنة، إنني أدفع 15 جنيها شهريا إيجار البيت الذي أسكنه، بينما دخلي لا يجاوز عشرة جنيهات. وأنا لا أطلب إحسانا من أحد بل أطلب حقا. هو حقى في الحياة، وحقى على الفن الذي أنفقت كل سنى شبابى في خدمته، وحقى على الفنانين الذين يرددون حتى يومنا هذا ألحانى التي صنعتها لهم بالمجان.

إن مأساتى واضحة بالأرقام، حيث إن العمل الوحيد الذي يدر على دخلا الآن هو عازف العود في تخت أم كلثوم، وأتقاضى منه 20 جنيها في الليلة.

وأم كلثوم لا تغني كل ليلة.. إنها تغني كل شهر بل سبعة أشهر في العام، ومعنى هذا أن دخلى يتوقف لمدة خمسة أشهر كل عام ليبلغ دخلى 140 جنيها فقط في السنة، تخصم منه الضريبة والدمغة، وإذا وزع هذا المبلغ على العام لصار دخلى في الشهر عشرة جنيهات.

وعلقت المجلة على ما كتبه القصبجى بأنه لم يفته أن يعبر عن ندمه، لأنه لم يستمع لنصيحة أبيه الذي كان يريد له أن يصبح عالما من علماء الأزهر ، حيث رفض التدريس واستقال ليعمل بالفن الذي أحبه وعاش من أجله فقال:

ياليتنى طاوعت أبى، ولم أجر وراء الخيالات والأوهام، وأضعت عمري في خدمة الذين يتجاهلونى الآن.

وقالت المجلة: إن صعوبة الحالة التي وصل إليها القصبجى دفعت محرر الفن إلى تذييل خطابه بنداء للجميع كي يتحركوا من أجل أستاذ التلحين، مطالبا السيدة أم كلثوم بأن تلتفت إلى أجر الرجل الذي كان رفيقا لها، وهى تصعد سلم المجد بألحانه، خاصة وأن القصبجى بلغ من العمر 64 عاما، ولم تعد له قدرة على الكفاح من أجل لقمة العيش، مطالبا بتكريمه وإكرامه في شيخوخته كما أكرمهم في شبابه.
الجريدة الرسمية