رئيس التحرير
عصام كامل

ذكريات حلاق مشاهير وزعماء الزمن الجميل

مصطفي عبد المجيد
مصطفي عبد المجيد حلاق المشاهير

في فندق سيسيل بميدان محطة الرمل الذي أقيم عام 1929 كان مقصد كل المشاهير من السياسيين والفنانين لدرجة أن إدارة الفندق خصصت محلا بالفندق لحلاق للمشاهير من نزلاء الفندق منذ عام 1940، واسمه مصطفى عبد المجيد الذي يطلق عليه الفنانون لقب "صاحب الأصابع الذهبية".


وفي حوار أجرته مجلة كلام الناس عام 1990 مع عم مصطفى حلاق المشاهير قال فيه:

حلقت لكل المشاهير ومنهم مصطفى النحاس باشا، رئيس الحكومة المصرية، لوجوده بصفة دائمة بالفندق، وكان بالفندق فترة الحرب العالمية الثانية غرفة عمليات، وكنت أحلق له ذقنه يوميا في غرفته الساعة السابعة والنصف صباحا.

وأضاف، أنه كان يقول لي: أرجوك احلق بسرعة، وعلى مهلك لأنه كان مريضا بالسكر ويخشى أن يجرح. وبالنسبة لشعره فهو كان أصلعا وله شعر خفيف.

أما بالنسبة لسكرتير الوفد فؤاد سراج الدين، فقد كانت أخلاقه أخلاق باشاوات عن حق، وكان من أشيك رجال عصره، وكان يفضل تدريج شعره في الحلاقة، ولكن كان يحذرني من جرح الزبيبة الكبيرة الموجودة في خده الأيمن.

ويقول عم مصطفى: "بالنسبة لصلاح نصر، رئيس المخابرات، وكمال حسن علي، فكانا لا يتحدثون معي ولا كلمة واحدة أثناء الحلاقة".

ويتذكر عم مصطفى يوم أن جاء تشرشل رئيس وزراء بريطانيا إلى مصر والقائد العسكري مونتجمري بعد استيلاء الألمان على الفندق حلقت لهم واحدا وراء الآخر.

وأضاف: أرسلوني مأمورية إلى العلمين بناء على طلب مونتجمري لمدة عشرة أيام؛ لأحلق لقادة الحرب الذين أتوا للاحتفال بذكرى الحرب، ويومها حلقت للمشير عبد الحكيم عامر، والصحفي محمد حسنين هيكل.

وتابع:" أما الموسيقار محمد عبد الوهاب، فكان يحلق في أكثر من ساعة ونصف رغم أن حلاقته لا تستغرق أكثر من عشر دقائق، فهو كان اللون الفضي لشعره بتوليفة اسمها نوفك، وكان يفعلها كل 15 يوما. وكان يحضر معه زجاجة سبرتو ينظف بها جميع أيدي الكرسي والتليفون قبل أن يجلس إلى الحلاقة".

وعن الفنان فريد الأطرش قال: "لم أجد فنانا حساسا مثله كان يعاملني وكأني شقيقه، وكان يعزف على العود وأنا أحلق له ويسألني عن رأيي في صوته، وكان يصبغ شعره باستمرار".

واستطرد: "أما الفنان أنور وجدي، فكان دائما متعجّلا، وكانت أحواله غريبة جدا في استعجاله الدائم، أما سمير صبري، فكان دائما يأخذ رأي البنات العاملات معي بالمحل في برنامجه هذا المساء".

وعندما سأله محرر المجلة عن السيدات قال: "أم كلثوم كانت تطلبني يوما بعد يوم لأعمل لها المساج في حجرتها بالفندق، وأذكر أن طلب مني أمير ليبي التوسط لدى أم كلثوم لتغني في ليبيا، ولما عرضت عليها قالت: لو هو أمير بصحيح يتبرع أولا بـ 5 آلاف جنيه للمجهود الحربي وبالفعل أعطاني شيكا بالمبلغ".

أما شادية، فقال: إنها إنسانة عطوفة جدا، وأتذكر أنه أثناء تصوير فيلم ميرامار أجبرت المنتج أن يستخدم صالوني في عمل الماكيير الخاص بها حتى تدخلني في مجموعة عمل الفيلم.
الجريدة الرسمية