رئيس التحرير
عصام كامل

يا كبار الفنانين ولاعبي الكرة والإعلاميين.. عيب عليكم!


تحت شعار "عندما نعطي نلهم الآخرين بالعطاء" قام "بيل جيتس" صاحب مايكروسوفت بحملة لأعمال الخير، وكانت بمثابة رسالة تحفيز وتشجيع لأقرانه من رجال أعمال أمريكا الأكثر منه مالًا للتبرع بجزء من ثرواتهم الضخمة لصالح الفقراء..


وهو ما تحقق بالفعل وانضم إلى حملته هذه عشرات من رجال الأعمال الأمريكان ذوي الثراء البالغ، متبرعين بمبالغ هائلة والمحصلة جمع ارقام بالمليارات لمشروعات الخير، وتحسين خدمات الصحة والتعليم والأحوال الاجتماعية التي تجاوز نطاقها حدود الولايات المتحدة ذاتها، ليعم نفعها دول أخرى ترزخ تحت نير الفقر..

مثل هذه الأفكار النبيلة من أصحاب رءوس الأموال لقيت إقبالًا منقطع النظير؛ حيث تبارى كثير من رجال الأعمال والأثرياء الأمريكيين وبينهم فنانون وإعلاميون مشهورون وملاك فضائيات وبنوك وفنادق لدعم الأعمال الخيرية.. ليقدم هؤلاء وغيرهم سيمفونية للتكافل الاجتماعي الذي كنت أتمنى أن نرى له نظيرًًا في بلادنا، وأن يستلهم رجال أعمالنا وأثرياؤنا روح الدين وكان لزامًًا عليهم أن يفعلوا ذلك..

فما أظن قول الرسول الكريم "والله لا يؤمن والله لا يؤمن.. قيل من يا رسول الله.. قال من بات شبعان وجاره جائع" إلا دعوة صريحة لإعانة الفقراء ومدّ مظلة التكافل لكل محتاج ومن دون ذلك يظل إيمان المرء ناقصًا.. فما جاع فقير إلا ببخل غني.

غياب مفهوم الوظيفة الاجتماعية لدى أغنيائنا لا يحتاج إلى دليل، فثمة عزوف واضح عن ممارسة هذا الدور الإنساني حتى في الملمات والكوارث، فضلًا عن أدائه في أوقات اليسر والسراء.. فأين هم مثلًًا من الحادث الإرهابي المروع الذي وقع في محيط معهد الأورام بقصر العيني مخلفًًا جرحى أبرياء ودمارًًا في المبنى..

هل شهدنا أحدهم يسارع بتقديم الدعم للمصابين والجرحى أو الشهداء وذويهم.. هل رأينا إسهامًًا لمشاهير النجوم وكبارهم مثل الفنان عادل إمام أو عمرو دياب أو حتى محمد رمضان أو أحمد السقا في التخفيف عن الضحايا من مثل ذلك الحدث الجلل الذي توجع له قلب مصر وضميرها..

ثم أين مشاهير المحامين ولاعبي الكرة والإعلاميين الذي يتقاضون أجورًًا بالملايين دون أن يضبط أحدهم متبرعًًا ولو مرة واحدة لمشروعات الخير، أو تطوير العشوائيات أو إصلاح المستشفيات والمدارس أو دور الأيتام والرعاية الاجتماعية، على غرار ما كانت تفعله سيدة الغناء العربي أم كلثوم، التي جابت دول العالم شرقًًا وغربًًا لدعم مصر في محنتها إبان نكسة يونيو 1967..

وأين هي الأندية الكبرى، كالأهلي أو الزمالك وبيراميدز التي تدفع عشرات الملايين في صفقات لاعبين لم يقدموا أداءً يكافيء معشار ما دفع فيهم، سواءٌ في أنديتهم أو في منتخب بلادهم حتى بات حال الكرة لا تسر عدوًًا ولا حبيبًًا.

كنت أتصور أن يبدأ عمرو أديب بنفسه عبر برنامجه الذي يقدمه، بالتبرع قدر استطاعته من ماله الخاص لإعادة ترميم معهد الأورام الذي تسبب الحادث الإرهابي الخسيس في دمار مبناه.. لكنه لم يفعل.. ثم أين الأندية التي تدفع الملايين من أجل استقطاب لاعبين من هنا وهناك.. أليس لها دور اجتماعي وإنساني للنهوض بالمجتمع من حولها.
الجريدة الرسمية