رئيس التحرير
عصام كامل

السودان اليوم.. ثورة "الزول" تعبر الأزمة بوثيقة الدستور

فيتو

يستعد السودان للانطلاق نحو مستقبل دستوري ينهي عقودا عجافا عاشتها الدولة تحت حكم ديكتاتور يجيد فن الانقلاب على مفهوم الدولة الوطنية، وحسمت قوى الحرية والتغيير أسماء مرشحيها للمجلس السيادي، بعد خلاف ثار حول اسمين، وعقب اجتماع داخلي لقوى التغيير تم اعتماد أسماء المرشحين الذين يمثلون الأقاليم الخمسة في الشمال والشرق والغرب والوسط والجنوب، وهم عائشة موسى "أكاديمية وناشطة"، د. حسن شيخ إدريس "ناشط"، وقيادي سابق في حزب الأمة، صديق تاور "أكاديمي وناشط"، طه عثمان إسحق "القانوني والحقوقي"، ومحمد الفكي "صحفي".


وقدم المجلس العسكري أسماء الجنرالات المشاركون في المجلس وهم، الفريق ركن أول محمد دلقو، والفريق ركن شمس الدين الكباشي، والفريق ركن ياسر العطا، والفريق ركن إبراهيم جابر، وبرئاسة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، كما تم التوافق على تعيين "عبد الله حمدوك" المرتقب وصوله إلى الخرطوم خلال الساعات المقبلة كرئيس للوزراء.

ووصف رئيس حزب الأمة القومي، الصادق المهدي، التوقيع على الاتفاق بالعبور نحو الحكم المدني، مطالبًا بعدم إقصاء أي طرف من المرحلة المقبلة للتحول الديمقراطي.

الوثيقة الدستورية
تلغي الوثيقة الدستورية التي تمت التفاهمات بناء عليها، العمل بدستور السودان الانتقالي لعام 2005 ودساتير الولايات، لكنها تستثني القوانين الصادرة بموجبها التي ستظل سارية المفعول ما لم تلغِ أو تعدل.

وتصف الوثيقة جمهورية السودان بأنها "دولة مستقلة ذات سيادة، ديمقراطية، برلمانية، تعددية، لا مركزية تقوم فيها الحقوق والواجبات على أساس المواطنة دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو الثقافة أو الجنس أو اللون أو النوع أو الوضع الاجتماعي أو الاقتصادي أو الرأي السياسي أو الإعاقة أو الانتماء الجهوي أو غيرها من الأسباب".

كما تؤكد الوثيقة على أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم القتل خارج نطاق القضاء وانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وجرائم الفساد المالي وجميع الجرائم التي تنطوي على إساءة لاستخدام السلطة التي ارتكبت منذ الثلاثين من يونيو 1989 لا تسقط بالتقادم.

المرحلة الانتقالية
وحسب الوثيقة، تستمر المرحلة الانتقالية لمدة 39 شهرا من تاريخ التوقيع عليها على أن تجري انتخابات في نهايتها.

وتشير الوثيقة إلى أن الأولوية في الأشهر الستة الأولى من الفترة الانتقالية تكون للعمل الجاد على إرساء السلام طبق برنامج الفترة الانتقالية في المناطق التي تشهد نزاعات في البلاد.

ويتضمن برنامج المرحلة الانتقالية العمل على إنجاز إصلاحات قانونية تلغي النصوص المقيدة للحريات، وبرامج لإصلاح أجهزة الدولة ومعالجة الأزمة الاقتصادية وتسوية أوضاع المفصولين تعسفيا وضمان حقوق النساء وتعزيز دور الشباب وبناء سياسة خارجية متوازنة.

الحكم الانتقالي
تنص الوثيقة على أن أجهزة الحكم الانتقالي تتألف من مجلس السيادة الذي يمثل رأس الدولة ورمز سيادتها ووحدتها، ومجلس وزراء يمثل السلطة التنفيذية العليا للدولة ومجلس تشريعي يمتلك سلطة التشريع والرقابة على الجهاز التنفيذي.

ويشكل مجلس السيادة، الذي يعد القائد الأعلى للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى، من 11 عضوا هم ستة مدنيين وخمسة عسكريين.

وتتولى شخصية عسكرية رئاسة مجلس السيادة لمدة 21 شهرا، ثم تترأسه شخصية مدنية لمدة 18 شهرا الباقية من المرحلة الانتقالية.

ولمجلس السيادة صلاحيات تعيين رئيس الوزراء والوزراء واعتماد تعيين حكام الأقاليم والولاة، واعتمادات تعيين أعضاء المجلس التشريعي الانتقالي ورئيس القضاء وقضاة المحكمة العليا والنائب العام والسفراء، فضلا عن صلاحيات إعلان الحرب وحالة الطوارئ.

وتحدد الوثيقة شروط عضوية مجلس السيادة أو أسباب إلغائها.

مجلس الوزراء والمجلس التشريعي
تنص الوثيقة على أن يتألف مجلس الوزراء من رئيس وعدد من الوزراء لا يتجاوز العشرين من كفاءات وطنية مستقلة يُعينهم رئيس المجلس من قائمة مرشحي قوى إعلان الحرية والتغيير، عدا وزيري الدفاع والداخلية اللذين يرشحهما المكون العسكري في مجلس السيادة.

وتحدد الوثيقة اختصاصات وسلطات مجلس الوزراء وشروط عضوية المجلس وأسباب فقدانها، كما تحدد آليات الطعن في أعمال مجلس السيادة ومجلس الوزراء والحصانة الإجرائية لأعضائهما.

وتشير الوثيقة إلى تشكيل مجلس تشريعي انتقالي لايتجاوز عدد أعضائه الـ 300 عضو، تختار نسبة 67 في المائة منهم قوى إعلان الحرية والتغيير والنسبة المتبقية للقوى الأخرى غير الموقعة على الإعلان، باستثناء حزب المؤتمر الوطني ورموز النظام السابق، على أن يتشكل في غضون 3 أشهر من توقيع الوثيقة.

وتحدد الوثيقة اختصاصات المجلس التشريعي وسلطاته ومدته وشروط عضويته وأسباب فقدانها وقَسم رئيسه وأعضائه.

وتفرد الوثيقة فصلا لآليات تشكيل أجهزة القضاء القومي ممثلة بمجلس القضاء العالي والسلطة القضائية والمحكمة الدستورية فضلا عن النيابة العامة والمراجع العام.

الأجهزة الأمنية
كما تفرد فصلا آخر للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية بما فيها قوات الشرطة وجهاز المخابرات والمحاكم العسكرية.

وتحدد الوثيقة مهام جهاز المخابرات بأنه "جهاز نظامي يختص بالأمن الوطني وتقتصر مهامه على جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها للجهات المختصة، ويحدد القانون واجباته ومهامه ويخضع للسلطتين السيادية والتشريعية".

وتخصص الوثيقة فصولا أخرى للمفوضيات المستقلة ولتفاصيل إعلان حالة الطوارئ فضلا عن وثيقة للحقوق والحريات الأساسية التي تشدد على حماية الحريات الشخصية للمواطنين وحقوقهم بالحرية والأمان واحترام كرامتهم الإنسانية وعدم توقيفهم عشوائيا أو إخضاعهم للتعذيب أو لمعاملة قاسية أو مهينة.

وتؤكد الوثيقة على ضمان حرية المعتقد والعبادة وحرية التعبير ونشر المعلومات وحرية التجمع والتنظيم والمشاركة السياسية وحقوق المرأة والمساواة بين الرجل والمرأة.

عبد الله حمدوك رئيسا للوزراء للمرحلة الانتقالية في السودان

وتضع الوثيقة توقيتات لتعيين مجلس السيادة واختيار رئيس الوزراء ومجلس الوزراء، على أن يعقد أول اجتماع لمجلس الوزراء في 31 من الشهر الجاري وأول اجتماع مشترك لمجلسي السيادة والوزراء في الأول من سبتمبر المقبل.
الجريدة الرسمية