رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الحليم حافظ يصف شعوره أمام الكاميرا أول مرة

عبد الحليم حافظ
عبد الحليم حافظ

في مجلة الكواكب عام 1954 كتب المطرب عبد الحليم حافظ، مقالا قال فيه: "وقفت أمام الكاميرا لأول مرة.. لقد كانت ساعة حافلة بالذكريات.. ذكرياتى، وربما هو السبب فيما كنت عليه من تردد ووجوم، فقد كنت أجتر حوادث عمرى وآمالى لأربط بين الماضى والحاضر وأنسى ما كان من أمر العرق والدموع".


"أنه ماض حافل، ويبدو أن العمر لا يقاس بالسنين بل يقاس بساعات الكفاح التي بذلها كل إنسان.. وبالأحرى الفنان، لأن الإنسان العادى يمضى العمر بروتين معين، أما الفنان فهو يحفر على الأيام شيئا جديدا، وهذا الشيء لا سبيل له إلا بالعرق والدموع".

"وقد كانت أمنيتى أن أصبح مطربا وممثلا وأن أقف أمام الكاميرا، وحزمت أمرى على أن أخوض المعركة بسلاح اسمه الإيمان وفضيلة اسمها الصبر، وبهما استطعت أن أتخطى كل سياج وأن أقهر كل عقبة".

"كانت العقبة الأولى هي معارضة أهلي في أن أتعلم الموسيقى، فقد سبقنى شقيق إلى هذا الميدان ومن أجل هذا رات الأسرة أن تجعل منى طبيبا أو مهندسا أو محاميا أو أي شيء غير فنان، وكان لا حول لى ولا قوة أمام هذه العقبة.. لكن تدخلت الأقدار لتقدم الحل السعيد، فبينما كنت ألعب سقطت من سطح بيتنا مما استدعى انتقالنا من الزقازيق إلى القاهرة لوضع رجلى في قالب الجبس وكان أخى الذي سبقنى إلى مجال الفن يعيش في القاهرة".

"لاحظ أخى لهفتى لتعلم الموسيقى وهو يسمعنى ساعات طوال وأنا على الفراش أغانى عبد الوهاب ثم يتركنى ويمضى، وفجأة جاء يوما وقال لى لقد قدمت أوراقك إلى معهد الموسيقى بعد أن أقنعت الأسرة، وفى معهد الموسيقى صادفت متاعب لن أنساها".

"كنت قد اخترت قسم الآلات وتركت قسم الصوت لأنى أعلم أن الصوت موهبة وأنك لا تستطيع أن تقول لأى شخص تعالى أعلمك الصوت، ووجدت الدراسة نظرية حتى تخيلت نفسى أنا وزملائى ببغاوات تردد ما يقال لها، وكانت آرائى الصريحة سببا في متاعب كثيرة.. لكن الإيمان والصبر استطاعا أن يبقيانى داخل جدران المعهد حتى تخرجت منه".

"وقفت في طريق الحياة أفكر كيف أتجه، إننى أريد أن أصبح مطربا وقد أحببت الغناء وأحببت التمثيل وقد أصبحت شابا وقد آن لى أن أحقق الأمنية، وقرات الكثير عن كفاح الفنانين وعرفت أن الطريق طويل وشاق فقررت أن أبدأ على الفور في الإذاعة.. فكنت عازفا في فرقة الإذاعة الحكومية".
الجريدة الرسمية