رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد التابعي يكتب: كلام في كلام

محمد التابعى
محمد التابعى

في مجلة آخر ساعة عام 1950 كتب أمير الصحافة محمد التابعى مقالا قال فيه: "لا أعرف مسئولا أو وزيرا كان أو غير وزير في هذه الوزارة، أو في أية وزارة سابقة لم يتحدث ويملأ فمه الحلو بالكلام الحلو المعسول عن رفع مستوى المعيشة ومكافحة الفقر والجهل والمرض وتضييق الفوارق بين الطبقات، وأسماء المسئولون الذين يتحدثون في هذا الشأن تملأ مجلدات".


"لقد تحدث كل عضو تقريبا من أعضاء هذه الوزارة في مناسبة ما أو من غير مناسبة، وأجره محسوب عند الله تعالى في كل معنى من هذه المعانى مكافحة الفقر والجهل والمرض، وكانت النتيجة أنه بعد مرور ثلاثة أشهر على تشكيل الوزارة فإن المشروعات ظلت كلام في كلام، أو وعود معلقة في الهواء وتوشك أن تضيع هباء".

"وعدا واحدا تحقق وهو الوعد برفع مستوى المعيشة الوعد تحقق إن كان رفع مستوى المعيشة معناه رفع تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار.. واللى مايرضاش بالتوت يرضى بشرابه.. ضججنا بالشكوى من الغلاء وعجبنا كيف إن أقة الكوسة تباع بستة قروش، وقلنا إنها فضيحة.. وما هي إلا أيام حتى أصبحت أقة الكوسة بعشرين قرشا".

"بعد ذلك يعلن صديقى القديم المحترم وزير التجارة تحت القبة أن مصر في نعمة راضية إذا قيست بأسعار البلاد الاخرى، وعزاء أيها المصريون اذكروا كلما جعتم أن سواكم بالجوع أعرق وأعرف، هذا والغلاء يتزايد والأسعار في ارتفاع أكلة الكوسة".

"بعض المسئولون يشرحون أسباب الداء ومنها ارتفاع أسعار القطن.. وهذا غير صحيح، أو على الأقل ليست السبب الوحيد لأن سعر القطن لم يزد عن عشرين جنيها، فقد ارتفع عام 1921 إلى 50 جنيها ومع ذلك لم ترتفع أسعار الضروريات مثلها، والبعض يرد الغلاء إلى تخفيض الجنيه بالنسبة للدولار، وآخرون يزعمون وجميعهم كما ترى خبراء وأخصائيون يزعمون أن سبب الغلاء هو كثرة النقد المتداول بين أيدي الجمهور وآخره كلام في كلام".

المطلوب أن يتفق الأطباء والخبراء على حقيقة أسباب الغلاء ثم يتفقوا بعدها على وصف الداء، ثم يتفقوا بعدها على أعداد الدواء، وأن يأخذ المريض بأسباب الشفاء وأن يضع الشعب المصرى على بطنه حزاما من صبر أيوب.
Advertisements
الجريدة الرسمية