رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تعرف على أنواع الأخشاب والأحجار المستخدمة في صناعة التوابيت الفرعونية

تابوت فرعوني
تابوت فرعوني

استخدم الفراعنة في العصور القديمة العديد من الأخشاب والأحجار في صناعة التوابيت الخشبية والحجرية التي يدفن فيها الملوك وكبار الموظفين ورجال الدولة قديما، والتي تظهر في اكتشاف المقابر الأثرية، ترصد "فيتو" أنواع هذه الأخشاب والأحجار وهي:


تعرف على طريقة صناعة التوابيت الحجرية عند الفراعنة

خشب الأرز
أطلق المصري القديم مُسمى aS على خشب الأرز، كما ورد مُسمى mrw في النصوص المصرية القديمة للتعبير عن خشب الأرز المجلوب من المدن السورية.

واعتادت الحكومات المصرية المُتعاقبة منذ الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني، استيراد أخشاب الأرز من مدن الساحل السوري، حيث تصعب زراعة تلك الأخشاب على المنخفضات المصرية المجاورة للنيل، حيث زُرعت على منحدرات الساحل السوري التي يبلغ ارتفاعها ما بين 1400 -1950 متر أعلى مستوى سطح البحر، وتتميز أشجار الأرز بشكلها المخروطي الذي يبلغ ارتفاعه ما بين 30-40 مترا، بينما يبلغ قُطر جذع الشجرة ما بين 1 -5.2 متر.

يميل خشب الأرز إلى اللون الوردي الداكن، واللون البُني الفاتح، ويتميز برائحته العطرية النافذة وألواحه المتينة ذات السطح المستوي ذات الصقل المتميز، وهي السمات التي لم تتوافر في الأخشاب الناتجة عن الأشجار المزروعة في الأراضي المصرية، لذا فقد استخدم خشب الأرز في صناعة الدُعامات الخشبية الضخمة المُستخدمة لتخفيف أحمال الكتل الحجرية الضخمة على غرف الدفن الموجودة في أهرامات الدولة القديمة، كما استخدم في صناعة الأبواب الضخمة للمعابد، والدُعامات الموجودة في صروح المعابد، ومن أهم استخداماته على الإطلاق تصنيع التوابيت الآدمية باهظة الثمن.

وعليه، يعتبر خشب الأرز واحدًا من أهم المواد الخام الخشبية المستخدمة في صناعة توابيت العصر المتأخر.

خشب الجميز
ورد مًسمى nht في اللغة المصرية القديمة للإشارة إلى شجرة الجميز، التي بدأت زراعتها في مصر القديمة منذ بواكير العصور التاريخية، حيث سُجلت ثمار الجميز ضمن قوائم القرابين على مقابر الدولة القديمة، وقد استمر ظهورها حتى القرن الثالث الميلادي، حيث ظهرت على توابيت العصر الروماني.

واهتم المصري القديم بزراعة شجر الجميز في مجاورات وادي النيل عند الظهير الصحراوي للجبانات الغربية الموجودة في مصر العليا، نظرًا للظروف المناخية التي حالت دون زراعتها في مصر السُفلى، واهتم المصري القديم بزراعة تلك الأشجار نظرًا لأهميتها الاقتصادية الكبيرة، حيث اتسمت شجرة الجميز بثمارها الرطبة التي اعتاد المصري القديم تقديمها ضمن قوائم القرابين المُقدمة للمتوفى، كما استخدم السائل اللبني المُستخرج منها في بعض الإستخدامات الطبية.

وتمتعت شجرة الجميز بمدلولات دينية في عقيدة المصري القديم الذي اعتقد بوجود شجرتي جميز عند المدخل الشرقي للسماء، حيث يتجلى المعبود رع كل صباح. وهو ما يُفسر تصويرهما على جدران مقابر الدولة الحديثة بينهما ثورًا مُقدسًا، كرمز حيواني للمعبود رع. كما ارتبطت شجرة الجميز بالمعبودة حتحور التي سُميت بدورها nht nbt سيدة الجميز، والتي عادة ما صورت تمد ذراعيها خلال شجرة الجميز لتعطي المتوفى القرابين من الطعام والشراب الرطب.

ويعتبر خشب الجميز من أهم الأشجار التي اعتمد عليها المصري القديم في صناعة الأخشاب المُستخدمة في تسقيف المنازل والزحافات الخشبية المًُستخدمة في نقل البضائع والأحجار، كما استخدم في صناعة التماثيل الخشبية، فضلًا عن التوابيت الخشبية المصنوعة من خشب الجميز الذي اتسم بلونه الشاحب وكثافته الخفيفة وجودته المنخفضة.

واعتبر المصري القديم أن الدفن في تابوت خشب الجميز يُعد بمثابة عودة إلى رحم الإلهة الأم، لذا يعتبر خشب الجميز من أهم المواد الخام الخشبية المًستخدمة في صناعة توابيت العصر المتأخر.

ذلك فضلًا عن التوابيت المصنوعة من خشب الجميز، والمكسوة بطبقة رقيقة من الكارتوناج المصنوع من طبقات الكتان المكسو بالجص.

خشب الصنوبر
أطلق المصري القديم مُسمى aS iAt على الأشجار الصنوبرية التي لم يحصل عليها في إقليمه المحلي، وإنما قام باستيرادها من مدن الساحل السوري، حيث زرعت على منحدرات مدينة بيروت وغيرها من مدن الساحل على ارتفاع 500-1400 متر أعلى مستوى سطح البحر.
ويبلغ ارتفاع شجرة الصنوبر نحو 30 مترا، ويتميز بأوراقه المدببة المزدوجة، بينما يغطي جزعها قشرة متشققة،وهو من نوعية الأخشاب الصمغية ذات الألواح القوية شديدة التحمل.

واستخدمت الألواح الصنوبرية الطويلة في صناعة السفن والأعمال الإنشائية وتسقيف المنازل وصواري الأعلام الموجودة في المعابد، أما الألواح القصيرة فقد استخدمت في صناعة التماثيل والعجلات الحربية والتوابيت.

ويعتبر خشب الصنوبر من أكثر المواد الخام الخشبية المُستخدمة في صناعة التوابيت الآدمية والمستطيلة في العصر المتأخر.

ب- الكارتوناج
أطلق المصري القديم مصطلح amat على الكارتوناج، كما دخلت الكلمة ذاتها في مصطلح dHA-amat للتعبير عن الخليط المصنوع من الجص والقش.
واستخدم الكارتوناج في صناعة الأقنعة الجنائزية للمومياوات والتوابيت الحيوانية والتوابيت الآدمية، واستمر استخدامه منذ عصر الانتقال الأول حتى بورتريهات الفيوم في العصر الروماني.

وأطلق الكارتوناج اصطلاحًا على المادة الخام المصنوعة من خلال لصق طبقات من الكتان أو لفائف من البردي، وتُترك حتى تجف ثم تُكسى هذه الطبقات بطبقة أخرى من الجص، لتتشكل الطبقة الخارجية المُمهدة التي يتم تكتسي بالمناظر والنصوص المُختلفة.

واستخدم صمغ الراتنج في لصق طبقات الكتان أو لفائف البردي، كما استخدمت كربونات الكالسيت في طلاء السطح الخارجي للكارتوناج الذي يتميز بلونه الأصفر المائل إلى البني.

اعتمد المصري القديم على الكتان وصمغ الراتنج منذ عصر الانتقال الأول والدولة الوسطى، أما لفائف الكتان المكسوة بطبقة الجص فقد ظهرت في عصر الدولة الحديثة وانتشر استخدامها في العصر المتأخر، نظرًا لقيمته المادية الزهيدة وإمكانية تشكيله بالهيئة المومياوية، كما ساعد سطحه المغطى بالملاط الأبيض على تشكيل أرضية رائعة لإخراج مُتميز للمناظر المصورة.

وفي العصر اليوناني الروماني أعيد استخدام البرديات القديمة المكتوبة بالخط الهيراطيقي والديموطيقي في صناعة الطبقات الداخلية للكارتوناج، لذا يعتبر الكارتوناج المصنوع من لفائف الكتان المكسوة بطبقة من الجص من أهم المواد الخام المستخدمة في صناعة التوابيت الآدمية في العصر المتأخر.

كما استخدم الكارتوناج المصنوع من لفائف الكتان المكسوة بطبقة من الجص في كساء بعض التوابيت المصنوعة من الأخشاب الرديئة، حيث تبدو للرائي أنها توابيت جصّية.

المواد الخام الحجرية

1 -حجر البازلت
أطلق المصري القديم مصطلح bxn،bXn على حجر البازلت، والبازلت هو حجر بركاني به مركبات نارية تحتوي على مواد كلسية من الفلسبار ومركبات البيروكسين والزبرجد الزيتوني.

تُعد محاجر ودان الفرس الواقعة عند جبل الكاتراني شمال الفيوم من أهم محاجر البازلت في مصر القديمة، حيث عُثر به على نقوش تعود للدولة القديمة.

كما توجد محاجر أبو رواش التي تبدأ من مجاورات محافظة الجيزة وتمتد حتى شمال الفيوم، ذلك فضلًا عن محاجر أبو زعبل الواقعة شرق وشمال شرق القاهرة على الضفة الشرقية للنيل بالقرب من جبل الطير.

كما انتشرت بعض المحاجر الصغيرة جنوب شرق مدينة سملوط ومحاجر مدينة البهنسا بمحافظة المنيا، فضلًا عن محاجر أبو سمبل الواقعة في النوبة السُفلى.

استخدم المصري القديم حجر البازلت في صناعة الأواني الحجرية الصغيرة منذ عصر ما قبل الأسرات تحديدًا حضارات الفيوم ومرمدة بني سلامة وحلون العمري والمعادي والبداري. كما استخدم في العصور التاريخية في صناعة الأواني الحجرية، فضلًا عن استخدامه في رصف المعابد الجنزية المرتبطة بالمجموعات الهرمية في الدولة القديمة، كما استخدم في صناعة التماثيل والتوابيت منذ عصر الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني.

واعتبر البازلت من أهم المواد الخام الحجرية المُستخدمة في صناعة توابيت العصر المتأخر، نظرًا لارتباط لون البازلت الأسود في عقيدة المصري القديم بطمي النيل الأسود وما يحمله من رمزية تجددية متمثلة في إعادة إعطاء المتوفى الحياة في العالم الآخر.

الحجر الجيري
ورد مصطلح anw في النصوص المصرية القديمة للإشارة إلى الحجر الجيري، كما أطلق المصري القديم عليه اصطلاحًا HD inr بمعنى الحجر الأبيض.

ويعتبر الحجر الجيري من الأحجار الرسوبية التي تتكون من كربونات الكالسيوم المختلط بنسب كبيرة الشوائب الطفلية وعناصر الدولوميت وكربونات الماغنسيوم والكوارتز وأكسيد الحديد.

وينتشر الحجر الجيري بالألوان الرمادية والصفراء والوردية، حيث يتميز بسطحه الأملس المُمهد، مما يساعد على سهولة استقطاعه وإعادة تشكيله.

وانتشرت محاجر الحجر الجيري بطول القطر المصري من اسنا جنوبًا حتى الإسكندرية شمالًا، حيث انتشر الحجر الجيري في محاجر أم أسنان ومحاجر جبل البارود في سيناء، كما انتشر على المحاجر المتناثرة على الضفة الشرقية للنيل مثل محاجر طرة ومحاجر السلسلة ومحاجر الجبلين ومحاجر قاو الكبير ومحاجر البرشا ومحاجر وادي زبيدة بالعمارنة ومحاجر بني حسن في محافظة المنيا.

وتعتبر هضبة الجيزة من أهم محاجر الحجر الجيري المنتشرة على الضفة الغربية للنيل، فضلًا عن محاجر وادي ريان ومحاجر العرابة في أبيدوس بمحافظة سوهاج، وأخيرًا المحاجر الواقعة غرب محافظة الإسكندرية.

يُعد الحجر الجيري هو أول حجر يستخدم في أغراض البناء في مصر القديمة، حيث استخدم في كساء أرضيات وجدران مقبرة قاو الكبير التي تعود لعصر ما قبل الأسرات، كما استخدم في تسقيف وكساء جدران مقابر أبيدوس وسقارة من عصر الأسرة الأولى، في حين كان العنصر الأساسي في تشييد أهرامات ومعابد الدولة القديمة.

وحتمت الطبيعة الملساء سهلة النحت للحجر الجيري على المصري القديم استخدامه في نحت التماثيل واللوحات الجنزية والتوابيت الحجرية الضخمة، لذا فقد اعتمد المصري القديم في عصره المتأخر على الحجر الجيري بشكل رئيسيّ في صناعة التوابيت الحجرية مستطيلة كانت أو آدمية، حيث استخدم الحجر الجيري في صناعة توابيت العصر المتأخر.

حجر الجرانيت
أطلق المصري القديم مُسمى mAT على عموم حجر الجرانيت، أما الجرانيت الوردي فقد حدد له المصري القديم مصطلح nmtt، أما مصطلح km inr فقد أطلق اصطلاحًا على الجرانيت الأسود.

ويُطلق مصطلح الجرانيت على طائفة من الصخور البلورية ذات الأصل البركاني، حيث يعتبر الجرانيت من الصخور النارية التي تحتوي على كميات كبيرة من الكوارتز والفلسبار القلوي، كما تحتوي على حبيبات من صخور الميكا وقليلًا من المعادن الفلزية.

وتعتبر محاجر الجرانيت الوردي الموجودة على الضفة الشرقية للنيل في أسوان ومحاجر كومبوس عند الجندل الثالث من النيل من أهم المحاجر في مصر القديمة، أما الجرانيت الأسود فقد انتشر في محاجر أم سنان وجبل بارود في جنوب سيناء.

كما انتشر الجرانيت الرمادي والأسود في محاجر أم الفواخير الواقعة عند مجاورات قنا، كما انتشر في مناطق متفرقة عند الفنتين وأبهيت وجنوب وادي أم يسار.

واستخدم الجرانيت الوردي في رصف أرضية مقبرة الملك دن من الأسرة الأولى في أبيدوس، كما استخدم في كساء غرف الدفن الواقعة في أهرامات الدولة القديمة، كما استخدم في العتبات الضخمة لمداخل المعابد، كما استخدم في تشييد التماثيل الضخمة والمسلات الشاهقة والتوابيت الحجرية، لذا اعتمد المصري القديم في عصره المتأخر على الجرانيت - لاسيما الجرانيت الأسود- في صناعة
التوابيت الحجرية الضخمة.

4 -حجر الشست
عُرف حجر الشست بمُسمى pAgAw في اللغة المصرية القديمة، ويعتبر الشست من الصخور الكوارتزية المُتحولة ذات الحبيبات الخشنة من الصخور المتحولة مثل الساليستون والحجر السماقي والصخور البركانية مثل الكوارتز والجرانيت والحجر الطيني.

وهناك ثلاثة أنواع من حجر الشست، الأول لونه أزرق مائل للاخضرار، والثاني أزرق قاتم به تعريقات من اللون الأبيض والرمادي، والثالث أخضر شاحب.

تتركز محاجر الشست عند وادي حمامات بالصحراء الشرقية، التي توجد في محاجر وادي سدمن، الموجودة شمال وشمال غرب جبل عتيق وتمتد حتى جبل الريشي، كما يوجد في المحاجر الموجودة بجوار منجم عطا الله الممتدة في مجاورات جبل سدمن، وأخيرًا محاجر أم الفواخير على مبعدة 5.6 كم شرق محافظة قنا حاليًا.

واستخدم حجر الشست منذ عصور ما قبل التاريخ في صناعة الأواني والكؤوس، تحديدًا حضارات البداري وحلوان العمري ونقادة الثانية، كما استخدم لصناعة اللوحات في عصر الدولة القديمة، كما استخدم في صناعة المقاصير والتماثيل والتوابيت منذ الدولة القديمة حتى العصر اليوناني الروماني.

واعتبر الشست من أهم المواد الخام الحجرية المُستخدمة في صناعة توابيت العصر المتأخر، لا سيما التوابيت التي تعود لعصر الأسرة الثلاثين.
Advertisements
الجريدة الرسمية