رئيس التحرير
عصام كامل

مدير "تعليم البساتين" يتخفى في زي "عجوز" لكشف سماسرة التحويلات

عبدالعزيز حسن زنار
عبدالعزيز حسن زنار

تجربة فريدة خاضها عبد العزيز حسن زنار، مدير عام إدارة البساتين ودار السلام، للكشف عن سماسرة التحويلات والوقوف على المشكلات والأزمات الفعلية التي يواجهها أولياء الأمور في المدارس التابعة للإدارة التي يتولى مسئوليتها.


بجلباب وعكاز وشال يغطي ملامح الوجه، تنكر مدير عام إدارة البساتين ودار السلام – أكبر الإدارات التعليمية بالقاهرة- في شكل ولي أمر طاعن في السن يسعى من أجل إتمام تحويل أبنائه إلى إحدى المدارس التجريبية.

تجربة "زنار"، كشفت أمامه وجها آخر لبعض مديري المدارس وكيفية تعاملهم مع أولياء الأمور، وكذلك أزاحت الستار عن بعض سماسرة التحويلات، والذين تم الكشف عن مخالفاتهم اتخذ معهم مدير عام إدارة البساتين ودار السلام الإجراءات القانونية اللازمة وأحالهم إلى التحقيق.

«تعليم البساتين»: توزيع المتعاقدين لسد العجز في المدارس

بدأت تجربة المدير العام بسماع العديد من الشكاوى حول وجود سماسرة وتسعيرة لملفات التحويلات من مدرسة إلى أخرى من داخل وخارج الإدارة، وشكاوى من سوء معاملة بعض مديري المدارس، فخطرت على ذهن المدير العام، فكرة أن يتنكر في زي رجل بسيط ويحاول من خلالها اكتشاف حقيقة ما يثار في ذلك الجانب.

كانت الشخصية التي رسم ملامحها المدير العام لرجل طاعن في السن يعاني من آلام مزمنة في الظهر تجعله لا يفارق عكازه، ويرتدي جلبابا وشالًا يغطي ملامح الوجه ونظارة نظر لتساعده على التخفي عن موظفي الإدارة ومديري المدارس الذين يعرفون مديرهم، وليتمكن من التنقل والحركة لكشف المستور. اختار " زنار" للشخصية التي تقمصها اسم المعلم حسن سليمان وأنه يسعى إلى تحويل نجليه، وبدأ رحلته في الصباح من مدرسة عمرو بن العاص الإعدادية بنين وهناك تعاملوا معه برحمة كبيرة؛ ولكن اعتذر له المسئولون بالمدرسة عن قبول التحويل لعدم وجود أماكن متاحة لأن كثافة المدرسة اكتملت، فعرض عليهم دفع أي تبرع يريدونه فرفضوا المبدأ.

انتقل بعد ذلك إلى مدرسة خالد بن الوليد الرسمية لغات ورفضوا التحويل بحجة أن كثافة الفصول لا تسمح بقبول تحويلات ، ودخل مدرسة أحمد زويل الاعدادية بنات وحدث فيها مثلما حدث في السابقة، وبعدها دخل مدرسة السلام الإعدادية بنات، وحينما وجد تعنتًا من المسئولة عن المدرسة قال لها " طالما أنتي رافضة التحويلات فأنا ذاهب إلى المدير العام"، فكان رد المسئولة ساخرة :" بقى أنت تعرف توصل للمدير العام طيب اتكل على الله يا معلم حسن وابقى ورينى وانا أهو مستنية يستدعينى المدير العام".

وبعد ذلك انتقل إلى مدرسة عمار بن ياسر وهناك وجد تزاحمًا من أولياء الأمور على بوابة المدرسة، وحينما شاهده الناس على هذه الحالة أشفقوا عليه ظنًا منهم أنه رجل طاعن في السن فافسحوا له المجال وأجلسوه على " دكة" فلفت انتباهه حوار دار بين عامل المدرسة وعدد من أولياء الأمور حاملى ملفات التحويل، وبعد أن انتهى حوار العامل معهم طلب من أحدهم أن يعرفه ما يدور، فقال له "إن العامل سمسار قبول التحويلات في المدرسة، وعايز 1000 جنيه على قبول ملف التحويل"، فقال المعلم حسن سليمان "1000 جنيه لا أنا أروح للمدير العام أحسن "، وانتهت الرحلة عند هذه النقطة ليحيل مدير تعليم البساتين ودار السلام العامل إلى جهات التحقيق، وكذلك المسئولين بالمدارس الذين تعاملوا بطرق غير لائقة مع أولياء الأمور.
الجريدة الرسمية