رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رحلة محمل الحج المصري من المماليك إلى بعثة الحج

فيتو

في مجلة بناء الوطن عام 1964 نشرت موضوعا عن محمل الحج المصري بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك قالت فيه:
ظهر محمل الحج المصري في عهد الدولة المملوكية، وكان عبارة عن ظاهرة اجتماعية إلى جانب كونه شعيرة دينية لدى المسلمين.


وكان هذا المحمل ــــ الهودج ــــ يسير أمام قافلة الحج حاملا الهدايا لبيت الله الحرام محمولا على الجمال.

وفي عهد الظاهر بيبرس أعد المحمل وطافت الجمال وهي تحمله ومعها كسوة الكعبة عام 1277، فكان أول من اتبع هذا التقليد تحفيزا للناس على التقدم لأداء شعائر الحج، فجعل بذلك موسم الحج مظهرا اجتماعيا ومناسبة اجتماعية عند المصريين بصفة عامة.

أما كسوة الكعبة الشريفة فكانت تحمل على الجمال المزينة ويطوف الموكب بها القاهرة فيما يسمى دوران المحمل، وقد أولى سلاطين المماليك كسوة الكعبة اهتماما كبيرا كل عام، فكان هناك إدارة كاملة تشرف عليها برئاسة ناظر الكسوة.

بدأ المحمل مسيرة الحج في عصر المماليك مسيرته من القلعة عند ميدان الرماحة مقر حكم السلطان؛ حيث يجلس السلطان على دكة خشبية أسفل القلعة لاستعراض المحمل بما يحمله من هدايا وأقوات مرسلة للحرمين الشريفين.

يتقدم المحمل أمير الحج وهو من أمراء المماليك الكبار، يسبق المحمل كوكبة من فرسان المماليك متسلحين بملابس الميدان مع دقات الطبول، ثم يشق موكب المحمل شوارع القاهرة مارا بباب زويلة ثم شارع بين القصرين حتى ينتهي إلى بركة الحاج، وهي نقطة التقاء الحجاج لبدء رحلة الحج بالطريق البري.

حرص المصريون على المشاركة في احتفال المحمل وكان من عادة المحمل أن تكون له كسوتان كسوته اليومية وهي من القماش الأخضر وكسوته المزركشة ولا يلبسها إلا في المواكب الرسمية، إلا أنه حين يصل إلى مسجد الرسول الكريم بالمدينة المنورة ترفع عنه كسوته المزركشة ويلبسونه الكسوة الخضراء، ثم يحملون كسوة المحمل إلى الحجرة النبوية الشريفة من الباب الشامي إلى جانب من ساحة منزل السيدة فاطمة رضي الله عنها.

بعد انتهاء الحج يعودون بالمحمل إلى مصر، ولكن مارا من باب النصر، وتحفظ الكسوة في مخزن بوزارة المالية، أما الكسوة الخضراء فيكسى بها بعد العودة ضريح الشيخ يوسف السعدي بجبانة باب النصر؛ لأنه كان يخدم المحمل المصري أثناء حياته في رحاب البيت العتيق.

ظل الموكب منتظما سنويا حتى كانت حادثة المحمل الشهيرة عام 1926، والتي حدثت أثناءها معركة بين قوة المحمل والنجديين وجرح فيها ضابط وثلاث جنود مصريين وقتل 25 من النجديين.

فكانت نهاية عصر المحمل لتحل محله بعثة الحج الرسمية، وهي لا تحمل أموالا ولا صدقات ولا أسلحة ولا جنود.
Advertisements
الجريدة الرسمية