رئيس التحرير
عصام كامل

أوبرا عايدة.. قصة 14 شهر تأليف و150 ألف فرنك هدية من مصر للمؤلف (فيديو)

فيتو

"أوبرا عايدة" والتي يعتبرها الكثيرون أعظم أوبرا في التاريخ، وهي الأوبرا الوحيدة التي تتغنى بقصة مصرية، والتي وقف وراءها قلب وأحلام رجلين، وهما "الخديو إسماعيل، وجيوسيبي فردي أعظم موسيقى لفن الأوبرا في التاريخ.


مثلما كانت أوبرا عايدة، أوبرا غير اعتيادية واكتسبت شهرتها عبر العصور، تبدو أيضًا قصتها غير اعتيادية حيث يتغنى المؤلفين والكتاب والنقاد الموسيقيين بأسرارها وعبقريتها في مؤلفاتهم، وقد كتب عنها المؤلف المصري "فريد فرج" في كتابه "مؤلفات الفريد فرج" الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب.

مارش النصر من أوبرا عايدة

أوبرا عايدة | فردي يحكي تجربته

ويفند فريد في كتابه عبقرية أوبرا عايدة وعدد من أسرارها، إضافة إلى ماكتبه الموسيقار فردي عنها، حيث يذكر فرج اقتباس عن مؤلف الأوبرا الذي قال فيه: "لو أن أحدا تنبأ لي قبل سنة أني أؤلف أوبرا مصرية لاتهمته بالحمق، حيث لم أفكر في تأليف أوبرا مصرية قبل اليوم!.. لعل هذه الأوبرا ليست أحسن أعمالي، ولكن الزمن هو الذي سيحدد موقعها من مؤلفاتي".

أوبرا عايدة | أصعب 5 دقائق

ويسرد فريد فرج بعض من المميزات الموسيقية العبقرية في أوبرا عايدة، حيث تميز غناء التينور (الصوت الرفيع للرجال) فيها برجولة وقوة نادرة، ويضم غناء التينور بها أصعب خمس دقائق للغناء في أية أوبرا.. فكل غناء للأوبرا يسمح للمغني بلحظات للتنفس، ولكن هذه الدقائق الخمس الصعبة تبهر أنفاس المغني.

أوبرا عايدة | قصة 14 شهر تأليف

وقد ألف فردي الأوبرا في قصره الريفي الفاخر، واستغرق في تأليفها 14 شهرًا، متأخرًا عن موعد افتتاح قناة السويس، وقد اعتاد أن يتمشى في حديثة قصره من الخامسة صباحا ويعمل المجدافين في قارب بالبحيرة الصناعية الخاصة، ويعود ليقرأ التاريخ والفلسفة والشعر ويبدأ في عمله بالأوبرا بعد الظهر على البيانو الموضوع بغرفه نومه.. وهو يحلم بنهر النيل ويتأمل الصور التي جمعها للأهرام وأبي الهول ومعبد الكرنك والآثار المصرية.

وفي عام 1871 انتهت الأوبرا بعد سنتين من افتتاح قناة السويس، وتم افتتاح أول عرض لها في العالم بدار أوبرا القاهرة في ديسمبر سنة 1871، وتلقى فردي برقية من مصر تقول: "نجحت الأوبرا وصفق الخديو طويلا".. ولم يصفق الخديو فقط بل أرسل هدية ثمينة للموسيقار استقرت في متحف بلدته، وهي مكتبة بديعة مخروطة بالأسلوب العربي ومطعمة بالصدف ومكتوب عليها بالأصداف بيت من الشعر العربي.

ولم تكن هذه هي الهدية الأولى التي أرسلها الخديو إلى الموسيقى العظيم، فقد أرسل له من قبل 150 ألف فرنك من الذهب مع أول مندوب عنه اتصل به.

ومع أن أوبرا عايدة اخطأت موعدها مع افتتاح قناة السويس عام 1869 فقد قدمت دار أوبرا القاهرة أول عرض لها في العالم في ديسمبر عام 1871 فكان هذا الافتتاح الحق لدار الأوبرا البديعة التي كانت جوهرة المعمار القاهري.

شاهد| أوبرا عايدة كاملة
الجريدة الرسمية