رئيس التحرير
عصام كامل

فتحي غانم يسأل: ردوا يا أدباء مصر

فيتو

في مجلة صباح الخير عام 1957 كتب الكاتب الصحفى فتحى غانم مقالا قال فيه:
الأديب الفرنسى البير كامى صحا وانفعل أخيرا وأصدر بيانا للكتاب في العالم إذاعة راديو باريس يطالب فيه باستنكار الاعتداء على الناس بالقوات العسكرية وتدمير بيوتهم بالقنابل وإزهاق أرواحهم بالرصاص والخراب.

ولكن هذا الأديب الفرنسى الذي يدعى أن عنده ضميرا حرا يحصر احتجاجه واستنكاره على حوادث المجر فقط، كأن الأديب الفرنسى لم يسمع ما يحدث في الجزائر وفى مصر، كأن القوات الفرنسية العسكرية لا تدمر بيوتا بالقنابل وتزهق أرواح المصريين بالرصاص في بورسعيد وتسفك دماءهم بالخراب والاعتداء.

كأن قتل الناس في المجر وحشية أما قتل المصريين في بورسعيد فهو عمل إنسانى وطبيعى ما دام الفرنسيون هم الذين يقومون به.
هذا هو المنطق العجيب للأديب الفرنسي البير كامى، وهو منطق شرير يفرق بين دم ودم، وبين أرواح الناس في أوروبا وبين أرواحنا في مصر والجزائر.
بل هو يحاول بإثارة ضجة لحوادث القتل في المجر تحويل أنظار الناس عن جريمة فرنسا وحلفائها في بلادنا.
أي إن بيانه الذي أصدره متظاهرا فيه بالقلق على أرواح الناس ما هو إلا جريمة بشعة للتستر على إزهاق أرواح الناس والمطامع الاستعمارية في الشرق العربى.

إن موقف الكتاب والفنانين المصريين واضح أمام مثل هذه البيانات التي ينشرها أمثال البير كامى، إلا أنه يجب علينا أن نرد عليها وأن نذيع بياناتنا على العالم كله. 

إن كفاحنا اليوم في مصر ليس قاصرا على رد عدوان القوات الاستعمارية.. بل هو أيضا حرب على الأفكار التي ينشرها أمثال هؤلاء الكتاب الغربيين.
الجريدة الرسمية