رئيس التحرير
عصام كامل

"عملية خان يونس" ضربة موجعة للكيان الصهيوني من ذئب منفرد (فيديو)

فيتو

حملة انتقادات ضخمة وجهت لجيش الاحتلال الإسرائيلي على خلفية عملية خان يونس اليوم، المتمثلة في اجتياز شاب فلسطيني للحدود الشرقية للمدينة، وتنفيذ عملية أدت لإصابة ضابط وجنديين اسرائيليين، وهي العملية التي ربما تعتبر خطوة لتحريك المياه الراكدة في ملف التسوية بين حماس وإسرائيل، رغم أن كل الأدلة تشير إلى أن منفذها ذئب منفرد دون التنسيق مع التنظيمات في غزة.




العملية تصنف كعملية نوعية أصابت جيش الاحتلال بصدمة، وخاصة أن التقارير العبرية تؤكد أن الشاب منفذ العملية كان يبيت النية لتنفيذ عمليته ، وذلك انتقامًا لشقيقه الذي استشهد برصاص جيش الاحتلال في المسيرات الحدودية منذ أشهر.


وأطلق منفذ العملية التابع لحركة حماس النار على قوة من لواء "جولاني" في الجيش الإسرائيلي، مما أسفر عن إصابة ضابط ومقاتلين إسرائيليين، مستخدما البطاريات التي يستعين بها الجيش الإسرائيلي للتعامل مع خروقات النظام.


ورغم مرارة الحادث بالنسبة للاحتلال إلا أن التقارير تؤكد أنه لا يريد التصعيد وبالتالي ربما لن يكون هناك رد إسرائيلي على الحادث، لكن تجرى بالمنطقة إجراءات أمنية مشددة، ويستمر العمل على إقامة حاجز جديد ضد الأنفاق دون عوائق في المنطقة، تنتشر الدبابات إلى جانب صواريخ جولاني المضادة للطائرات على نطاق واسع في منطقة الحادث.

تفاصيل العملية
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي العميد رونين ميناليس إن منفذ العملية كان مسلحًا ببندقية كلاشنيكوف وعدة قنابل يدوية، واستخدم قنبلة يدوية واحدة على الأقل، ثم اختبأ بالقرب من السياج - ربما على بعد عشرات الأمتار - في الفضاء بين كيسوفيم وخان يونس.



وأوضح أنه خلال الليل رصد جنود الجيش مسلح يقترب من السياج المحيط في جنوب قطاع غزة، بعد عبور السياج الحدودي إلى الداخل، "أطلق الفلسطيني النار على الجنود، ثم فتحوا النار عليه و"قتل" على يد قوات الجيش" كما تعرض موقع لحماس لهجوم من دبابة أثناء الحادث.

ومنفذ العملية هو الشاب هاني أبو صلاح البالغ من العمر (20) عامًا، وهو شقيق لشهيد ارتقى برصاص قوات الاحتلال خلال مسيرات كسر الحصار.

استهداف مواقع حماس
وتم استدعاء القوات إلى المنطقة وأعلنت حالة التأهب، خلال الحادث، وهاجمت دبابة إسرائيلية مواقع تابعة حماس ليس كنوع من الرد لأن إسرائيل لا تريد التصعيد ولكن كإشارة ولفت انتباه للحركة ولتهدئة الجمهور الإسرائيلي.



وخلال الحدث أصيب ضابط من الجيش بجروح متوسطة وأصيب جنديان آخران بجروح طفيفة، من جراء إطلاق النار عليهما من قبل الفلسطيني الذي كان مسلحا بكلاشنيكوف وقنابل يدوية ويرتدي ملابس عسكرية، وألقى قنبلة واحدة على الأقل على قوة جولاني التي فشلت في التعامل معه فاستدعت قوات أخرى للسيطرة على الحدث.

وأصيب أحد الجنود بطلقة نارية في الرأس لكنها لم تخترق الخوذة وحالته طفيفة، وتقرر العودة للروتين الطبيعي واستكمال العمال بالجدار وعمل المزارعين على الحدود.

من جانبها، توجهت عائلة الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، هدار جولدن، بخطاب رسمي إلى الحكومة الإسرائيلية بمنع تسليم جثمان منفذ عملية خان يونس فجر اليوم الخميس، ووفقًا للقناة العبرية، طالبت العائلة في خطاب رسمي رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، بصفته وزير الجيش.

فشل إسرائيلي
بدوره، أكد الصحفي الإسرائيلي "ألون بن دافيد"، أن قوة جولاني الأولى التي اقتربت من منفذ العملية على حدود قطاع غزة، فشلت في التعامل معه خلال الاشتباك، وقد تم استدعاء مزيد من القوات حتى تمكنوا من تصفيته.

وشدد، المسئول الإسرائيلي، تساحي دبوش، أن المتحدث باسم الجيش سارع قبل قليل لشرح أن الحدث قد يكون فرديا، بمعنى آخر، من غير المتوقع أن يكون هناك رد إسرائيلي على هذا الهجوم.



وأكد الإعلام الإسرائيلي إن الحادث ورغم ضرورة طرح بعض الأسئلة حول التكتيك المستخدم من الجيش على حدود غزة، إلا أنه أصبح واقعًا، وأن السؤال يتركز حول ما ستحمله الساعات المقبلة من ردود فعل، خاصةً من حركة حماس.

وعلق المحلل العسكري لصحيفة معاريف تال ليف رام، إن العملية بحاجة إلى إجراء فحص وتحقيق عميق حول تآكل التعليمات الأمنية، مشيرًا إلى أن هناك 100 متر في منطقة السياج محظور الاقتراب منها لمنع مثل هذه الهجمات، وتساءل "كيف تمكن المسلح من الاقتراب لهذه الدرجة ودخول الحدود وتنفيذ العملية؟".

وأضاف: "في الفجوة بين رؤى كبار المسؤولين والتعليمات التي تنقل للميدان، يجب على الجيش التحقق من أن المبادئ والتعليمات التوجيهية لا تخلق اللبس بين الجنود"، مشيرًا إلى وجود إخفاق تشغيلي واضح خلال العملية من قبل الجنود، ورجح أن يكون الجنود لم يتعاملوا مع الحدث كأنه "عمل هجومي"، خاصة مع تكرار عمليات التسلل من قبل الفلسطينيين في الفترات الأخيرة، وغالبيتهم لم يكونوا مسلحين.



تأهب الجمعة
وتساءل موقع واللا العبري، حول فيما إذا كان الحدث سيشعل الأوضاع على الحدود يوم غد الجمعة، واعتبر أن التقييم الأولى للجيش بأن المنفذ عمل بشكل مستقل، ربما كان إعلانًا متسرعًا، وقد يكون عملًا منظمًا كرد من حماس على قتل أحد نشطائها منذ أسابيع.

وأضاف أن حركة حماس تعلمت كيفية التعامل مع الاستراتيجيات العسكرية الإسرائيلية.

وأوضح أن عملية إطلاق النار على حدود خانيونس اليوم، والتي أصيب فيها ضابط وجنديان، تدعم التقديرات التي تقول أن السنوار لا يهتم بالتهديدات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن عملية اليوم تؤكد أن السنوار تعلم كيفية التعامل مع ردود الأفعال العسكرية الإسرائيلية، على أي عملية.



ونوه إلى أن حماس أرادت من عملية اليوم، تصفية حساب مفتوح وقديم مع إسرائيل، وذلك ردا على مقتل أحد قوات الضبط الميداني لها قبل شهر.

وعقب وزير جيش الاحتلال السابق، أفيجدور ليبرمان، صباح الخميس، على الاشتباك المسلح، والذي أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة 3 جنود إسرائيليين، قائلًا: "هناك تآكل مستمر في الردع الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدير سياسة استسلام".

مصادر فلسطينية تكشف اسم شهيد عملية خان يونس



أسباب الضعف
وكشف رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق، يورام كوهين، أن ضعف الرد الإسرائيلي على الاشتباك المسلح الذي وقع على حدود غزة فجر اليوم الخميس وأدى لاستشهاد فلسطيني وإصابة 3 جنود إسرائيليين، سببه هو الخوف من إطلاق مئات الصواريخ من قطاع غزة، وأوضح كوهين لإذاعة الجيش، أن ضعف الردع الإسرائيلي الذي تعرضت له إسرائيل قد يكون سببًا في أنها لا ترغب في الانجرار إلى معركة أو حرب كبيرة.
الجريدة الرسمية