رئيس التحرير
عصام كامل

هزيمة «سِت» الشرير.. فريد شوقي كما جاء في «شخصيات لها العجب» ملكا للترسو

فريد شوقي
فريد شوقي

«الأسطى حسن، وحش الشاشة، ملك الترسو، أبو على، العملاق»، وغيرها من الألقاب لم يمنحها الفنان الراحل فريد شوقي لنفسه، بل كان الجمهور هو صاحب المنح والعطية فيها، نتيجة تاريخ من العمل الفني استمر قرابة نصف قرن من الزمان خلال الفترة من 1946 حتى 1996.


الكثير من المقالات بل والكتب تناولت الفنان الراحل فريد شوقي، حتى إنه لم يعد هناك ما يقال بعد كل ما قيل.

أبرز من تناولوا شخصية الفنان الراحل كان الكاتب صلاح عيسى، إذ ضمنه ضمن 50 شخصية في كتابه «شخصيات لها العجب».

المئات من الأعمال الفنية المتنوعة ما بين درامية، سينمائية، ومسرحية أسعد بها الفنان الراحل فريد شوقي جمهوره، فاختار الكاتب الراحل صلاح عيسى أن يكون مقاله عن فريد شوقي معنونا بـ«هزيمة سِت الشرير».

ورغم العشرات من الأدوار التي أداها الراحل فريد شوقي في مواجهة الشر ونصرة الخير، إلا أنه حينما يجسد دور الشرير يقتنع به الجمهور تمام الاقتناع، حتى إن الجمهور لم يعد يحب أن يراه غير الإله «سِت» -إله الصحراء- أو -إله الشر-، كما ارتبطت الفنانة فاتن حمامة في أذهان جمهورها بـ«إيزيس».

صناع السينما في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات في القرن الماضي، وجدوا أن الرهان لابد أن يكون على جمهور الدرجة الثالثة «الترسو»، ولم يجد هناك وقتها أجدر من «الأسطى حسن» ليكون ملكًا لـ«الترسو».

ففي فيلم «ملائكة في جهنم» الذي أنتج عام 1946، كان بمثابة بطاقة التعريف للجمهور على فريد شوقي «الشرير»، وبالفعل ربط الجمهور بين الوجهين الجديدين في الفيلم، والشخصيات الأسطورية فكان فريد شوقي «سِت»، و«إيزيس» هي فاتن حمامة.

وعلى الرغم من تنوع أدوار فريد شوقي بين الشرير الأوحد، والشرير المنافس لآخر، وفي الغالب يكون الفنان الراحل «محمود المليجي»، أو الشرير المجبر على هذا الطريق كما في فيلم «جعلوني مجرمًا»، ومنها إلى دور الشجيع الخير (كما وصفه صلاح عيسى في كتابه شخصيات لها العجب)، إلا أن أدوار الشر- رغم ما وصفها وقتها بأنها نمطية- منحته باقتدار «ملك الترسو» وصنعت الشعبية الهائلة التي مازال يتمتع بها فريد شوقي حتى بعد 21 عاما من وفاته، لأنه استطاع أن يقدم لجمهور الدرجة الثالثة الوجبة التي ترضيهم، وفي نهاية العمل بموت أو هزيمة «الشرير» يتوسم الجمهور خيرًا بأن البقاء للطيبين.

وولد الفنان الراحل فريد شوقي، يوم 30 يوليو 1920، في البغالة بالسيدة زينب بالقاهرة، ونشأ في حي الحلمية الجديدة، حيث انتقلت إليه الأسرة، وتلقى دراسته الابتدائية في مدرسة الناصرية التي حصل منها على الابتدائية عام 1937، ثم التحق بمدرسة الفنون التطبيقية وحصل منها على الدبلوم، وبعدها التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتوفي ملك الترسو في 27 يوليو عام 1998 عن عمر ناهز الـ 78 عامًا، تاركًا رصيد من الأعمال الفنية، لا تزال مرجعا فنيا حتى اليوم.
الجريدة الرسمية