رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل ترميم التابوت الخشبي المذّهب للملك توت عنخ آمون بالمتحف الكبير.. التوثيق والتعقيم أول المراحل.. استخدام التنظيف الميكانيكي والكيميائي.. والأعمال تستغرق 8 أشهر

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عادة ما يصاحب أي أعمال بآثار توت عنخ آمون بالنقل أو الترميم أو حتى العرض لغط كبير لقيمتها العالية وتفردها وأهميتها الكبيرة داخل وخارج مصر، مؤخرا نقلت وزارة الآثار التابوت الخشبي المذهب للملك توت عنخ آمون من مقبرة الملك بالأقصر إلى المتحف المصري الكبير تمهيدًا لعرضه ضمن مجموعة الملك الذهبي والذي تتعدى الـ 5 آلاف قطعة أثرية الأمر الذي أثار استياء الكثير من الأثريين خوفا على مومياء الملك التي تم نقلها من التابوت قبل ذلك وادعاء بعضهم بأنها مهددة بالتحلل والتحول إلى كوم رماد.


أسباب النقل
وجرى نقل تابوت الملك توت عنخ المصنوع من الخشب المغطى بطبقة من الجص المذهب، والذي يأخذ الشكل الأوزيري بذراعيه المنعقدتين على صدره ممسكا رموزه المقدسة وهي الصولجان والمذبة، من مقبرته إلى المتحف الكبير، نظرا لما يعانيه التابوت من العديد من مظاهر التلف المختلفة، والتي تتمثل في تساقط بعض طبقات الجص المذهب الذي يغطي التابوت، بالإضافة إلى وجود بعض الشروخ في طبقات التذهيب بالتابوت.

تقرير
وأعد فريق العمل بالمتحف المصرى الكبير تقرير حالة عن التابوت، وتوثيق جميع مظاهر التلف قبل نقله للمتحف الكبير، وتم القيام بأعمال الترميم الأولى وتثبيت القشور الضعيفة، وتدعيم وتغطية الأماكن الضعيفة والشروخ بالورق الياباني الخالى من الحموضة، تمهيدا لعملية التغليف وتم استخدام وحدات مضاد للاهتزازات أثناء عملية النقل تفاديا لأي صدمات من المطبات الصناعية التي توجد بالطرق والتي تؤثر على سلامة التابوت وتم النقل في وجود شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة.

وتمت عملية النقل بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية، وتم العمل على مدار يومين، وفي وضح النهار وبحضور كل المسئولين عن وادي الملوك من الأثريين والفنيين والعمال، وكان الهدف هو إنقاذ واحد من أهم مقتنيات الملك توت عنخ آمون والحفاظ عليه.

ولم تكن المومياء موجودة داخل التابوت الذي تم نقله كما يدعي البعض، والمومياء محفوظة بالمقبرة داخل فاترينة مخصصة لحفظ المومياوات وذات نظام أمن يعتمد على الغازات الخاملة التي تعزل المومياء عن الجو الخارجي الذي يؤثر سلبيا عليها.

فحص التابوت
وبالفحص المبدئي للتابوت تبين أنه يعاني من مظاهر تلف عديدة تتمثل في انفصال طبقات الجص الحاملة لطبقة التذهيب عن بدن التابوت في مناطق عديدة، بالإضافة إلى شروخ دقيقة في طبقة التذهيب في الغطاء والقاعدة ووجود فقد في بعض طبقات التذهيب، ويتولى المختصون بالمتحف علاج حالات التلف وترميم التابوت وفقا لأحدث الأساليب والتقنيات العلمية المتبعة.

وفد من مجلس النواب الروسي يزور المتحف المصري الكبير (صور)

ترميم التابوت
ونقل المتخصصون بوزارة الآثار التابوت المذهب الكبير للملك توت عنخ آمون من منطقة العزل بالمتحف الكبير إلى معمل ترميم الأخشاب للبدء في أعمال التعقيم تمهيدا للبدء في ترميمه للمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة في نوفمبر 1922، تمهيدا لعرضه مع باقي توابيت الملك الشهير ضمن مقتنياته عند افتتاح المتحف في الربع الأخير من عام 2020.

وعلمت «فيتو» من مصادر مطلعة بوزارة الآثار، أن أعمال تعقيم وترميم وصيانة التابوت تستغرق نحو ٨ أشهر حيث يعاني التابوت من العديد من مظاهر التلف المختلفة والتي تتمثل في وجود شروخ في طبقات الجص المذهبة وضعف عام في طبقات التذهيب، ويمر التابوت بعدة مراحل وهي توثيق حالة التابوت وإجراء فحوصات وتحاليل له والتعقيم والترميم بالتنظيف الميكانيكي والتنظيف الكميائي وتقوية التابوت والقشور الذهبية به.

عرض التابوت
وأشار الدكتور الطيب عباس مدير عام الشئون الأثرية بالمتحف المصري الكبير، إلى أن التابوت من المقرر عرضه ضمن سيناريو العرض المتحفي لمجموعة الملك توت عنخ آمون بالمتحف المصري الكبير مع باقي التوابيت الأخرى الذهبية الموجودة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير والتي سيتم نقلها للمتحف المصري الكبير قبيل افتتاح المتحف الكبير لتعرض التوابيت كاملة لأول مرة.
الجريدة الرسمية