رئيس التحرير
عصام كامل

محمود فوزي يكتب: نحو ريادة أكاديمية واجتماعية مبتكرة

محمود فوزي
محمود فوزي



يعد الجانب الاجتماعي والبيئي من الأبعاد متنامية الأهمية لأي مؤسسة أكاديمية وتعليمية؛ خاصة على مستوى التعليم الجامعي؛ نظرًا لما يحملانه من أدوار تصب في مصلحة أطراف العملية التعليمية؛ بدءًا من الطالب الذي يعد المحرك الأساسي للمنظومة، مرورًا بأعضاء هيئة التدريس، وسائر العاملين بالمؤسسة، التي أصبح لزامًا عليها مواكبة آليات المزج والدمج الفعال بين مدخلات العملية التعليمية، وبين المنتج القادر على اقتحام سوق العمل، والتفاعل البناء مع متغيرات المجتمع وبيئته الداخلية والخارجية.

لقد أدركت العديد من المؤسسات الأكاديمية العريقة هذا الدور البارز ثنائي الوجهين التعليمي والاجتماعي، في سبيل تنمية المجتمع وتعزيز رفاهيته، لتسارع بعض هذه المؤسسات بالتنسيق مع كلياتها ومعاهدها النظرية والتطبيقية، في الانفتاح على المجتمع الخارجي، ومد جسور التحالف والشراكة وإبرام بروتوكولات التعاون المتبادلة مع عدد من هيئاته، كأحد الأدوار الأساسية المنوطة من قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئية، وذلك انطلاقًا من فرضية رئيسية مؤداها طردية العلاقة القوية بين المقررات التعليمية بأروقة القاعات والمعامل الدراسية من جانب، وبين الأعمال الاجتماعية والبيئية بالمبادرات والأنشطة التطوعية وبرامج المسؤولية الاجتماعية متعددة الأنماط؛ من جانب آخر.
ولقد شهد العام الماضي طرح مبادرة اجتماعية لتوفير فرص تدريب وتوظيف للطلاب والخريجين حملت عنوان" "ارسم ملامح مستقبلك"، واستهدفت التصدي لمشكلة اجتماعية متنامية وهي البطالة، أو على الأقل محاولة طرح حلول واقعية وعملية؛ تتسق مع حقيقة الفجوة الموجودة بين المبادئ النظرية والتطبيقات العملية لسوق العمل المغاير لمثاليات المحاضرات والحصص الدراسية. واحتضن الملتقى نحو 25 مؤسسة وشركة عاملة في مجالات الإعلام المختلفة.
ونجح الملتقى، بما تضمنه من فعاليات اتصالية بين فئات وشرائح اجتماعية متعددة، في إثراء رأس المال الفكري والاجتماعي، بما قدمه من فرص للتفاعل بين الطلاب ومشاركة خبراتهم مع الأطراف المعنية بأعمالهم ومهاراتهم المعرفية ومشروعات تخرجهم، فضلًا عن نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الكوادر الطلابية الواعدة، ومنحهم الثقة للتفكير والبدء بمشروعاتهم الخاصة، وتوليد حافز ودافع لغيرهم على تخطي العقبات ومواجهة التحديات.
فلنتخذ من هذه المبادرة نموذجًا في العمل المجتمعي الصالح الذي يخدم المجتمع، ويستثمر طاقات أبنائه من الطلاب والخريجين، ويوظّف جهودهم البنّاءة في تنمية بيئتهم، انتظارًا للنجاحات المرتقبة الموازية لتوالي انعقاد الملتقى بدورات مقبلة بسائر الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الحكومية والخاصة المؤمنة بقيمة العمل المجتمعي وخدمة الصالح العام.
الجريدة الرسمية