رئيس التحرير
عصام كامل

إيناس حقي.. أول عروس للنيل


هي أول سباحة مصرية، وأول فتاة تفوز بلقب بطولة العالم الأولى في سباحة المسافات الطويلة للفتيات عام 1955 بفرنسا، ولدت عام 1930 بحدائق القبة، اسمها إيناس محمد توفيق حقي، والدة عبلة خيري، بطلة السباحة السابقة، التي عبرت المانش 3 مرات، ورئيس مجموعة نظم العمل المصرفية بالبنك التجارى الدولى "المركز الرئيسي". والاقتصادي العظيم طلعت حرب هو زوج عمتها.

وتوفيت في 19 فبراير 2009.

استقبلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكرمها بمنحها وسام الدولة من الطبقة الأولى.. التحقت بكلية الحقوق، لكنها فضلت ممارسة الرياضة.. وتزوجت عام 1956 من الفنان عادل خيري، وأنجبت 3 بنات.

إيناس حقي هي التي فتحت الباب للكثيرات لخوض مثل هذا المجال، ونفس اللعبة، مثل نفيسة الغمراوي، رائدة رياضة النساء في مصر، ومن بعدها نبيلة عبدالرحمن، وغيرهن كثيرات من السباحات اللاتى صفق لهن العالم كله، مثل: سهير عبدالباقى وسحر منصور وشادية الراغب، وعبلة خيري كأول وأصغر سباحة مصرية تعبر المانش، ورانيا علواني التي صارت أول مصرية تنال عضوية اللجنة الأوليمبية الدولية.

وريم حسن وشيرويت حافظ ونيفين حافظ وسحر هلال وسحر يوسف وداليا مقبل كأول مصريات يشاركن في الدورات الأوليمبية عام ١٩٨٤.. وآية مدني في الخماسي الحديث، ونهلة رمضان في رفع الأثقال.. أمنية عبدالقوي وإنجي خيرالله ورنيم الوليلى بطلات العالم في الإسكواش.

بدأت ممارسة السباحة في الـ 12 من عمرها، وفازت ببطولة العالم التي استضافتها فرنسا عام 1955، في سباق سان نازير لابول، حيث قطعت 40 كيلومترًا في 10 ساعات و3 دقائق، كما فازت ببطولة العالم محترفات "سباق كابري – نابولي"، لمسافة 35 كيلومترًا لنفس العام، وحصدت المركز الأول في سباق المحترفات، الذي أقيم بسوريا عام 1958، لقطعها مسافة 33 كيلومترًا في 9 ساعات.

تقول عنها "ويكيبيديا": "إيناس حقي (1930 - 2009) سباحة ومحامية مصرية. كانت أول سباحة مصرية في القرن العشرين، وأول فتاة تفوز بلقب بطولة العالم الأولى في سباحة المسافات الطويلة للفتيات عام 1955 بفرنسا.

وكانت بطلة ألعاب قوى "جري" 60- 200- 800 متر. كوَّنت فريق باسكت بالكلية، وحصلت على الكأس من معهد التربية الرياضية. أصبحت كابتن منتخب الجامعة لمدة سنتين. حققت بطولات عالمية في السباحة، الأولى في بطولة العالم بفرنسا 1955 سباق "سان نازير لابول"، وقطعت 40 كيلومترًا في 10 ساعات و3 دقائق، والثانية في بطولة العالم محترفات سباق كابري - نابولي لمسافة 35 كيلومترًا نفس العام. والأولى هاويات في‌ سباق النيل الدولي الثاني‌ بالقاهرة، والأولى في بطولة سباق المحترفات باللاذقية بسوريا 1958 لمسافة 33 كيلومترًا وقطعتها في 9 ساعات.

والحكاية من البداية؛ قررت المحامية الشابة أن تخرج بالفتاة المصرية إلى المحيط الدولي، وأرادت أن تكون أول مصرية تحاول عبور المانش إلا أن اتحاد السباحة رفض تحمل نفقاتها، وتدخلت "أخبار اليوم"، وعرضت تحمل نفقاتها ونفقات مدربها عبد الباقي حسنين.

وجاء عرض أخبار اليوم مفاجأة لم تتوقعها إيناس، وتصورت أنها أصبحت مادة للسخرية، إلا أن "أخبار اليوم" أكدت لها أنه يهمها اشتراك أول فتاة مصرية في محاولة لعبور المانش.

وقبل السفر توجهت إيناس إلى قصر الرئاسة، واستقبلها الرئيس جمال عبدالناصر وصافحها، وشد من أزرها، وكان معها السباح مرعي حماد.

وفي فولكستون نزلت إيناس إلى مياه بحر المانش للتمرين، فتعرضت لهجوم من القناديل التي أصابتها في يدها وظهرها وساقها، واستدعت الدكتور اللواء صبري في الرابعة صباحا، وأعطاها بعض المسكنات فتحسنت، واستأنفت المران.

شاء القدر أن تتاح لإيناس 3 محاولات، هي: سباق "كابري – نابولي"، والمانش ونهر اللوار، وفي كابري كان موعد بدء السباق في السابعة من صباح 31 يوليو، وبدأ السباق بمشاركة خمس سباحات، منهن إيناس وجابي فيني، وفي السباق كانت إيناس الثانية، وبعد ساعة أو أكثر تقدمت إلى المركز الأول، حتى لاحت أمامها أضواء نابولي الخافتة فتشجعت، وواصلت السباحة حتى وصلت إلى الشاطئ.

وفي مساء 23 أغسطس كان سباق المانش، وكان الدكتور صبري متفقا على إشارات معينة للتشحيم وبدء السباق، وتمت الإشارة الأولى ثلاثة أنوار متقطعة فتم التشحيم إلا أن إشارة البدء في السباق لم تتحقق بسبب العواصف التي هبت فجأة وثار البحر وعلت الأمواج، فأعطوا هم إشارة لكن دون رد، فأرسلوا قاربا إلى الدكتور صبري، وحمل رسالة الانتظار حتى الصباح: "لقد تأجلت المحاولة بسبب سوء الأحوال الجوية"، وهكذا حالت الأحوال الجوية دون تحقيق إيناس لحلمها بعبور المانش.

وجاء السباق الثالث "سان نازير"، وهو جزء من نهر اللوار، ولم تكن تعلم إيناس أنها ستشارك فيه حتى طلب منها الدكتور صبري الاستعداد للسباق، وفي 28 أغسطس انطلق السباق في السابعة صباحا، ولما أصبح بينها وبين الشاطئ مسافة قصيرة حضر إليها الدكتور صبري، وقال لها: "مبروك أنتِ الأولى".

عملت بالمحاماة من سنة 1953 حتی 1963، ثم التحقت بالشئون القانونية بالتليفزيون لمدة 6 سنوات، وبعدها انتقلت للشئون القانونية بشركة "مصر للتأمين" حتی أحيلت للمعاش.. تفرغت لتربية بناتها بعد وفاة زوجها الفنان عادل خيري، وتمكنت ابنتها عبلة من إحراز بطولات دولية في السباحة.
الجريدة الرسمية