رئيس التحرير
عصام كامل

أنيس منصور يكتب: الإرهاب في العالم

فيتو

في جريدة الشرق الأوسط وبمناسبة ذكرى الثورة الفرنسية 14 يوليو عام 2005 كتب الأديب الصحفي أنيس منصور مقالا قال فيه: الإرهاب يدق كل الأبواب.. وهو يفعل ذلك منذ زمن بعيد، لكن الصورة النموذجية للإرهاب كانت في الثورة الفرنسية.


فقد أسفرت الثورة الفرنسية عن عصر الرعب الذي أطاح بألوف الرءوس رجالا ونساءا وأطفالا، والاسم الحالي هو السفاح روبسيير.. رجل القانون الذي كان أول ضحاياه القانون.

وصورة روبسيير لم تغب عن عين وخيال فلسفة العنف والإرهاب..كارل ماركس، فريدرش انجلز، ليتين وستالين، فهم يرون أن التاريخ قوته الدافعة هي العنف، ولابد أن يخوض العنف في بحار من الدم.

فبغير دم وحديد وسجون لا تقدم للبشرية،والعنف لا يفرق بين فقير وغنى وفلاح ونبيل، بل إن القاضى الذي أعدم الكيميائى العظيم لافوازيه قال: إن الجمهورية ليست في حاجة إلى علماء.

ووقعت أعمال عنيفة كثيرة في الدنيا ومرت من دون أن نستوعب أسبابها ومعانيها وظهور فلاسفة يباركونها، فمثلا عام 1898 انعقد مؤتمر دولى في روما لمحاربة الفوضويين، وقرر المؤتمر اعتبار الفوضى خروجا على القانون واتفقوا على الا تأخذهم بهم رحمة.

وكما اجتمع المؤتمر انفض، وكما انعقد المؤتمر انفض، وعندما انفجرت قنبلة في نطار لوجوارويا في نيويورك وراح ضحيتها عشرون بريئا.

اهتزت أمريكا ولم تذهب إلى أبعد من ذلك، وظهرت رءوس الإرهابيين على شكل انقلابات وثورات في أمريكا اللاتينية، وكان شعارها جميعا "في البدء كان العنف فماذا كانت النتيجة؟ كان أن قامت دول كبيرة باستنساخ روبسيير سفاح الثورة الفرنسية ووضعوه في أعلى مكان.

إن الدول الكبرى التي تقاوم الإرهاب هي أول من استخدمته على أوسع نطاق وبعيدا عن بلادها، فهل هناك أبشع من استخدام القنبلة الذرية، استخدمتها أمريكا التي تحارب الإرهاب بوسائل إرهابية أيضا.

أيضا الدول الصغرى التي تنشر التطرف الدينى فإذا مال إليه الناس اعتقلتهم الدولة، في مصر مثلا تنشر مقالات لكتاب متطرفين ومخربين فإذا رأى أحد القراء أو المئات أن التطرف الذي ننشره هو الصحيح واعتنقوا ذلك فحاكمتهم الدولة بتهمة الخروج والتآمر.
الجريدة الرسمية