رئيس التحرير
عصام كامل

اتحاد الفهلوة


إذا كانت خسارتنا في بطولة أمم أفريقيا بداية لفتح ملفات ومحاسبة اتحاد الكرة.. فلا بد أن تمتد الإقالة والمحاسبة إلى قطاعات كثيرة طالها ما طال الاتحاد من مجاملات وفساد فاحت رائحته بعد هزيمتنا أول أمس.


اجعلوا من الهزيمة بداية لردع كل فهلوي تناسى واجبه تجاه الدولة ووظف شطارته لمصالحه الشخصية، حاسبوا اتحاد الكرة على المجاملات وتصفية الحسابات التي أفرزت منتخبًا يسيء إلى الكرة المصرية، حاسبوه على التربح من خلال السمسرة والصفقات المشبوهة، ثم حاسبوا من صمت على هذا الفساد طوال الفترة الماضية، فلو لم تكن الهزيمة لاستمر الصمت، ومعه استمر الفساد.

اجعلوها مناسبة لعملية تطهير تشمل الفهلويين في كل مكان، فهؤلاء تنكروا في لباس الوطنية وهم عنها الأبعد، وادعوا الزهد والاستغناء وهم للأهواء أقرب، وتغنوا بالمثالية وكان الانحياز لمصالحهم هو الهدف الأوحد.

حاسبوا من تسللوا إلى مجلس النواب من خلال صفقات أساءت للحياة النيابية، مجلس أصابه الخرس أمام هزيمة أول أمس، فكم من نائب إذا تحدث أخطأ، وإذا حاور احتد، وإذا دافع جهل الحجة، أدواته النفاق، وهدفه البقاء محميًا بالحصانة، نواب خاصموا دوائرهم، واعتبروا نظام القائمة هو الضمانة الوحيدة لاستمرارهم فأعطوا ظهورهم لمواطنيهم، وأهملوا دورًا مهمًا لو لعبوه لخففوا العبء عن القيادة السياسية.

حاسبوا اتحاد الكرة الذي تسبب في هزيمتنا، ومعه حاسبوا اتحاد الفهلوة الإعلامية الذي منينا على يده بهزيمة فاقت هزيمتنا الكروية، فبسببه تراجعنا إلى الوراء بعد أن كنا الرواد، ومعه فقدنا سلاحًا كان رأس حربتنا أمام الأعداء.

اتحاد الفهلوة الإعلامية غير معايير العمل، وطوعها وفقًا لأهوائه ونزواته، فقام بتصفية الحسابات، ورص الشاشة هواة، وصنع من أصحاب المهن الأخرى مذيعين، ومن الجهلة كتاب ومحللين، وخضع لمقايضات رخيصة، معتقدًا أن من يروه بلعوا ألسنتهم، لكن التاريخ علم الجميع أن ما لا يقال اليوم.. حتمًا سيقال غدًا. وإذا كان اتحاد أبوريدة أمنانا بهزيمة قد تجبرنا الظروف على ابتلاعها..

فاتحاد الفهلوة أمنانا بهزيمة لا يمكن نسيانها، وإذا كان استمرار اتحاد أبوريدة يهدد مستقبل كرة القدم.. فاتحاد الفهلوة يهدد الهوية والشعب والرئيس، بل هو الأخطر من فلول الإرهاب الذي تحاربه الدولة، ومن يخلص لوطنيته ويقدر جهود الرئيس.. يجب أن يبادر بفتح ملف الإعلام ويستبعد شلة المنتفعين.

حاسبوا اللاعبين الذين دفعت بهم الواسطة والمحسوبية إلى المستطيل الأخضر فخذلوا الجماهير، وحاسبوا مذيعين دفعت بهم الواسطة والمحسوبية إلى الشاشة فانصرفت عنهم الجماهير، فكلاهما غير مؤهل، وكلاهما مصدر قوته لا علاقة لها بأصول اللعبة.

حاسبوا كل مسئول تقاعس عن أداء دوره بدعوى أنه مسنود، فلا أكثر مرارة عند المواطن من محافظ لا يسمع شكواه، أو وزير لا يشعر بأنينه، فصم الآذان دفع المواطن من مختلف الطبقات أن يتوجه بشكواه إلى الرئيس مباشرة.

حاسبوا، فلم يعد هناك من يفلت من الحساب، وكم من وزير ومحافظ وكم من مسئول ظن الجميع أنه مسنود فكان إلى السجن أقرب.

حاسبوا.. فالكل في عصر السيسي أمام الحساب سواء.
besheerhassan7@gmail.com
الجريدة الرسمية