رئيس التحرير
عصام كامل

سوسة النخيل تعصف بمملكة التمور في مصر.. خسائر فادحة بإنتاج البلح بالواحات البحرية.. فساد نصف المحصول سنويا.. رئيس المدينة: إهمال المزارعين السبب.. دعم إماراتي لإنشاء مخازن مبردة.. والتسعير حسب الجودة

البلح - ارشيفية
البلح - ارشيفية

تعتبر الواحات البحرية أحد أهم مناطق زراعة النخيل في مصر، ومن أكثر مدن الجمهورية إنتاجًا للتمور، فهي تمتلك أكبر عدد من مزارع النخيل التي تنتج تمورا بجودة عالية، لكن هذه الصناعة تواجه كارثة كبرى تهدد بإنقراضها وكساد تجارتها وتدهور اقتصادها، ألا وهي "سوسة النخيل"، الحشرة التي لا يتعدى وزنها بضع جرامات، لكنها تعصف بآلاف من أشجار النخيل الموجود بالمزارع.


مصدر الدخل الرئيسي
وقال تيسير عبد الفتاح، رئيس مركز ومدينة الواحات البحرية، إن سوسة النخيل أصابت نحو 50% من النخيل الموجود بمزارع المدينة، لافتا إلى أن مدينة الواحات تحتوي على 2 مليون نخلة تنتج 50 ألف طن تمر سنويا، ويتم تصدير كميات كبيرة منها إلى الدول الأخرى تصل إلى 22 طنا سنويا، وبذلك تعد التمور هي مصدر الدخل الرئيسي للأهالي في الواحات البحرية.

وتسببت سوسة النخيل في خسائر فادحة بعمليات إنتاج وبيع وتصدير التمور، فأصبح المحصول مكدسا في المنازل لا يجد من يشتريه نتيجة لإصابته، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المبيدات المكافحة لسوسة النخيل مقارنة بالأعوام السابقة، مما جعل أغلب المزارعين يحجمون عن مكافحة الحشرة لعدم قدرتهم المادية، مما عمل على زيادة وانتشار نسبة الإصابة.

إهمال المزارعين في الوقاية
وأشار رئيس مدينة الواحات البحرية إلى أن زيادة نسبة إصابة النخيل بالسوسة يرجع إلى إهمال المزارعين في الوقاية، لافتًا إلى أن مجلس المدينة اتخذ مجموعة من الإجراءات لمراقبة المزارع والحفاظ عليها من الإهمال، كما أنه يجري تنظيم ندوات لتوعية المزارعين بين الحين والآخر، لكن أغلبهم لا يستجيب لتلك الندوات ولا يحضرها من الأساس.

وأضاف أنه تم التنبيه على الجمعيات التعاونية بتوفير مواتير للرش ومخصبات الماغنيسيوم والبوتاسيوم والأقفاص البلاستيك بسعر التكلفة، بالإضافة إلى أنه تم تحديد موعد لرش المبيدات في شهري فبراير ونوفمبر من كل عام، كما أنه سيتم تسعير البلح حسب نسبة الإصابة وجودة المنتج، مشيرًا إلى أنهم بصدد تأسيس جمعية لمنتجي البلح لتنظيم العمل بين المُزارع والمُصدِّر وأصحاب المصانع.

مخازن مبردة للتمور
وأكد اللواء محمد كمال الدالي، محافظ الجيزة السابق، أنه كان قد تم الاتفاق مع إدارة جائزة الشيخ خليفة الدولية لنخيل التمور والابتكار الزراعي على إنشاء مخازن مبردة للتمور بالواحات البحرية، لافتا إلى أن هناك 37 مصنعا للتمور بالواحات البحرية، وثلاجات الحفظ المتوافرة تتبع عددا قليلا من المصانع ولا تتعدى سعتها التخزينية 1000 طن، ولا تخدم سوى المصانع التي توجد بها.

ولفت الدالي إلى أن التعاون مع الجانب الإماراتي في إنشاء مخازن التمور المبردة يمثل أهمية كبيرة للواحات البحرية والتي تحتاج إلى زيادة قدرتها التصنيعية لاستيعاب إنتاجها من التمور والعمل على تعظيم القيمة المضافة وخلق فرص عمل وتحسين الدخل.
الجريدة الرسمية