رئيس التحرير
عصام كامل

الأموال التركية تقوي ظهر الإخوان في السودان.. فتح مساجد بجميع أنحاء البلاد.. ضخ أموال طائلة لتمكين الجماعة من الجانب الدعوي انتظارًا للحسم السياسي.. وباحث: لديهم خطط وسياسات بديلة للحكم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تستغل تركيا ما يحدث في السودان، والصراع بين تجمع المهنيين والمجلس العسكري، لعميق نشاطها المريب لهيئة الإغاثة الإنسانية التركية، التي تعمل حاليا على فتح مساجد جديدة، ومساعدة الإخوان على تكثيف النشاط الديني والاجتماعي، للابتعاد عن المشهد مؤقتا، واللعب كالعادة على العواطف الدينية، لإعادة الزخم والبريق المفقود لـ«الجماعة».


مساجد جديدة
افتتاح الإغاثة التركية 5 مساجد جديدة في مختلف مناطق السودان، يؤكد أن دعم تركيا للجماعة، لا يتوقف تحت أي ظرف، ويكشف أيضًا أن الأجندة الدينية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، تسعى بكل قوة لإعادة البريق للجماعة، باعتبارها من أهم وكلاء القوى الناعمة للنظام الإسلاموي في تركيا، بجانب إنها الطريق والرقم الصعب في إعادة حلم الخلافة العالمية العثمانية من جديد.

وتعد تركيا حاليا وفي ظل حكم حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أهم راعي رئيسي للمنظمات المرتبطة بالإخوان في العالم، وليست وحدها، بل والجماعات الفرعية المنبثقة عنها في العالم والمتحالفة معها، ويقوم على هذا الغرض اتحاد المنظمات الأهلية في العالم الإسلامي، (UNIW)، الذي يستخدم من قبل الإغاثة لرعاية وتنسيق الأنشطة الإسلامية في العالم أو بشكل محدد وبين قوسين «رعاية الإسلاميين».

خدمات حكومية
يخّدم على مشروع الإغاثة، بمباركة حزب العدالة والتنمية، نحو 340 منظمة حكومية وغير حكومية تعمل في 65 بلدا، بما في ذلك الولايات المتحدة، من خلال شبكة عالمية من المنظمات الإسلامية، هدفها الأساسي إحياء ما يسمى بالأمة الإسلامية العالمية، ولن يحدث ذلك إلا بإضعاف مؤسسات الحكم في العالم الإسلامي، وتمكين الإخوان في المقابل، لذا تقاتل من إجل إعادة الإخوان للمشهد في السودان مرة أخرى.

وتشمل قائمة المؤسسات التي ترعى إخوان السودان وغيرهم من التنظيم الدولي، مؤسسة الإغاثة الإنسانية (IHH) والجمعية العالمية للشباب الإسلامي (WAMY) ومؤسسة زمزم «الصومال» والإغاثة الإسلامية «المملكة المتحدة» والمنظمة الدولية للإغاثة الإسلامية (IIRO)، وغيرهم.

ويرى إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن التدخلات التركية لتمكين الإخوان، تستغل رعاية وتنسيق المشاريع التنموية، بزعم تقديم المساعدات الإنسانية، ومعالجة الانتهاكات المزعومة لحقوق الإنسان والحريات في العالم الإسلامي، ولكن هناك دائما هدف خلفي، وهو تمكين الجماعة ومدها بأجندة إسلامية متكاملة، تتوافق مع مشروعات أردوغان في تركيا وخارجها.

ويوضح ربيع أن النظام التركي وأتباعه، لهم خطط وسياسات بديلة للحكم، من أعلى إلى أسفل، ويساعدهم في ذلك تحالفات مع جميع التيارات الدينية، بما فيها شديدة الخطورة والعنف، ليس فقط لعرقلة الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، ولكن لإحباط أي جهود إقليمية تسعى لتقويض الفكرة الدينية، التي شاهد الجميع انعكاساتها على أمن وسلامة المنطقة.
الجريدة الرسمية