رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

محمد العباسي.. الورم الخبيث آخر سطر في حياة أول من رفع العلم على خط بارليف

فيتو

خاض معركة الكرامة والنصر في السادس من أكتوبر المجيد، وكان صاحب شهرة واسعة كونه أول من رفع العلم المصري فوق خط بارليف المنيع، إلى أن أسدل الستار على حياته صباح اليوم الإثنين، حيث وافته المنية بعد صراع طويل مع المرض، حتى جاء المرض الخبيث ليكتب نهاية الأسطورة المصري محمد العباسي، عن عمر ناهز الـ72 عامًا.


وكشف مصدر طبي، في تصريحات خاصة لـ "فيتو"، تفاصيل الحالة الطبية للبطل محمد العباسي، والذي توفي اليوم الإثنين إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، لافتًا إلى أن الفقيد كان يعاني، منذ عدة سنوات، من عدة جلطات نقل على إثرها للمستشفى العام لتلقي العلاج، ثم اكتشف أخيرا إصابته بورم خبيث، وتوفي بسبب مضاعفات حدثت نتيجة المرض.

أدى دوره الوطني كواحد من المجندين في صفوف المحاربين من أبناء قواتنا المسلحة، وخاض مع أقرانه معركة الكرامة وحققوا نصر السادس من أكتوبر 1973، ولم يكن في باله شيء سوى استرداد الكرامة وأرض الفيروز المحتلة، فلم يخطر بباله يومًا أن يتحول ذلك الشاب المكافح من مجند ضمن آلاف المحاربين لشخصية شهيرة تتهافت عليه وسائل الإعلام المسموعة والمرئية في كل مناسبة تقترن بنصر أكتوبر المجيد.

محمد عبد السلام العباسي، وشهرته محمد العباسي، أو كما يحب أن يناديه أبناء قريته في مدينة القرين بمحافظة الشرقية، «محمد أفندي العباسي»، أول من رفع العلم المصري على خط بارليف بعد العبور.

ولد محمد العباسي في القرين التي كانت تتبع مركز فاقوس بمحافظة الشرقية وأصبحت فيما بعد مدينة تتبع مركز أبو حماد، وحصل على الشهادة الإعدادية والتحق بالخدمة العسكرية في 1 يونيو 1967، وعمل قبل خروجه للمعاش بوظيفة كاتب بالوحدة الصحية بالقرين، محافظة الشرقية.

شأنه شأن أبناء جيله من أبناء الأقاليم حرص أهله على تحفيظه القرآن الكريم منذ صغره، ثم حصل على الشهادة الإعدادية ولم يكمل تعليمه بعدها، وفي السادسة عشرة من عمره قرر أهله زواجه كونه أكبر أشقائه الذكور.

محطة جديدة تظهر في حياة البطل محمد العباسي، الذي يقرر الالتحاق بالخدمة العسكرية في 1 يونيو 1967، قبل النكسة بأيام، وتم نقله في عام 1968 إلى إحدى قواعد الجيش العسكرية، وخضع لتدريبات بسلاح المشاة.

في أكثر من لقاء وحوار لبطل رفع العلم المصري، يرجع الفضل في عسكريته إلى أن الفريق أول عبد المنعم رياض كان مثله الأعلى وقدوته في العسكرية، فقد كان الفريق عبد المنعم رياض دائم التفقد للجبهة وللجنود، ثم تم تكليف العباسى وبعض زملائه بعمليات فدائية بسيناء، نجحوا خلالها في أسر جندي إسرائيلي، وقام بالعبور به إلى الضفة الغربية، وحصل على خمسين جنيها مكافأة.

وأصيب العباسي قبل حرب أكتوبر في إحدى عمليات الاستنزاف في قدمه اليسرى أثناء مشاركته مع زملائه في تدمير بعض الدبابات والناقلات الإسرائيلية، ونجح العباسي ورفاقه في أسر أربعة جنود إسرائيليين، في يوم 5 أكتوبر 1973 وصدرت تعليمات بالإفطار لأفراد معسكره، وبالإفطار في اليوم الذي يليه.

بفرحة كباقي زملائه استقبل العباسي أوامر القيادة العليا بعبور خط بارليف المنيع يوم السادس من أكتوبر 1973م -العاشر من رمضان 1393 هـ- بدأت عمليات التمويه، التي من خلالها تمكنوا من توصيل الصورة للعدو بأن الجنود المصريين في حالة استرخاء من خلال لعب كرة القدم والشطرنج، وما إن صدر الأمر بالعبور إلا وكان العباسي من أوائل المتقدمين نحو دشمة حصينة بخط بارليف.

وفي أحدث اللقاءات الصحفية للبطل، قال: «أشهد الله تعالى أنني وقت العبور رأيت كلمة الله أكبر مكتوبة بخطوط السحب المتصاعدة من المقذوفات رأيتها مكتوبة في السماء، فقلنا الله أكبر وكانت صيحة العبور ثم تمكنت من رفع العلم على أول نقطة حصينة ولم يخطر ببالي أي شيء سوى مصر وكل جندي كان بداخله إما الشهادة أو النصر».


وما إن تحقق النصر بالعبور وصل العباسي إلى نقطة حراسة الدشمة الإسرائيلية، وقام متعجلا بالاندفاع نحوها وأطلق وابلًا من الرصاص على جنود العدو، في الوقت الذي صوبت فيه المدفعية طلقاتها نحو هذه الدشمة أيضا، وتم قتل ما يقرب من 30 إسرائيليا، وقام بالصعود على الدشمة الإسرائيلية ونزع العلم الإسرائيلي وقام برفع العلم المصري بدلا منه، وكان ذلك في الساعة الثانية والنصف ظهر السادس من أكتوبر، فكانت فرحة النصر الكبرى.

بالفيديو.."العباسي" يروي تفاصيل الساعات الأولى في حرب العاشر من رمضان

ومن الذكريات المحفورة في ذاكرة العباسي التي لم ينسها، مؤكدًا أنه يرفض نسيانها تلك الشظية التي أصابته ولم يشعر بها من شدة فرحته برفع العلم، وعقب وقف إطلاق النار حصل العباسي على إجازة أسبوعين، وكان -آنذاك- ينتظر مولوده، فسماه "نصر"، تبركًا بنصر أكتوبر المجيد.
Advertisements
الجريدة الرسمية