رئيس التحرير
عصام كامل

البيت المصري في الخمسينيات بعيون أمريكية

فيتو

هانز وشيلى زوجان أمريكيان، يعمل هانز صحفيا في وكالة كيستون، وتعمل شيلى صحفية أيضا لكنها اعتزلت الصحافة منذ زواجها واكتفت بمعاونة هانز في عمله.


أمضى هانز في حقبة الخمسينيات في مصر أربعة أشهر أعد فيها تحقيقا صحفيا للوكالة عن البيت المصرى من الداخل مزودا بالصور والوثائق والمعلومات أعيد نشره بمجلة صباح الخير عام 1956 قال فيه: "البيت المصرى يعانى من أزمة الزواج، فمعظم الشباب ما زالوا عزابا وبنات جاوزن سن الزواج لثلاثة أسباب هي ارتفاع باهظ لتكاليف الزواج والتفكك الأسرى وغلاء المعيشة بصفة عامة".

وتابع: "يؤمن البيت المصرى رغم غلاء المعيشة أن خروج المرأة للعمل أمر غريب ليس له داع مهما كانت الأسباب، إلا أن هناك بعض البيوت شذت عن هذه القاعدة وخرجت بناتها إلى العمل، لكن المجتمع ينظر إلى المرأة العاملة بعين الحذر والترقب لكل تصرفاتها".

وأضاف: "يرى البيت المصرى أن اختلاط الجنسين إثم وجريمة حتى إن الأب لا يسمح باختلاط بناته بأولاد أخيه، والبيت المصرى أساسه عدم الإيمان بالحب بل اعتباره عيبا وضعفا وفى مصر أيضا دعوة لتوحيد الزى".

واستطرد: "البيت المصرى يأكل كثيرا ويهتم بالدهنيات، فالسيدات فيه متكرشات خاصة في الأحياء الشعبية لإيمانهن بوصفات العطار الذي يعتبره السكان طبيب الحى فتعالج الأم أبناءها بالوصفات البلدى لذلك البيت المصرى يؤمن بالخرافات والأساطير ويؤمن في الأحياء الشعبية بتقاليد اجتماعية بالية عفا عليها الزمن مثل الزار".

وواصل في تحقيقه: أسيء استعمال حق الطلاق في البيت المصرى وانتشر تعدد الزوجات لكن هناك رجال كثيرين يتمنون الزواج بأخرى لكن إمكانياته لا تسمح، البيوت التي تحتوى على مكتبات خاصة لا تزيد نسبتها عن 4% لذلك فهى لا تشترى كتبا جديدة.

هناك تفاوت في أماكن سهر المصريين فالبيوت ذات الدخل العالى تسهر في السينما والمسرح وتسهر البيوت الفقيرة مع الراديو، والبيت المصرى عطوف ينسى فيه الأفراد الإساءات أمام أي مشكلة تدهم البيت.

واختتم قائلا: "عموما يعمل رب العائلة المصرية على الوصول إلى الكمال لكنه لا يصل إلى هذا الكمال فلم يؤمن بالحرية والانطلاق، وحريته دائما تحمل دعوة إلى الفوضى وانطلاقه يوجه دائما إلى خسارته إلا فيما ندر".
الجريدة الرسمية