رئيس التحرير
عصام كامل

حظك اليوم أحمد خالد توفيق | "المعارضة".. قشة الرحيل لبرج الميزان

حظك اليوم أحمد خالد
حظك اليوم أحمد خالد توفيق

حظك اليوم أحمد خالد توفيق | ما زالت عجلة الموت بالمجموعة القصصية " حظك اليوم " لأحمد خالد توفيق تدور، فلم يبق سوى ثلاثة صحفيين ينتظرون حتفهم، بعد موت تسع منهم في ظروف غريبة، بسبب تحقيق صحفى كشف أكاذيب الشعوذة، فلعنة انتقام عدنان – الفلكى – لن تهدأ إلا بعد اقتناص أرواحهم.


حظك اليوم أحمد خالد توفيق | « لا يفل الحديد إلا الحديد »
« لا يفل الحديد إلا الحديد » على غرار هذا المثل الشعبى الشهير، اتجه حاتم إلى الدكتور أبو داود الذي يمارس تحضير الأرواح والتنويم المغناطيسى، لعله يجد طريقة ما تنجده هو وزميلاه من لعنة عدنان الفلكى، فقد هلك تسعة صحفيين حتى الآن ولم يبق سوى ثلاثة.

حظك اليوم أحمد خالد توفيق
قال له أبو داود: "من ناحية الأبراج أنا لا أثق بها، واعتقد أن عدنان سخر الشياطين للظفر بكم لتنفيذ انتقامه، ولكن هذا مستحيل من دون أن يكون عنده شيء من آثاركم.. شعرة.. منديل.. الخ"، ليرد عليه حاتم: "هو لم يلتق بنا قط".

أكد أبو داو د- الدجال - له أن الأمر يتجاوز فهمه، وما عليه إلا أن يبتعد عن أي ميزان يقابله، طالما أن رسالة الانتقام « برجك سينتقم لي » التي أرسها عدنان قبل انتحاره لهم هي إنذار الموت - ولكن اللعنة ليست بهذه البساطة فكل من هلكوا حسبوا الأمر سهلا.

حظك اليوم أحمد خالد توفيق | "هانسن".. مواجهة دامية لبرج الأسد

غادر حاتم مكتب الدجال مطأطأ الرأس فلم يحصل منه على شيء مفيد، ميقنا أن عليه أن يحمى نفسه بنفسه.. عاد إلى بيته وجلس خلف مكتبه الصغير وراح يدون احتمالات طريقة موته: 1- لا تقف فوق أي ميزان، 2- لا تستعمل ميزان الحرارة.. قد يتهشم في فمك وتبلع الزئبق، 3- لا تتشاجر مع بائع في السوق فربما يقذفك بالميزان، 4- ابتعد عن الورشة التي تجد فيها ميزان عجلات، 5- ابتعد عن المحاكم..الميزان الذي يحمله تمثال العدالة معصوب العينين قد يسقط فوقك أنت بالذات..

أرهق حاتم عقله في سرد الاحتمالات، بعد أن نضب خياله، فاللعنة تحتاج خيال خصب.

حظك اليوم أحمد خالد توفيق | "المعارضة " قشة الرحيل لبرج الميزان
حاتم من برج الميزان الذي ينتمى له غاندى وبريجيت باردو وأيزنهاور، محرر الأخبار السياسية بالمجلة وممن يطلقون عليهم "مثقفو وسط البلد".. كان على موعد الليلة مع ندوة خارقة للعادة كما وصفتها له صديقته الثائره نجوى.

سرادق مقام في شارع ضيق خلف ميدان التحرير، لتجمع شبابى اسمه (رابطة الشباب المصرى الليبرالى) ينظمون أولى ندواتهم الجماهيرية، دخل حاتم السرادق وأخرج جهاز التسجيل وكاميرته الرقمية من حقيبته ليسجل ويلتقط الصور، بعد أن ألقى أحد الشباب قصيدة مرعبة تهاجم الحكومة.

حظك اليوم أحمد خالد توفيق | " الجنون ".. فخ منصوب لبرج الجدى

لافت انتباه حاتم تلك اللافتة الخشبية المتدلية في مقدمة السرادق ومكتوب عليها باللغة الإنجليزية: «League of Libral Egyption Youth» فخطر له أن من كتب تلك اللافتة أحمق لأن لفظ Libral ينقصها حرف الـ E.. انتهت القصيدة وعلا التصفيق، ليبدأ الصدام مع عساكر الأمن المركزى الذي كانوا يطوقون السرادق.. تعالت الصيحات وبدأ الجميع يلوذ بالفرار بعدما مزق العساكر السرادق وتساقطت الأوتاد الخشبية وسادت حالة من الفوضى، نظر حاتم إلى اللافتة التي لم يبق منها سوى كلمة libral فوجدتها تحطمت وهى تهوى فوق رأسه لتهشمه.. ففهم أن رسالة «برجك سينتقم لي» تتحقق بعدما تذكر أن libral معناها الميزان.
الجريدة الرسمية