فنان الغلابة.. سعد المصري يرسم البهجة على وجوه المصطافين بالإسكندرية (فيديو)

ورقة بيضاء وقلم رصاص وحقيبة الألوان، يجلس سعد الدين المصرى صاحب البشرة السمراء، على رصيف كورنيش البحر في الإسكندرية ومن خلفه تتطلام الأمواج، يتأمل في ملامح الأشخاص من يجلس بجواره لينقش تلك الملامح على ورقة بأنامله الذهبية.

سعد الدين الفنان التشكيلى صاحب 50 عاما الذي يبدأ يومه في الصباح الباكر، حامله أدواته الفنية، ليجلس على كورنيش البحر، وبالتحديد بالقرب من ميدان سعد زغلول، ليبدع في رسم الأشخاص بمختلف أعمارهم، ليخرج لهم صورة طبق الأصل، ويدخل البهجة على قلوبهم، يقول إن موهبته مع الرسم بدأت من خلال رسم زملائه خلال تواجدهم معه إلا أنه لم يستكمل تعليمه، وأخذ في البحث عن فرصة للعمل، لمساعدة أسرته والإنفاق عليهم، ومن ثم قرر الاعتماد على نفسه في التوجه لخوض رحلة جديدة له، في العمل كبائع للمقتنيات الفرعونية وأوراق البردى، بشرم الشيخ وقضاء ما يقرب من ١٧ عاما من من أجل لقمة العيش.

وأضاف أنه تنقل بين أسوان وشرم الشيخ "أفضل الجلوس أمام شواطئ البحر لإخراج الإبداع الفنى"، للعمل ورسم الأشخاص من الوفود الأجنبية التي تزور البلاد للتعرف على حضارة المصريين.

وأكد أن بعد رحلة كبيرة في المحافظات استقر في عروس البحر المتوسط الإسكندرية، منذ عام ونصف العام للاستمتاع بمشاهدة معالمها السياحية بجانب ممارسة الهواية المفضلة في رسم الأشخاص، قائلا: "الفن دى موهبة منحها الله لنا".

وأشار إلى أن بدايته مع ممارسة هوايته كانت تصميم لوحة للفنان الراحل عبد الحليم حافظ، موضحا أن فن الرسم تغير كثيرا، وكان في بدايته مع استخدام الحنة والبيجن للنقش والرسم على الذراع، إلى استخدام الألوان المختلفة لرسم اللوائح الفنية، مؤكدا أنه خلال أوقات فراغه يحرص على رسم بعض اللوائح الفنية للفنانين منها أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش، بالإضافة إلى التأمل في رسم المعالم السياحية في الإسكندرية ومنها قلعة قايتباى وعامود السوارى وشواطئ البحر والمناطق التاريخية في المدينة.

وأشار إلى، أن رسم صور الأشخاص يبدأ من 40 جنيها أبيض وأسود، وبالألوان 60 جنيها، قائلا: "مقدرش افرق بين الناس لا غنى وفقير، ويطلقون على فنان الغلابة".

وقال: "أهل الإسكندرية يقدرون الفن"، موضحا أنه يحرص على رسم جميع الأشخاص لإدخال البهجة والسرور على قلوبهم دون النظر إلى المقابل الذي يحصل عليه.