رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مصطفى أمين يكتب: سلم المجد الفني

الكاتب الصحفى مصطفى
الكاتب الصحفى مصطفى أمين

في جريدة الأخبار عام 1977 كتب الكاتب الصحفى مصطفى أمين مقالا قال فيه:

الحياة الفنية المصرية أجدبت منذ تدخلت الحكومة فيها، ومنذ أصبح الفنان يحال إلى المعاش بقرار.


إن الاعتماد على قرارات وتوصيات وأشخاص لا يمكن أن تخلق فنانا وبها تصاب الحياة الفنية بالعقم والتوقف عن فرز فنانون على مستوى عال.

أول خطوة لبناء المجد الفنى هو فتح الطريق أمام الشباب، وما يدعو إلى الدهشة هو اختفاء بعض البرامج التي كانت تقدم الزهرات التي تتفتح ويكون ثمرها مفيدا للحقل الفنى.

لقد قدم بابا شارو العديد من هذه الزهرات والتي أصبح البعض منها كواكب، إلى جانب أنه كان هناك بعض مخرجى السينما الذين يبحثون عن الوجوه والكفاءات الجديدة التي كانوا يبحثون عنها في كل مكان من الأماكن العامة.

فمثلا اكتشف المخرج محمد كريم فاتن حمامة وهى طفلة في فيلم يوم سعيد وجعل منها سيدة الشاشة العربية وحلمى رفلة اكتشف شادية وأصبحت مطربة كبيرة أسعدت الملايين بفنها سواء في التمثيل أو في الغناء.

نحن الآن في أمس الحاجة إلى مكتشفى المواهب، هؤلاء وهم بدورهم عليهم أن يجوبوا القطر بحثا عن تلك المواهب التي تصلح للغناء أو الموسيقى أو التمثيل، فقد يجد أحدهم فلاحة صغيرة في الحقل تغنى وتكون هي أم كلثوم الجديدة من خلال التمرين المستمر والتعليم، وأن يكون لها أستاذ يهتم بأمرها ويصقل موهبتها.

بهذه الطريقة نستطيع أن نجد الكفاءات التي تتناقص يوما بعد يوم.. أما أن نظل قابعين في القاهرة ولننتظر الكواكب الذين يأتون إلينا وهم يركبون الطائرات فهذا مستحيل.

لو أعطينا الفرصة الأكيدة للشباب فإنهم سيكونون خير عون لنا بعد أن نتعهد المواهب منهم بالصقل والمران.

أن الجيل الجديد أصبح يريد أن يصل إلى ما وصل إليه عبد الحليم وأم كلثوم دون أن يمشى الخطوات التي خطاها عبد الحليم وام كلثوم.

المجد الفنى ليس اسانسير يركبه الناس فيصعد بهم، إنما توجد سلالم ولابد أن يصعد الفنان السلمة الأولى ثم الثانية فالثالثة والمائة والألف. السلم هو باب النجاح.

ومن الممكن على أي فنان أن يصبح مثل عبد الحليم لو أعطى حياته للفن، ولو جدد، وطور ولم يقلد أحدا.

فلو قلد عبد الحليم عبد الوهاب ما كان قد نجح أبدا لأن عبد الحليم شخصية مختلفة عن عبد الوهاب، ونفس الحال لو قلد فريد الأطرش.

إن كل فنان مقلد لا يصل أبدا إلى مكانة ما يقلده من الفنانين، ولكى ينشأ عندنا أم كلثوم جديدة وعلى أمين جديد وفريد الأطرش جديد والعقاد جديد.

وفى النهاية لا يمكن أن يصل أي إنسان إلى ما يبغيه ويريد تحقيقه وهو قابع في مكانه فقط.
Advertisements
الجريدة الرسمية