رئيس التحرير
عصام كامل

"خطوة مع اللاجئين".. حملة للتضامن مع الباحثين عن الأمان

فيتو

احتفالا باليوم العالمي للاجئين أطلقت المفوضية العليا للاجئين حملة لاحتساب الخطوات التي يقطعها المشاركون مشيا أو جريا وتسجيل هذه المسافات. الهدف هو التذكير بالمسافات التي يُجبر اللاجئون على قطعها للوصول إلى بر الأمان.كل خطوة مهمة!".. هذا ما كتبته المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة للاجئين على موقعها "StepwithRefugees.org".

قد يبدو الأمر متناقضًا وغريبًا لأول وهلة. في البلدان المتقدمة، يقوم مواطنو تلك الدول بممارسة رياضة الجري أو ركوب الدراجات أو المشي، وهم خلال ذلك يحملون هاتفا ذكيا أو ساعة ذكية تساعدهم على معرفة المسافة التي يقطعونها، ويسجلون تلك المسافات على تطبيقات مثل Strava. لكن تسجيل الخطوات من قبل المشاركين في الحملة التي أطلقتها المفوضية العليا لشئون اللاجئين، هو لإظهار تضامنهم مع أشخاص مثل إيفا.

يبلغ عمر إيفا تسعة أعوام فقط، وخلال 12 يومًا سارت نحو 409 كيلومترات للوصول إلى مخيم للاجئين في إثيوبيا قادمة من مسقط رأسها بجنوب السودان. قُتل والد إيفا وأمها وأخوها.

قامت الطفلة بتلك الرحلة وحدها إذ توجب عليها الفرار لأن قوات مسلحة هاجمت القرية التي تعيش فيها. بعد ستة أيام من المشي، وصلت إلى قرية بالقرب من الحدود الإثيوبية وساعدتها امرأة في الحصول على بعض المال والأحذية والملابس، ما ساعدها على عبور الحدود والاستمرار في المشي حتى وصلت إلى مركز عبور "ترغول".

هناك، قدمت لها مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين طعامًا ووسادة للنوم ومأوى، وماء وعبوة مياه معدنية. بعد خمسة أيام تم نقل إيفا والآلاف من الأطفال الآخرين الذين وصلوا إلى إثيوبيا بمفردهم إلى مخيم نوغينيل للاجئين بالحافلة. هناك حصلوا على الطعام والمأوى والمياه كما حصلوا على الرعاية الطبية من مفوضية اللاجئين.

مجبرون على الهروب
"كانت هناك غارات جوية وجثث في كل مكان من حولنا.. لم أكن أريد أن ينتهي الأمر بأطفالي بهذه الطريقة".. كانت هذه هي كلمات زينب لممثلي مفوضية اللاجئين بعد فرارها من سوريا إلى الأردن. غادرت زينب سوريا في منتصف فصل الشتاء، حاملة معها أقل القليل من الزاد والملابس ما يعني أنها تركت خلفها أشياء مهمة مثل البطانيات. كانت العائلة تحمل معها قطعتي ملابس إضافيتين لكل طفل. بعد ثلاثة أيام، قطعت الأسرة 144 كيلومترًا مشيًا على الأقدام ووصلت إلى الأردن. بعد ذلك تم نقلهم إلى مخيم الزعتري حيث أقيمت ملاجئ مؤقتة تحت سماء الصحراء الشاسعة. تحصل زينب وزوجها وأطفالهما الآن على مساعدة نقدية في فصل الشتاء من المفوضية لمساعدتهم على اجتياز شهور البرد ومواجهة البرد القارس.

سارت "ألين نيسا" - من ميانمار- نحو 102 كيلومتر في 10 أيام وهي تحمل أطفالها بينما كان زوجها يحمل والدته التي لم تكن قادرة على المشي.

وقالت ألين لمفوضية اللاجئين: "لقد كانت رحلة مروعة، كان علينا عبور الأدغال وتسلق التلال المرتفعة". أجبرت ألين وعائلتها على الفرار من قريتهم عندما وصل رجال مسلحون "اختطفوا أشخاصًا وطلبوا مالًا وطعامًا". لم يكن لديهم سوى الملابس التي يرتدونها، بحسب ما ورد في القصة المصورة التي نشرها موقع المفوضية على شبكة الإنترنت.

مخيمات مؤقتة
تمتد صفوف طويلة من الأشخاص في مسارات ضيقة بين حقول الأرز والأراضي المغمورة بالمياه. اضطرت ألين لعبور الجبال والأنهار، والخوض في المياه للوصول إلى بر الأمان. على طول الطريق، منحهم البعض ما يكفي من الطعام الجاف للبقاء على قيد الحياة لكنهم "في بعض الأحيان لم يتناولوا أي طعام لفترات طويلة"، كما توضح المفوضية.

وفي اليوم الثامن وصلوا إلى موقع كوتوبالونج، وهو مخيم مؤقت للاجئين في بنغلاديش. في هذا المكان تمتد الأكواخ والملاجئ المؤقتة على مساحة واسعة. تم بناء العديد من الملاجئ باستخدام الأغطية البلاستيكية والخيزران التي تقدمها المفوضية. فور الوصول، تتلقى الأسر مجموعة أدوات للطبخ وبجانب وسائد للنوم وبطانيات.

ويقطع موظفو المفوضية -مثل بيلار- مسافات شاسعة، حيث يرافق هو وزملاؤه على طول الطريق الفئات الأكثر ضعفًا من المهاجرين واللاجئين، مرافقين إياهم إلى وجهاتهم، ويزورون كل أسرة للتأكد من أنهم مرتاحون قدر الإمكان في مخيمات اللاجئين الضخمة.

تقول بيلار: "قطعنا مسافات طويلة رافقنا فيها عائلات كانت تقيم مؤقتًا في المدارس في المخيم القديم، إلى المخيم الجديد "، مضيفة: "كان الكثير من اللاجئين معرضون للخطر وبشكل خاص كبار السن والحوامل. مشينا عبر مسارات ضيقة، صعودًا وهبوطًا عبر المنحدرات وعبر جسور الخيزران. كان هناك عدد قليلٌ جدًا من الأشجار فلم نجد أي مكان نحتمي فيه من الشمس".

شارك في التحدي
ويتمثل جزء من عمل بيلار في زيارة كل الأسر التي وصلت حديثًا إلى المخيم، وتقييم ظروف المأوى الخاصة بهم ومنحهم بعض الأدوات التي قد تساعد في تسهيل حياتهم بخلاف ما لديهم بالفعل. تعمل بيلار وزملاؤها ليلًا ونهارًا "خاصة وأن الاحتياجات هائلة كما أن لاجئين جدد يصلون كل يوم". في ستة أيام، غطت بيلار 96 كيلومترًا سيرًا على الأقدام كجزء من وظيفتها.

وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين إن "المبادرة تدور حول تكريم الجهود الاستثنائية التي تبذلها العائلات من أجل البقاء. نجتمع معًا لتكريم صمودهم وعزمهم على الحفاظ على أمان أسرهم". وخلال الأشهر الـ 12 المقبلة، تعتزم المفوضية تشجيع المزيد من الناس لخوض التحدي قاطعين مسافة تصل إلى ملياري كيلومتر.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين، فإن معظم الفارين من بلادهم يلجئون إلى البلد المجاور أو يقيمون داخل حدود المنطقة التي ولدوا فيها، فيما يستقر 1 في المائة منهم فقط في بلدان أبعد. "تستضيف تركيا أكبر عدد من اللاجئين، تليها باكستان وأوغندا ولبنان." وتأمل المنظمة أن تسهم المبادرة أيضًا "في بناء فهم أفضل لطبيعة حياة وظروف اللاجئين بالإضافة إلى جمع الأموال لحمايتهم ومساعدتهم على إعادة بناء حياتهم".

إذا كنت ترغب في الانضمام إلى الحملة، يمكنك الاشتراك في هذا الموقع والنقر فوق وصلة "الانضمام إلى الحركة"، وللمشاركة يمكنك التقاط صورة سيلفي، كما يمكنك المشاركة مع أصدقائك وتحديهم للانضمام أيضًا.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية