رئيس التحرير
عصام كامل

فتحى غانم يكتب: كيف تحقق مطالبك الاقتصادية

فتحى غانم
فتحى غانم

في مجلة صباح الخير عام 1964 كتب الصحفي فتحي غانم مقالا قال فيه:
إذا كانت لك مطالب اقتصادية من أي نوع فطريقها الاشتراكي هو طريقة ممارسة سلطتك السياسية.


وإذا فشلت في تحقيق مطالبك الاقتصادية العادلة فذلك لأنك فشلت في ممارسة سلطتك السياسية، ونجاحك في تحقيق مطالبك بطريق آخر غير السلطة السياسية هو نجاح مؤقت ومحدود وليس نجاحا شاملا للشعب كله.

هذه الاتهامات السياسية التي يوجهها البعض إلى زملائهم في مجالات العمل المختلفة ويقومون بتوزيعها على كل من هب ودب.. ماذا يكون موقفنا منهم، وأعني بالتحديد الذين يعلنون في حماس أن فلانا رجعيا وفلانا ضد الاشتراكية وأن فلانا مخربا..إلى آخر الاتهامات السياسية.

وقد لاحظت أن ظاهرة توجيه الاتهامات تنتشر عندما يثور خلاف حول مطالب اقتصادية معينة، مثلا أن يطلب عامل علاوة أو مكافأة فترفض الإدارة، عندئذ تتحول الإدارة إلى جهاز رجعي، أيضا التلكؤ في تنفيذ المطالب هو عدو الاشتراكية.

الذي أريد أن أوضحه هو إقحام الاشتراكية وتوريطها في مثل هذه المواقف، وعدم حصول الموظف على المكافأة لا يمس الاشتراكية في شيء.. بل إن هناك عمالا في دول رأسمالية يحصلون على مكافآت، فهل معنى هذا أن هذه الدولة الرأسمالية تحولت إلى الاشتراكية؟

إن المطالب الاقتصادية موجودة في كل مجتمع، وتحقيق هذه المطالب أمر ضروري، لكننا يجب أن نفرق بين المطلب الاقتصادي والعمل السياسي.

إن الاشتراكي الحقيقي الذي يريد أن يساهم في بناء الاشتراكية بصدق ينظر إلى ما هو أبعد من مطالب عمال في مؤسسة أو نقابة، إنه يحترم هذه المطالب ويعمل على تحقيق العادل منها.

إنه يفرق بين الناس عندما يبدأ توجيه الاتهامات إليهم فيقول هذا رجعي، وهذا مخرب..وهو يعلم أن هذه الاتهامات ليست في محلها.

هو يعلم أن المطلب السياسي الديمقراطي للاشتراكية هو أن يمارس الشعب سلطاته السياسية.

لذلك إذا كانت لك مطالب اقتصادية فطريق تحقيقها هو ممارسة سلطتك السياسية والعمل على تأكيد حقك في ممارسة هذه السلطة بأن تكون مالكا تدير أمور نفسك بنفسك.

التخطيط العلمي والإنتاج وتوزيع الدخل في الدول كلها صور يتدارسها الشعب من خلال تنظيماتها لتقرر مصيره، أما التكتل في شكل فئات وهيئات لتحقيق نجاحات محدودة كهيئة أو فئة فهذا ليس له دخل بالاشتراكية.
الجريدة الرسمية