الخديو عباس يرفض رقابة الحكومة على الجمعيات الزراعية

أعددت الرحلة أعدادا ضخمة ووضعت لها برنامجا حافلا بالاستقبالات والمظاهرات في كثير من المدن التي مر بها الخديو.
وكان قد تقرر أن يتناوب النظار ـــ أي الوزراء ــــ ورئيسهم مرافقة الخديو، وقسمت الرحلة إلى مناطق وكان من نصيبى أن أكون في معيته من إيتاى البارود إلى الإسكندرية وكنت وقتئذ مقربا إليه ويحوز على ثقته كاملا.

وحدث قبل الرحلة أن عرض مشروع الجمعيات التعاونية الزراعية على الجمعية التشريعية، وكان فريق من النواب وعلى رأسهم سعد زغلول باشا معارضين لهذا المشروع.

كانت وجهة الخلاف في تقرير رقابة الحكومة على الجمعيات الزراعية، حضرت المناقشة وتقدمت بتقديم وجهة نظر الحكومة في وجوب رقابتها على هذه الجمعيات كما هو الشأن في البلاد الأخرى.

استطعت أن أفوز بموافقة الأغلبية، وكنت أعتقد أن ذلك عظيم الفائدة وللمصلحة العامة، وعند مقابلتى للخديو وبينما أنا أبشره بقدرتى على إقناع الأغلبية والانتصار على رأى المعارضين لهذا المشروع..وإذا به يعنفنى ويقول لى:
ألا تعلم ماذا سيكون رد فعل المعارضة في هذا الموضوع؟ خاصة وأن سعد زغلول على رأسها، وطلب إعادة عرض مشروع القانون على مجلس النواب مرة ثانية لعرقلة صدور هذا القانون.