رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

تحدي الإصلاح الاقتصادي وكيفية التغلب عليه


أعترف أنني كنت مقصرا حين قرأت تجارب الإصلاح الإقتصادي التي سبقتنا، وكانت رؤيتي محدودة بوجهة نظر المؤرخين حين تناولوا أثر الإصلاح على تخفيض عجز الموازنة وعلى علاج الخلل الهيكلي بها، والتأثير على معدلات التضخم ومستويات المعيشة والاحتياطي ومعدلات أسعار الفائدة، دون أن أبحث عن أثر حالة المواطن معنويا واستقراره النفسي بتفهم وقبول تحديات سياسة الإصلاح، والإيمان بالنتائج وهو العنصر الحاكم في تحقيق أي تقدم.


لا شك أن الضغوط تزداد بعد تخفيض الدعم وهو ما يعني ارتفاع الأسعار وبالتالي لا بدّ أن ندرس ذلك جيدا لخلق الطمأنينة وبث الأمل والإعلان الدوري عما يتحقق على أرض الواقع والعائد المتوقع منه، هذا من جهة ومن جهة أخرى بوضع الحلول ومساعدة المواطن في فتح أبواب الرزق له.

إن المعاملات بين الناس تغيرت إلى مستويات عالية من الحذر فيما بينهم، وقد أوشك المواطن على الانعزال خوفا من المجهول وقابلا لأن يثار سريعا في أمور لا تستحق، بل تكون ردود أفعاله أكبر من المتوقعة، وعلى ذلك فإن أمورًا كثيرة تغيرت خلال السنوات الماضية إلى وضع التأهب للهجوم على الآخر دون داعٍ يذكر.

فما كان في الماضي من دخول لم تعد بالقيمة الحقيقية لها وانخفض مستوى الإشباع الفردي.

ما هو الطريق؟

أساس الإصلاح الاقتصادي هو عمل الفرد وكلما زادت مؤشرات العمل ازدهر مستوى المعيشة. فنحن كوننا شعبا.. نحن العنصر الحاكم في ضبط مستوى معيشتنا، ونحن في الواقع من نقرر مستقبلنا ورؤيتنا والسوق يسعنا جميعا لإنتاج ما نحتاجه من سلع وخدمات.

ما يمنعنا إذن؟

يمنعنا أن لدى البعض سلبيات لا بدّ من التغلب عليها ومنها:
١- أن لدينا خوفا من المشاركة في أي كيان حتى داخل الأسرة الواحدة ونريد أن نعمل وحدنا.

٢- ليس لدينا فكر العمل الحر إنما نريد أن نعمل بمرتب ثابت ويا حبّذا لو كان عملا حكوميا.

٣- اكتفاؤنا بمستوى التعليم للمؤهل وعدم استمرارية التعلم بما يوائم التقدم والتدريب عليه، مما يجعلنا غير لائقين للقيام بالأعمال التي تعتمد على الفكر، إنما نفضل ما يعتمد على القوة البدنية، ولا شك أن الأجر في المجهود البدنى ينخفض عن الأجر في المجهود الذهني أو الحِرفي.

يمكننا أن نقوم بتغيير مسار تلك الضغوط إلى اتجاه إيجابي بالتعلم أولا، واستمرار التدريب وإدارة العمل الحر وقبول ثقافة المشاركة.

يمكننا أن نستثمر الموارد البشرية المصرية المعطلة في صنع المعجزات، وما ينقصنا هو تغيير ثقافة شعب من انتظار الوظائف إلى خلق الوظائف وريادة الأعمال.
Advertisements
الجريدة الرسمية