رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدني يكتب: منتخب تحت التكوين


في مجلة صباح الخير عام 1966 كتب الصحفى الساخر محمود السعدنى مقالا كرويا قال فيه:

"لماذا اختار الشريعى فريق الزمالك لكى يلعب ضد منتخب الأقاليم؟ ولماذا اختار فريق الأهلي مجردا من طه إسماعيل وميمى الشربينى ورفعت الفناجيلى وحسن جبر ليلعب ضد منتخب القاهرة..أي منتخب، منتخب مصر أم منتخب الشريعى؟


وأنا أقول وأعيد أن منتخب مصر شيء وهذا المنتخب الذي رأيناه شيء آخر، وأنه سيغلب ليس أمام بلغاريا ولكن أمام بلقاس أو أمام بلبيس، وهو منتخب ولا حاجة، لأن المنتخب يكون بالانتخاب والناس لا تنتخب إلا الأحسن.

لكن هذا الفريق مفروض علينا وعلى الناس وبفرمان من الصدر الأعظم يوسف الشريعى والى الكورة في مصر.

وأنا أقول لماذا الشريعى بالذات وقد أثبت فشله في كل مرة، لماذا لا يكون حسين مدكور أو على زيوار أو محمد الجندى أو حتى حسن حلمى بشرط أن يترك الزمالك ويتفرغ لمنتخب مصر.

وأنا لو مكان الشريعى بعد وكسة كمبالا لتركت الكورة، وبما أنه لم يتركها فلا بد أن يجبر على ذلك لعل وعسى أن نغلب أحدا في قادم الماتشات.

لقد كانت مباراة الزمالك والمنتخب مسخرة ما بعدها مسخرة، وقف عز الدين يعقوب يتفرج على دفاع الزمالك، وبدوى عبد الفتاح انتابته موجة قرف شديدة فلم يلعب ولم يتملعب، وشحتة راح يجرى كما الحصان الرهوان.. لكن بلا فايدة ولا عايدة، والشاذلى وقف حزين يبكى على الأطلال، وحارس المرمى ضياء كأنه ماسك ذيل قطة.. كل كورة ساقطة من يده.

وعيال الزمالك الغلبانين التعبانين استفردوا بمنتخب مصر وهاصوا في الملعب وكأنهم منتخب أوغندا، ولو هناك شوية حظ لسجلوا عشرة أهداف.

وها هو الأهلي الحزين المريض يستأسد أمام المنتخب وهو الذي يبدو كالقطة حتى أمام السويس.. رغم أنه كان مهدود الحيل لغياب الفناجيلى والشربينى وجبر إلا أنه لعب أحسن من المنتخب وسجل هدفا مرسوما بينما سجل المنتخب هدفا عشوائيا من شوطة خبطها الشاذلى في سقف الشبكة.

حتى الولد زقلط أصبح بطلا، وحتى صالح سليم المعتدل والمعتذر أصبح لعيبا له شأن، وده كله ليه لأن المنتخب فاضى وعامل قاضى، وكله أسماء كان يجب إحالتهم إلى المعاش ومنحه سراكى في الضمان الاجتماعى.

المنتخب لم يعد للذين يلعبون بل للذين يشتهرون فهل أدلكم ياسادة على ناس مشهورين أكثر ليستعين بهم الشريعى في قادم المنتخبات.. عبد الحليم حافظ مشهور جدا يا سادة والشيخ عبد الباسط عبد الصمد أيضا والمطرب محمد طه هو اشهر فنان في مصر.. وما دامت المسألة مسألة شهرة وصيت ولا الغنى فما الذي يمنع من الاستعانة بهؤلاء خصوصا إذا كان اللعب ضد فرقة مشتركة في كأس العالم.

يا اتحاد الكرة أرجو أن تبلغوا الاتحاد الدولى أن المباراة القادمة ستكون في بلغاريا وفريق منتخب الشريعى أما منتخب مصر فلا يزال تحت التكوين.
الجريدة الرسمية