د. أميرة حسيني تكتب: إنشاء هيئة للتكنولوجيا الطبية سحب لاختصاص "العلميين"

حرب مهنية جديدة تدور رحاها داخل أروقة البرلمان؛ إثر تقديم مشروع قانون بإنشاء الهيئة العليا للدواء والتكنولوجيا الطبية، وحتى الآن لم تُمثَّل نقابة المهن العلمية، ولم يؤخذ برأيها في مشروع القانون كنقابة مهنية صاحبة اختصاص، سيما وأن لجنة الصحة قد استمعت لرأي نقابة البيطريين والزراعيين والصيادلة، ولم تنقل وجهة نظر العلميين داخل للجنة.. والحقيقة أن ذلك يعد من المطاعن الدستورية التي ستشوب هذا القانون بالعوار إذا ما رأى النور، لأنه لم يعرض للحوار المجتمعي، ولم يمثل فيه أصحاب القضية والاختصاص.

أول ما يلفت النظر هو استناد المشروع المقدم إلى 31 قانون و3 قرارات من وزارة الصحة، وإغفال قانون نقابة المهن العلمية 80 لسنة 69 والمعدل بالقانون 120 لسنة 83؛ ذلك أن أحد أهم أهداف الدولة لإنشاء نقابة المهن العلمية هو متابعة تطور التكنولوجيا بالعالم، وإدخالها للبلاد لزيادة التنمية الاقتصادية (مادة 3 بند6).. أيضًا تنظيم المهن العلمية وتشجيع تطبيقات البحث العلمي (مادة 3 بند 7).
وقد خص الدستور المصري نقابة المهن العلمية - دون غيرها - بالتمثيل الدستوري لمهن العلوم والتكنولوجيا، وأن يؤخذ برأيها في مشروعات القوانين المتعلقة بها طبقًا للمادة 77 من الدستور.
ونقابة المهن العلمية هي النقابة المهنية التي تمنح تراخيص مزاولة المهنة للكيميائيين والبيولوجيين والفيزيائيين والتكنولوجيين العاملين بمهن العلوم والتكنولوجيا.
من هنا فإن قصر التراخيص على هيئة التكنولوجيا الحيوية وحدها، واعتبارها الجهة الرقابية الوحيدة المانحة للتراخيص والتطوير والإشراف والتقييم والإدارة على جميع المنتجات والالآت والمعدات التكنولوجية، سواء الكيميائية أو البيولوجية أو الفيزيائية أو منتجات الهندسة الوراثية، دون الحصول على شهادة قيد من النقابة لمزاولة مهن العلوم والتكنولوجيا يمثل سحب اختصاص ووثوبًا على مقدرات العلميين العاملين بهذه المجالات الحيوية بالدولة.

ولقد منح المشرع لنقابة لمجلس نقابة المهن العلمية تحديد العلوم التخصصية التي تتبع شعب النقابة المختلفة طبقًا للقانون، وقد حدد مجلس النقابة في قراره بتاريخ 15 / 12 / 2018 التخصصات العلمية التابعة لشعبة العلوم الطبية التطبيقية، وهي: البيولوجيا الجزيئية والطبية – تداول وتحليل المستحضرات الغذائية – تحليل وتصنيع الأدوية والكيماويات الدوائية – الفيزياء الطبية والإشعاعية – علوم النباتات الطبية – علوم الأجهزة الطبية والحيوية – علوم الكيمياء الحيوية والطبية – علوم الميكروبيولوجي والمناعة.
وبرغم جميع هذه الاستحقاقات القانونية والدستورية لم تستمع لجنة الصحة للآن لرأي نقابة المهن العلمية.

--------------------------------------------------
( * ) ممثل شعبة العلوم الطبية بنقابة المهن العلمية، وعضو مجلس النقابة العامة