رئيس التحرير
عصام كامل

استياء بين أهالي الفيوم بسبب اختفاء ألعاب المرماح


قضى التطور العلمي والتقدم التكنولوجي، على فرحة العيد في قرى مصر، وخاصة في الفيوم بالقرى التي كانت تنعم بطقوس للاحتفالات بأيام العيد، تملؤها البهجة والسعادة، رغم أنها طقوس وألعاب بدائية إلا أنها كانت تجمع كل أطفال القرية في وقت واحد، فيعطيك إحساسا بالوحدة والترابط بين كل أهل القرية، وتحقيقا للمثل القروي القائل( البلد كلها شبكة واحدة).

المرماح
المرماح كان المظهر الأهم في الاحتفالات بالعيد في كل قرى الفيوم خاصة تلك التي تثع مقابرها خارج الكتلة السكنية، وهو عبارة عن مساحة واسعة من الأرض الفضاء أو الأرض الصحراوي المستوية، تتخذ كملعب أو مضمار للسباق، ولكنه سباق مختلف هذه المرة، فهو سباق للحمير، كل طفل أو شاب يركب حماره أو حمار جاره ويذهب به إلى المرماح ليتجمع كل شباب القرية في وقت واحد عقب صلاة العيد مباشرة، ويتخذون من مجموعة من المشاهدين وهم من رجال القرية وكبار السن، طاقما للتحكيم، وينطلق السباق ذهابا وعودة، ويكرر طوال اليوم بين مجموعات مختلفة من المتسابقين.

اختفاء سباق الحمير
يقول سعد سيد من أهالي مركز الفيوم: كنا صغارا ننتظر العيد بلهفة للاستمتاع بسباق الحمير بالقرب من مقابر القرية في الظهير الصحراوي، وكان العيد بالنسبة لأهل قريتي هو اجتماع كل شباب العائلات في مكان واحد لا فرق بين غنيهم ولا فقيرهم فكلنا نمتطي الحمير ونتسابق ونجري ونلهو في وقت واحد، الآن قضي على الاستمتاع بالعيد للشباب والأطفال، الألعاب الإلكترونية، فقد انتشر في قريتي وكل القري صالات البلايستيشن وغيرها من ألعاب الكمبيوتر، بالإضافة إلى انتشار صالات البلياردو التي غزت القرى رغم أنها كانت مصنفة في زماننا ضمن ألعاب الكبار.

ويؤكد سعد، أنه منذ انتشار الألعاب الإلكترونية بين شباب القري، وقد انتشرت حوادث الانتحار والتناحر بين الشباب، لأن معظمها يعلمهم العنف، أما الألعاب البدائية، فقد دائما تحث على تنمية العزيمة والقوة والشجاعة وبث روح الفروسية لدى الأطفال والشباب.

ألعاب بدائية اندثرت من الوجود.
يقول أيمن عامر من أهالي مركز الفيوم: إن كثيرا من الألعاب البدائية التي كانت تحث على الشجاعة والإقدام لدى الشباب اختفت من الوجود واختفت معها صفات كثيرة كالشهامة والعطاء ومساعدة الآخر.

ويؤكد عامر، أن مثل هذه الألعاب لن تعود مرة أخرى إلى الوجود ليس لأنها لا تجاري العصر، ولكن لأنها كانت تعتمد أيضا على اللعب وسط الشارع وهذا مستحيل أن يحدث بسبب زحام الشوارع وانتشار القمامة في كل مكان.

ويشير إلى أن الألعاب التي كانت تنتشر في كل القري واختفت هي شكو وكانت تلعب بكرة تشبه كرة القدم الشراب لكنها أصغر في الحجم ويستخدم لها " ميس" قطعة من الحجر يلعب أحد الفرق من جوارها، ويتكون الفريق من عدد فردي ( واحد – أو اثنان – أو ثلاث.. الخ) والفريق الفائز هو الذي يتمكن من الوصول إلى آخر أشواط اللعبة.

وهناك أيضا لعبة " غطي رأسك" وهي لعبة تتكون من فريقين متساويين في العدد وتشبه لعبة " الاستغماية" لكن هذه المرة الفريق المختفي ينصب كمينا للفريق الآخر ليشتبك معه بمجموعة من حركات الدفاع عن النفس، والفريق الفائز هو الذي يصل قبل الآخر لنقطة البداية.

وطالب أهالي الفيوم من المتخصصين في الألعاب الإلكترونية في المحروسة، أن يصمموا مجموعة من الألعاب التي تحث على الوحدة والترابط بين الشباب تكون بديلة للألعاب البداية المندثرة، وتعويضا عن الألعاب الإلكترونية المستوردة التي تبث روح العدوان وتنمي العنف في نفوس الشباب.
الجريدة الرسمية