رئيس التحرير
عصام كامل

هل انتهى زمن الدراما الدينية والتاريخية في مصر؟.. غياب «قطاع الإنتاج» و«صوت القاهرة».. واللعب على المضمون أبرز الأسباب.. «فاضل»: الدراما الجيدة مثل التعليم.. و«الشنا



بدأ عدد المسلسلات الدينية يتقلص تدريجيًا، حتى تلاشت تمامًا، وها نحن في رمضان 2019، وخريطة الدراما الرمضانية خالية من أي مسلسل ديني أو تاريخى وهو الأمر الذي يطرح تساؤلا مهما، وهو هل انتهى زمن الدراما الدينية والتاريخية في رمضان للأبد؟


الإنتاج
المخرج محمد فاضل، يرى أن هذه النوعية من الأعمال توقفت لأن الدولة لم تعد تنتج، وأصبح القطاع الخاص هو المسيطر على عملية إنتاج الأعمال الدرامية وفى اعتقاد القائمين عليه أن هذه الموضوعات الدينية والتاريخية ليست جاذبة للمشاهدين، مؤكدًا لـ «فيتو» أن هذا أمر غير صحيح، لأن هناك أعمالا مثل: محمد رسول الله وعمر بن عبد العزيز، حينما يتم إعادة عرضها تلقى إقبالًا من الجمهور.

وأشار «فاضل» إلى أن أزمة المسلسلات الدينية أو التاريخية تتعلق في الأساس بالإنتاج ولا علاقة لها بالكتاب والمخرجين، مشددًا على وجود كفاءات على مستوى الكتابة والإخراج والتمثيل يمكنهم تقديم هذا النوع من الدراما.

المخرج الكبير نوَّه إلى ضرورة عودة الدولة لإنتاج مثل هذه الأعمال، باعتبار أن لها قيمة وبالرغم من أن عائدها المادى قد لا يكون كبيرًا ولكنها "ما بتخسرش"، مضيفًا أن الدولة يجب أيضًا أن تتعامل مع الدراما باعتبارها مثل التعليم والصحة لأنها تخاطب النفس البشرية وتعمل على تهذيبها والارتقاء بها.

ويتفق معه في الرأي المنتج محمود شميس، الذي شدد على أن إنتاج الدراما الدينية والتاريخية في مصر كانت في الماضي تقع في إطار مسئولية الدولة التي كانت تحرص على إنتاج مثل هذه المسلسلات ممثلة في قطاع الإنتاج، خاصة أنها تحتاج إلى تكاليف باهظة ما بين الأزياء والديكورات المطلوبة لتنفيذ هذه الأعمال على أكمل وجه، منوهًا إلى أنه لا توجد جهة إنتاج خاصة يمكن أن تخوض هذه المغامرة، لأنها سوف تكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، ولن تحقق أرباحًا مادية.

الناقد الفنى محمود قاسم يُحمِّل غياب قطاع الإنتاج المسئولية الأكبر في توقف صناعة المسلسلات الدينية والتاريخية، بسبب ما تتطلبه من ميزانيات كبيرة جدا، في الوقت الذي لا تحقق فيه الإيرادات التي تغطي ما تم إنفاقه عليها، غير أن «قاسم» تطرق إلى قضية جدلية مهمة تتعلق بتقدم هذه الصناعة في بعض الدول مثل: إيران وسوريا، معللاَ ذلك بعدم وجود المعوقات الدينية التي تحول دون إنتاج أعمال جديدة ومتميزة وناجحة، فضلاَ عما وصفه بغياب الصناع الحقيقيين لهذه المسلسلات منذ رحيل المخرج أحمد طنطاوى.

الدراما السورية
من جانبه أشار الناقد الفنى طارق الشناوى إلى أنه في مطلع الألفية الثالثة تم تقديم بعض الأعمال الدينية المصرية ولكنها لم تحدث أي تماس مع الجمهور المصري الذي وجد أن الدراما السورية تقدم أعمالًا دينية وتاريخية واضحة وقوية وبها جهد على عكس المصرية التي كان بعضها آنذاك وضعها مزرٍ إذا ما قورنت بالإنتاج السورى، مضيفًا أنه مع الوقت تراجعت قدرتنا على تقديم هذا النوع.

وأشار إلى أن الدراما الدينية أو التاريخية غابت منذ نحو عشرة سنوات، موضحًا أن الأمر قد يتعلق بالميزانيات على اعتبار أن هذه النوعية من الدراما تحتاج إلى ملابس وديكورات خاصة وجميعها مكلفة ماديًا في وقت يفكر فيه غالبية المنتجين أسفل أقدامهم، فالإنتاج، في اعتقاده، يسعي وراء الناجح والرائج فإذا حققت نوعية درامية نجاح في موسم رمضانى، تسود في الموسم الذي تليه.

وأكد «الشناوى» أن إنتاج هذه المسلسلات ليس مقتصرًا على الجهات الحكومية فقط، ففيلم مثل الناصر صلاح الدين لم يكن من إنتاج الحكومة، موضحًا أن الأمر يتطلب شخصا لديه خيال، وبطبيعة الحال سيتمكن من الكسب من وراء هذه الأعمال، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية ليست في فقر الإمكانيات، ولكن في فقر الخيال على المستوى الإنتاجى، فنحن ليس لدينا فقر في المال بل فقر في الفكر القادر على إيجاد معادلات إنتاجية وبالتالى تسويقية مغايرة لما هو معتاد.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية