رئيس التحرير
عصام كامل

إفطار جماعي لشارع التروللي بالمطرية تحت شعار "اللمة حلوة"


تختلف المناطق الشعبية في تكوينها عن باقي الأحياء الأخرى، العلاقات أقوى وأكثر ترابطا، الكل يعرف بعضه البعض، الشباب يعرفون بعض، النساء تتحدث فيما بينها عبر الشرفات، البنات الصغار يلهون بفوانيس رمضان، والرجال المسنون يلتقون ليلا على المقاهي.


ما زال حي المطرية يحتفظ بتكوينه الشعبي وأجواء الحارة الدافئة، الجيران أقرب إلى الأهل، تجمعهم عشرة السنين ومحبة بالغة.

قبل حلول شهر رمضان، اتفق 5 أصدقاء من حي المطرية على أن يقيموا يوما للإفطار الجماعي للشارع الذي يقطنون فيه، يجتمع الأصدقاء والأهالي والجيران للإفطار معا في جو عام مليء بالحب والرضا والتراحم والألفة فيما بينهم، اتفق (أحمد يونس ومحمود عبد التواب، محمد حسين، عبده شيتوس) على أن يستعدوا لإقامة إفطار جماعي للأهل والأحباب.

قبل شهر رمضان، بالتحديد يوم الرؤية تأكد الشباب من إقامة الإفطار، واتفقوا على أن يكون يوم العاشر من رمضان، وبالفعل بدأ الإعداد وقسمت المهام على الشباب، أحدهم تولى إحضار الشيفات لتجهيز الطعام للصائمين، وآخر تعهد بإحضار الطاولات اللازمة للإفطار، وآخر عمل على تنظيف الشارع والاتفاق مع الأهالي على عدم ركن سياراتهم داخله، والآخير كانت مهمته التنسيق بين المدعوين لحضور الإفطار.

يقول أحمد يونس، أحد الشباب المسئولين عن الإفطار: "بدأنا الاستعداد للإفطار بتجهيز الطاولات من الطعام مما لذ وطاب، قضى الشيفات نحو 4 أيام لتجهيز طعام يكفي نحو 250 شابا، وكنا نخزن ما تم تجهيزه من طعام في منازلنا الخاصة حتى نستطيع تجميعه وقت الإفطار وأحضرنا شواية كبيرة قمنا باستئجارها خصيصا لهذا اليوم ووضعناها على ناصية الشارع".

الغرض من الإفطار الجماعي هو عودة روح رمضان التي يفتقدها أهالي المناطق الشعبية عاما بعد آخر، ما يبذل من جهد لا يمكن أن يقارن بفرحة اللمة على الإفطار، يقول يونس: "لم نكن نتخيل حضور كل هذا العدد، حضر إلينا أصدقاء من خارج حي المطرية، كنا نعد طعام على أن الحضور لن يزيد عن 250 فردا إلا أننا فوجئنا بحضور نحو 350 فردا، وجدنا أسر تجمعت لمشاركتنا الإفطار، البعض عرض المال والبعض عرض الطعام لكننا قررنا أن نتكفل بالأمر كاملا".

الفكرة جاءت من الإفطار الجماعي الذي تنظمه عزبة حمادة بحي المطرية منذ 5 أعوام، فرأى الشباب أنها عادة يجب أن تنتشر في كافة مناطق حي المطرية: "رأينا الفكرة لدى عدد من الأحياء الشعبية المعروف عنها ترابطها، نحن هنا في شارع التروللي عائلة واحدة الجميع يعرف بعضه، النساء والرجال والشباب بيننا ألفة ومحبة واحترام كبير، شعرنا أننا نستحق أن نقوم بالتجربة ونجحنا".


ازدحم شرع التروللي على آخره وكانت المهمة التي تلي أهمية التجمع هو كيفية إعادة الشارع إلى هيئته الأولى وتنظيفه من جديد: "لم نترك الأمر دون تفكير، كنا وضعنا في الحسبان ضرورة تنظيف الشارع بعد الإفطار وبالفعل ما أن بدأ المفطرون في الذهاب بدأنا بمساعدة مجموعة كبيرة من شباب الشارع في تنظيفه حتى عاد مرة أخرى كما كان".

وكانت الفرحة كبيرة، جلس الجميع حول الطاولات في انتظار مدفع الإفطار، البعض يطلق النكات والنساء تدعو للجميع بالستر والرزق، ويقول يونس: "فرحة كبيرة، أن تقضي يوم في رمضان وسط الأهل والأحباب والجيران أن تسمع دعوات النساء أن ترى فرحة الأطفال، ذلك الهدف وأعتقد أننا سنكررها كل عام".


الجريدة الرسمية