رئيس التحرير
عصام كامل

بحضور وزير الأوقاف.. فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي بالحسين (صور)


في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير، والتبصير بقضايا الدين والمجتمع، وطرح مزيد من الثقافة الإسلامية والتنويرية التي تسهم في بناء الإنسان والوعي المجتمعي، وفي إطار التعاون والتنسيق والعمل المشترك بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف.


انطلقت أمس الأربعاء عقب صلاة العشاء والتراويح فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بساحة مسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه)، حيث افتتح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة فعاليات الملتقى، وذلك بحضور الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور أحمد على عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، والشيخ السيد عبد الباري وكيل الوزارة لشئون الدعوة، والشيخ خالد خضر وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة.

كما حضر الملتقى أحمد عبد الهادي وكيل الوزارة للشئون المالية والإدارية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور نوح العيسوي وكيل الوزارة لشئون المساجد والقرآن الكريم، وإيناس عبد الله رئيس قناة النايل دراما، والدكتور محمد عزت منسق الملتقى، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين، وعدد من قيادات الوزارة والأئمة والدعاة، وجمع غفير من الجمهور رجالًا ونساءً، شبابًا وشيوخًا حرصًا منهم على تعلم أمور دينهم والتبصير بشأن دنياهم.

وقدم للملتقى الإعلامي عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية، والذي عبر عن سعادته بهذا الملتقى الذي يرعاه معالي وزير الأوقاف محمد مختار جمعة الذي هو كنز من كنوز الفكر والمعرفة، وأن إقامة هذا الملتقى في هذا الشهر الكريم الذي هو شهر البر والتكافل إضافة طيبة لمعاليه.

وفي بداية كلمته هنأ وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، جميع الحاضرين والمشاهدين والمستمعين بشهر رمضان المبارك، مبينًا أن شهر رمضان شهر عظيم، من صامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، وكذا من قامه إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه، فما من ليلة من لياليه إلا ولله فيها فضل على عباده، وله فيها عتقاء من النار.

كما أوضح أن الدعاء باب مهم من أبواب العبادة في الإسلام، وهو يعبر عن فضل كبير ورحمة واسعة من الله تعالى لعباده، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا"، فشهر رمضان شهر إجابة الدعاء، حيث إن أهم آية في الدعاء قد توسطت آيات الصيام، وكأنها إشارة إلى قبول دعوة الصائمين، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): "ثلاثة لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الإِمَامُ الْعَادِلُ، وَالصَّائِمُ حِينَ يُفْطِرُ، وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا فَوْقَ الْغَمَامِ وَتُفَتَّحُ لَهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ".

وفي ذات السياق أوضح أنه ما من عبد يعرض نفسه على ربه (5) مرات في الفرائض التي يؤديها، ناهيك عن النوافل والتراويح - شريطة أن يكون صادقًا مع نفسه وصادقًا مع ربه - فإن الله (عز وجل) لا يرده خائبًا، موضحًا أنه لا بد أن يسأل العبد نفسه هل صمتُ حقًا؟ وهل صمت عن الحرام، وعن الكذب، وعن الغيبة والنميمة؟ وهل صمت عن تطفيف الكيل والميزان؟ وهل صمت عن أذى الناس؟ فإن كان ذلك حال الإنسان فهو صائم حقًا.

وفي سياق آخر أكد الوزير أن بعض الجماعات المتشددة والمغالية أخرجت العبادات من المفهوم الشمولي والوسطى إلى سبل أخرى من التشدد والغلو ، مع أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لما رأى رجلًا يبالغ في رفع يده في الصلاة قال: "مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس، اسكنوا في الصلاة" وقال: "أَيُّهَا النَّاسُ، ارْبَعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، فَإِنَّكُمْ لَا تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، وَلَكِنْ تَدْعُونَ سَمِيعًا بَصِيرًا" وهو معنى قوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، موضحًا معاليه ضوابط إجابة الدعاء ومنها طيب المطعم، والصدق والإخلاص لله رب العالمين.

كما أكد أن العبادة لها مفهوم موسع حري أن نطبقه، وإذا لم تترجم إلى سلوك عملي تأتي يوم القيامة شاهدة على صاحبها، وأن التكافل الاجتماعي من أعظم القربات التي يتقرب الإنسان بها إلى ربه (سبحانه وتعالى).

وفي ختام كلمته أكد أن بعض الناس قد ينظر إلى العبادة من حيث الأداء الشكلي دون استشعار روحي وقلبي لشعائر العبادات، مع أن الإسلام أكد على ضرورة الاهتمام بالمخبر كما يهتم الإنسان بالمظهر سواء بسواء، وأن العبرة في العبادات بالكيف وبمقدار الإخلاص والصدق في أدائها، وأن شهر رمضان شهر التكافل ومكارم الأخلاق، وهو فرصة سانحة للتقرب إلى الله (سبحانه وتعالى).

وفي كلمته قدم الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية الشكر والتقدير لوزير الأوقاف محمد مختار جمعة على رعايته لهذا الملتقى، مبينًا أن جلوسنا في هذا المكان تحفه بركات المكان ونفحات الزمان حيث نجلس في رحاب الإمام الحسين (رضى الله عنه )، ويتصادف ذلك مع شهر رمضان زمانًا، مشيرًا إلى أن لهذا الشهر المبارك من الخصائص ما لا تتوافر لغيره من الشهور، حيث فيه فريضة عظيمة وهي الصيام التي تضفي علينا مزيدًا من التراحم والتكافل، وتسبغ حياتنا بالرحمة والرأفة.

كما أوضح أن الله تعالى عندما تحدث عن الصوم ربط بينه وبين التيسير، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، حيث تحدث عن الصوم كفريضة من مبدأ العزيمة، وكذا رخص بالفطر للمرضى وأصحاب الأعذار، وهذا من باب التيسير والرحمة، قال تعالى: "فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ"، ثم تحدث ربنا (جل وعلا) عن الدعاء في ثنايا حديثه عن الصوم، وهذا يدل على أهمية الدعاء في هذا الشهر، وأن الدعاء فيه مستجاب، فيقول ربنا سبحانه: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".

وفي ختام كلمته بيّن أن الشريعة الإسلامية فيها باب واسع للتيسير على العباد، وأن الدعاء يُستحب أن يكون بالأدعية الجامعة مثل قوله تعالى: "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي"، وهو دعاء جامع لنعيم الدنيا وثواب الآخرة.
الجريدة الرسمية