رئيس التحرير
عصام كامل

«عمل وعبادة» يوميات السجناء في شهر رمضان.. 4 زيارات لنزلاء السجون مع أسرهم خلال الشهر الكريم.. تجهيز وجبات ومشروبات وحلويات على الإفطار.. ودروس دينية بشكل يومي


أجواء روحانية يعيشها المصريون في شهر رمضان المعظم، من الصلاة والذهاب صباحًا إلى العمل والعودة انتظارًا لصوت مدفع الإفطار لتناول الطعام على المائدة بين الأسرة والأصدقاء.


وعلى جانب آخر هناك فصيل من المصريين يقضي شهر رمضان في غياهب السجون تنفيذًا لأحكام صادرة بحقهم في قضايا متنوعة ما بين قتل وسرقة وعجز عن سداد الديون وغيرها، تُرى كيف يقضون يومهم، وماذا قدمت لهم وزارة الداخلية في هذا الشهر.. وما الأجواء داخل السجون.. وغيرها من التساؤلات نجيب عنها في السطور التالية.

طقوس خاصة
مصدر أمني أفاد، بأن وزارة الداخلية تولى اهتماما كبيرا برعاية النزلاء وإعلاء قيم حقوق الإنسان طول العام، وفيما يتعلق بشهر رمضان المعظم يتميز بطقوس خاصة يقدم عليها قطاع السجون، وهي طقوس تفرح بها السجينات والسجناء، حيث تكثر الزيارات مع أسرهم، فضلا عن جمعهم كلهم على مائدة واحدة تمامًا كما كانوا يقضونه وهم خارج السجون.

منح
وأعلن المصدر الأمني أن اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، منح جميع نزلاء السجون زيارتين خلال شهر رمضان، على ألا تحتسب الزيارتان ضمن الزيارات المقررة لنزلاء السجون، ليصل إجمالي الزيارات 4 مرات خلال شهر رمضان بمعدل زيارة كل أسبوع.

الأسر
وأوضح المصدر أنه يحق لأسر السجناء والسجينات استقدام المشروبات والأطعمة والسماح بدخولها أثناء الزيارة عقب اتخاذ الإجراءات اللازمة بالتفتيش للتأكد من عدم احتوائها على ممنوعات، موضحًا بأن الأجواء في شهر رمضان تكون مختلفة عن الأيام العادية بزيادة الوجبات الغذائية المقدمة للنزلاء سواء في الإفطار أو السحور بالإضافة إلى المرطبات والحلويات.

وتابع أنه يتم توزيع الوجبات، الإفطار أو السحور قبل الموعد بوقت كاف على السجناء ويتجمعون على مائدة واحدة تشعرهم بأنهم بين أصدقائهم وأقاربهم.

ندوات دينية
واستطرد المصدر: «خلال أيام رمضان يسمح بعقد ندوات دينية وتثقيفية للسجناء داخل مسجد السجن بالتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لتنمية الوعى الدينى والثقافى لدى النزلاء، كذا تنظيم مسابقات في حفظ القرآن الكريم وتوزيع جوائز مالية وعينية على الفائزين، بالإضافة إلى زيادة ساعات التريض في إطار مفهوم الفلسفة العقابية الحديثة».

اليوميات
أما يوميات السجناء والسجينات داخل السجن خلال شهر رمضان فتكون لها طقوس خاصة، يستيقظون في تمام الساعة السابعة صباحًا ويؤدون الصلاة ثم يتجهون بعدها كل منهم إلى الحرفة التي يقوم بها قبل دخوله إلى السجن فالنجار يعمل بمصنع الأثاث والفران يعمل في تصنيع الخبز ويتم توزيعهم على العمل كل حسب حرفته ويستمر العمل حتى الساعة الثانية ظهرًا، ثم أخذ قسط من الراحة والصلاة والجلوس خلال هذه الفترة لقراءة القرآن الكريم ثم الاستماع للدروس الدينية التي تلقى عليهم من إمام وزارة الأوقاف، حتى يحين موعد الإفطار.

أما بالنسبة للسجينات فيعملن في الحياكة والمهن اليدوية وصناعة مفروشات من التريكو والخزف وصناعة المخدات والمراتب ومفارش الأنتريهات، ويتم الاستعانة بما تصنعه السجينات في تجهيز بنات السجينات عند تزويجهن.

محو الأمية
أما فصول محو الأمية وتعليم الكبار من الأمور التي تلجأ لها السجينات والسجناء للقضاء اليوم خلال شهر رمضان ويتم إلقاء محاضرات توعوية للسجينات.

أيضًا السجينات يقمن بالعمل داخل مطبخ السجن ويتقاضين في المقابل راتبا شهريا من أمانة السجن للإنفاق على أنفسهن داخله، أما بالنسبة للطلاب فيجلسون في المكتبات للاطلاع والقراءة، وبالنسبة لأطفال السجينات مخصص لهن حضانة لتعليمهم الكتابة والقراءة ويسمح للسجينات بقضاء 3 ساعات مع أطفالهن.

ومع اقتراب موعد الإفطار يتم تجهيز الوجبات وتسليمها للسجناء والسجينات ويجلسون على الموائد الطعام في حلقات؛ انتظارًا لسماع صوت مدفع الإفطار والأذان، وعندما يفرغون من الإفطار والصلاة المغرب يجلسون في حلقات للاستماع إلى دروس دينية والوعظ، ثم يؤمهم شيخ الأوقاف في صلاة التراويح بعد العشاء.

كافيتريا السجن
داخل كافيتريا السجن، تقف النزيلة «نادية» تعد أشهى المشويات قائلة: «كنت أشعر بالوحدة والوحشة في بداية دخولي السجن، ولكن مع الوقت تأقلمت مع الوضع وكونت صداقات عديدة مع زميلاتها أما أجواء شهر رمضان فتكون مختلفة في كل شيء، التجمع في الإفطار على مائدة واحدة ونأكل مع بعضنا ويمر رمضان سريعًا». 

وأضافت أنها يعمل معها أكثر من 7 نزيلات في الكافتيريا، وتقضي يومها في إعداد الوجبات وتوفير جميع السلع، وبعد الإفطار تجلس في المسجد لأداء الصلاة وقراءة القرآن الكريم والاستمتاع بالجلسات الدينية، فضلا عن زيارة الأسر التي تأتي للنزلاء أسبوعيًا.

ومن داخل حضانة أطفال السجن أكدت النزيلة «أميرة» أنها تشعر بالاطمئنان الشديد على أطفالها، يلهون ويلعبون في الحضانة، ولم تشعر أبدا أنهم داخل سجن، فالمكان منظم للغاية وبه كل ما يلزم الصغار من ألعاب ووسائل تعليمية.

وتابعت: «تسمح إدارة السجن للأمهات بقضاء 3 ساعات مع أولادهن في الحضانة، وخلال هذا الفترة نلعب ونلهو مع الأطفال، ونتمنى أن يتوقف الزمن ونظل بصحبتهم، وأنا التحقت بالعمل في مطبخ السجن وأشارك في إعداد الوجبات للنزيلات مقابل راتب شهرى يتم إيداعه في أمانات السجن، وأنفق منه على نفسى وطفلتيّ».

مصنع الأخشاب
ومن داخل مصنع الأخشاب،  يقول «جابر»: «أقضي عقوبة الحبس على ذمة قضية مشاجرة مع الجيران بسبب لهو الأطفال، وتعلمت حرفة أكسب منها مبلغا ماليا كل شهر، أما الأجواء في شهر رمضان فتتميز بالاحتفال من دروس الوعظ والمسابقات والعبادة، فضلا عن تناول الوجبات كأني وسط أسرتى فإدارة السجن توفر كل احتياجاتنا من الأطعمة والمشروبات».
الجريدة الرسمية