رئيس التحرير
عصام كامل

مكرم عبيد.. فارس الوحدة الوطنية


هو ليس مجرد اسم شارع في قلب مدينة نصر، بل هو الزعيم الذي اشتهر بلقب رجل السياسة العظيم، أخذ لقب "باشا" فحذف الاسم الأجنبي "وليم" من اسمه بسبب موقفه المناهض للاستعمار البريطاني.

قاد النضال الوطني ضد الاحتلال، جنبًا إلى جنب، مع زعيم الوفد مصطفى النحاس، وضحى من أجل الأهداف بمصالحه الشخصية هو القطب الوفدي مكرم عبيد.

ففي يونيو 1961، رحل مكرم عبيد، فارس الوحدة الوطنية، وزير مالية مصر السابق، والمحامي الضليع، الذي دافع عن قضايا الحق مستشهدًا بالقرآن الكريم.

هو صاحب المقولة الشهيرة: "نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا.. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".

نُفِيَ مع سعد زغلول في جزيرة سيشيل، وأرسل رسالة من منفاه يكتب عن الدسيسة التي عمل عليها الإنجليز للوقيعة بين المسلمين والمسيحيين، قال فيها: "يقولون أقباط ومسلمون، كلا بل هم مصريون ومصريون، أو قولوا هم إخوة لأنهم بدين مصر مؤمنون، أو أشقاء لأن أمهم مصر وأباهم سعد زغلول، قولوا لهم يا سادتي عبثًا تحاولون قصم وحدتنا.. عبثًا يقولون هم أقباط ومسلمون في وفدهم أو برلمانهم.

وأضاف في رسالته: لقد اكتشفنا سر الحياة، وما اتحادنا إلا اتحاد قلوبنا ومشاعرنا، ولن يفصلها فاصل بعد أن جمعها الواحد القهار.
وفي تهنئته بعيد الفطر المبارك يقول: أهنئ إخوتي لا لأنهم أفطروا بل لأنهم صاموا، ذلك هو المعنى الأسمى لهذا العيد، وعندي أن الحكمة الأولى من الصوم ليست أن يصوم الإنسان لكي يعود فيفطر، بل إن يفطر لكى يعود فيصوم لأن الصوم كما شرعته الأديان إن هو إلا الرحمة المتجسدة المتجددة، وإذا كان الله عز وجل قد أراد بالصوم أن نمتنع من أن نأكل فلأنه أراد أن نحس في أرواحنا الرحمة نحو الجائع، بل قل إن الله عز وجل أراد أن تصبح الرحمة فينا سجية.. لا هوية ولا مزية، وفضيلة، لا فضلًا ولا تفضيلًا.

وأضاف: أنه ما من شك أن أجر الصوم أوفى وأعظم لمن تذوق لذة الإفطار، ثم صام، وتنعم بالعزة ثم ارتضى لنفسه أن يضام.. ذلك لأن كثيرًا من الناس إذا ما نعموا بلذائذ الحياة عز عليهم أن يصوموا عنها.. أو يحرموا منها بل إن بعضهم قد يصوم قليلًا أو طويلًا.. فإذا ما أفطر وذاق مذاق الثروة أو الجاه.. فبعدًا للصوم، وبعدًا للفاقة والحرمان.. ذلك خطر الإفطار على الفاطرين، ولو أنه في ذاته يزيد من أجر الصيام للصائمين".
الجريدة الرسمية