رئيس التحرير
عصام كامل

أجور فلكية للمقرئين قبل 60 عامًا


كبار المقرئين الذين يحيون ويشاركون في مآتم كبار القوم يتقاضى الواحد منهم أرقامًا أصبحت تنافس الأرقام التي يتقاضاها عبد الحليم حافظ نفسه، فما بالنا بأسعار إحياء ليالي رمضان؟!.


هذا عكس السنوات الماضية، قبل عام 1959، أي منذ 60 عامًا، فكل المقرئين والأسماء الشهيرة منهم كانوا موظفين في وزارة الأوقاف، ومهمتهم قراءة سورة "الكهف" في المساجد قبل صلاة الجمعة، حسب تعليمات الوزارة.

وكما نشرت مجلة "روز اليوسف"، في رمضان عام 1959، أن قراء القرآن الكريم كانوا يتقاضون لذلك مرتبات شهرية ثابتة كموظفين تصل إلى 75 قرشًا للواحد منهم، في الشهر الواحد، تصل إلى جنيهين في ليالي رمضان، لتعدد فترات القراءة، حتى إن الشيوخ مصطفى إسماعيل، وطه الفشني، وعبد الباسط عبد الصمد، وعبد العظيم زاهر، ومحمود خليل الحصري، وغيرهم.. كل هؤلاء كانت مرتباتهم لا تزيد عن جنيه واحد فقط شهريًّا.

فمثلًا بدأ الشيخ مصطفى إسماعيل القراءة بالإذاعة عام 1944، مقابل 15 قرشًا للتسجيل الواحد، والشيخ كامل يوسف البهتيمي 25 قرشًا، وبعد تعاقده مع الإذاعة أصبح يحيي الحفل الواحد في شهر رمضان مقابل 25 جنيهًا، والشيخ راغب مصطفى غلوش كان يتقاضى 50 قرشًا ارتفعت إلى 18 جنيهًا عام 1959 حين قرأ في مأتم أحد لواءات الشرطة.

أما الشيخ محمد رفعت، أول مقرئ بالإذاعة فكان يتقاضى جنيهين في التسجيل الواحد بالإذاعة، بينما كان الشيخ أحمد ندا غير مقيد بالإذاعة لكنه يتقاضى في الليلة الرمضانية الواحدة عشرة جنيهات ذهبية، ترتفع إلى الضعف لو كانت القراءة في الأقاليم.
أما الآن ــــ 1959 ـــ فقد تغيرت الأحوال، وارتفعت بورصة المقرئين في الإذاعة، خاصة في الشهر الكريم، وفي المآتم وافتتاح المؤتمرات.

أيضًا رفعت إذاعة القرآن الكريم أجور المقرئين بنسبة 25%، بمناسبة الشهر الكريم؛ نظرًا لأن كبار القوم أصبحوا يتعاقدون مع المقرئين ذوي الشهرة لتلاوة آيات الذكر الحكيم في قصورهم لإحياء ليالي رمضان مقابل أجور عالية، فأصبح الشيخ مصطفى إسماعيل يتقاضى 27 جنيهًا في الليلة الواحدة بإذاعة القرآن الكريم في رمضان، وهو أكبر مبلغ يتقاضاه قارئ للقرآن.

كما وضعت الإذاعة درجات للمقرئين، فمثلًا يتقاضى الشيخ طه الفشني 25 جنيهًا، والشيخ علي محمود 15 جنيهًا، ومحمود خليل الحصري 8 جنيهات عن إذاعة كل تسجيل في رمضان.

وكانت الإذاعة توهم كل مقرئ تتعاقد معه أنه الأعلى أجرًا دون كل المقرئين".
الجريدة الرسمية