رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد بهجت: ليلة القدر


في جريدة "المسلمون"، رمضان عام 1985، كتب أحمد بهجت عدة مقالات إسلامية، بمناسبة شهر رمضان، قال فيها:
"في هذا الشهر ذي الاسم الكريم، أُنزل القرآنُ الكريمُ، بدأ تنزيله في ليلة مباركة.. هي ليلة القدر، وهي ليلة حدثنا عنها القرآن الكريم، وهي خيرٌ من ألف شهر، تنزلُ الملائكةُ والروحُ فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر، وقد حدثنا النبي، صلى الله عليه وسلم، أن من قام هذه الليلة بالعبادة والذكر فكأنما عبَدَ الله ألف شهر، "أي 83 سنة".. أيضًا يخرج صوم الشهر وقيامه الإنسانَ من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

هي أعظم ليلة، وقد ورد في الأحاديث الشريفة، أنها تقع في العشر الأواخر من رمضان، وقد أخفى ميعاد تلك الليلة بالضبط لحكمة عظيمة، وحتى يلتمسها المسلم ويجتهد فيها فيصيبه أجرها، وأجر غيرها من الليالي.

والمسلم الحقيقي ضيفٌ على الله طوال أيام رمضان، ذلك لأنه سافر من حظوظ نفسه، وهجر هواه؛ إيثارًا لحب الله ورضائه، وبهذا الوصف يمكن القول إن المسلم هو المسافر دائمًا إلى الله.. وهو الضيف دائمًا على الله.. تصور هذا الضيف وهو يستقبل ضيفًا هو شهر رمضان قد جاء بهديته القرآن وبليلة مباركة هي خير من ألف شهر.

وليلة القدر، إذا صادفها الإنسان، هي خير له فيما ينعم الله به عليه من ألف شهر، وليلة القدر هي الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم، ويتنزل على العباد.. هي ليلة مقادير الأشياء.. والمقادير لا تطلب سوانا.. ولهذا أمرنا تعالى بطلب ليلة القدر، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "التمسوها".. من ليلة القدر تأتي عطايا الحق ومننه التي لا نهاية لها، من كرم الله تعالى تجاه عباده أن قدر ليلة القدر أعلى من قدرة الذهن على التصور.. أن الملائكة تنزل فيها والروح الأمين جبريل يتنزل فيها.. فلنستقبلها، أيها المسلمون، كما نستقبل القادم إذا جاء من السفر يحمل هديته إلى أهله الذين يستقبلونه.

نسأل الله أن يمنحنا شرف هذه الصفة في ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
Advertisements
الجريدة الرسمية